استنكر خطباء الجوامع والمساجد والحسينيات امس الهجمات الارهابية التي تعرض لها الزوار خلال سيرهم الى كربلاء لإحياء اربعينية الإمام الحسين، ودعا الشيخ محمود الصميدعي، خطيب وإمام جامع أم القرى الى تشكيل كتل سياسية وطنية "بعيدة عن التحزبات الطائفية والعرقية"، فيما أكد السيد أحمد الصافي خطيب وإمام الصحن الحسيني ممثل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني في كربلاء"ضرورة احترام رأي الغالبية عند اجراء التعديلات الدستورية وعدم القفز عن إرادة الشعب". وقال الصميدعي، ان"تشكيل الكتل بعيداً عن الطائفية سينقذ البلاد من الولاءات الجانبية المحدودة، ويجمع السياسيين على كلمة واحدة نابعة عن الولاء الوطني". واستنكر التفجيرات الاخيرة التي استهدفت الزوار في مدينة الحلة، وقال ان"القائمين بهذه الاعمال الذين قتلوا الأبرياء بغير حق يهدفون الى اثارة الفتنة الطائفية في البلاد". من جانبه طالب الشيخ حسن طعيمة، خطيب وامام المدرسة الخالصية في الكاظمية الحكومة بالوقوف على اسباب الحوادث الامنية التي تعرض لها الزوار، وقال:"اسأل المشرفين على امن البلاد من المسؤولين في الحكومة ان يتقوا الله في حماية العباد". وحمل القوات الاميركية في العراق مسؤولية هذه الهجمات وقال ان"هذه القوات هي التي تتحمل مسؤولية الهجمات الارهابية التي اودت بحماية المئات من زوار مرقد الامام الحسين". وفي كربلاء 110 كلم جنوببغداد ناشد الشيخ احمد الصافي في خطبة امس في الصحن الحسيني"المسؤولين في الحكومة بتوفير الامن للزوار وحمايتهم من الهجمات الارهابية التي أودت بحياة العشرات منهم". وقال ان"هذه الهجمات تعبر عن زيف الواقفين في الصف الآخر وتفصح عن الحقد الدفين الذي تضمره الجماعات التكفيرية للشيعة في العراق". وطالب المسؤولين"ببذل الجهود لحماية الزوار وتوفير الخدمات في المدن". وقال:"نتمنى ان يكون المسؤولون في مستوى ما نريد منهم وعندما نقول ان الحكومة منتخبة ينبغي ان تعيش هذه الحكومة وسط الشعب وتعمل على حل مشاكله". وتحدث عن الطائفية التي تتعرض لها بعض الاقضية والنواحي في محافظات ديالى وصلاح الدين من مضايقات تقوم بها الجماعات التكفيرية هناك. وقال ان مجلس محافظة ديالى"يمتنع عن الدوام بسبب تهديدات الارهابيين والحصص التموينية يتم توزيعها من الجماعات المسلحة"، مشدداً على ضرورة توسيع خطة"فرض القانون"الى جميع المحافظات وعدم اقتصارها على بغداد، واضاف ان"المشاكل التي تعاني منها بعض الاقضية امتدت الى بلد والدجيل وغيرهما، والحلول الحقيقية لهذه القضية تستوجب تعميم العمل بخطة أمن بغداد لتكون خطة لأمن العراق"، لافتاً الى ان"قياس نجاح الخطة في عودة المهجرين الى مدنهم لن تفيد شيئاً في التقليل من الارهاب". وقال"لا نريد تصريحات فضائية انما نريد من يضمد الجروح ويبني معنا ويسمع منا، اما تصريحات السياسيين فلا طائل منها". وعن التعديلات التي تطالب بعض الاطراف السياسية بإجرائها على الدستور ومطالبة سياسيين آخرين بتشكيل حكومة انقاذ، قال الصافي"ان وجود اخفاقات في عمل الحكومة ليس مبرراً لمثل هذه المطالب والشعب الذي اختار الحكومة هو صاحب الرأي في تغييرها". وأوضح ان"التغييرات التي يريد بعض السياسيين اجراءها في الدستور يجب ان تأخذ برأي الغالبية وعدم القفز على ارادة الشعب والاصطياد بالماء العكر، فنحن لن نسمح بتمرير شيء لا يرضى به الشعب".