ركز معظم خطباء الجمعة في العراق امس على الاستراتيجية الأميركية الجديدة التي اعلنها الرئيس جورج بوش وتفاوتت المواقف منها. وقال الشيخ محمود الصميدعي، خطيب وامام جامع ام القرى في بغداد، ان "استراتيجية بوش لم تأت بجديد كما انها لم تقدم شيئاً، لأن التغيير يجب ان يأتي من الداخل"، فيما اعتبرها الشيخ صدر الدين القبانجي، خطيب وامام الحسينية الفاطمية في النجف، بأنها"الفرصة الاخيرة للحكومة العراقية لاثبات وجودها". وقال الشيخ الصميدعي ان"استراتيجية بوش الجديدة لم تأت بجديد، ولن تقدم شيئاً لأن التغيير يجب ان يأتي من الداخل وليس من الخارج"متوقعاً ان"تؤدي زيادة القوات الاميركية الى المزيد من المواجهات العسكرية التي ستزيد من حجم التدمير في البلاد"، ودعا كل الاطياف السياسية الى"تفعيل منطق العقل والتفاهم"، كما دعا رجال الدين الى"تشكيل مرجعية عامة لكل العراقيين قائمة على مبادئ الاسلام الحنيف بعيداً عن التسميات المذهبية للخروج بحلول حقيقية للازمة". واعتبر الشيخ صدر الدين القبانجي الاستراتيجية الأميركية الجديدة بأنها"بمثابة الفرصة الاخيرة للحكومة العراقية"، وأضاف ان"زيادة القوات الاميركية في البلاد هي الفرصة الوحيدة والاخيرة لتتمكن الحكومة العراقية من فرض سيطرتها على البلاد"، مشدداً على"ضرورة استثمار حكومة نوري المالكي لهذه الفرصة بعدما اعلن بوش ان التزامه ازاء العراق ليس ابدياً". وشدد على ان"باب المصالحة الوطنية بات مفتوحاً امام الجميع"مشيراً الى ان"من يعتقد ان اعدام صدام حسين قتل مشروع المصالحة الوطنية فهو مخطئ، بل ان اعدامه هو بداية حقيقية للمصالحة"وقال:"من يبكي على صدام لا نرحب به ولا حاجة بنا للتصالح معه". كما شدد على"ضرورة تسريع الحكومة اجراء التعديلات الوزارية المرتقبة لأنها التعديلات السبيل الوحيد لوضع الحكومة على طريق الصواب". وطالب ب"حصر السلاح بيد الدولة وحل الميليشيات المسلحة"داعياً ما سماها"الميليشيات غير الارهابية"الى"الالتحاق بمؤسسات الدولة". وفي كربلاء 110 كلم جنوببغداد انتقد السيد احمد الصافي، خطيب وامام الصحن الحسيني، وممثل المرجع علي السيستاني في كربلاء،"لا مبالاة بعض المسؤولين ... من دون ايجاد حلول نهائية للمشكلات التي تعاني منها البلاد مثل التهجير الطائفي والازمات الاقتصادية". وانتقد المسؤولين"الذين حولوا البرلمان الى مسرح لاستعراض العضلات السياسية بدلاً من الانشغال بايجاد حلول لمشكلات العراقيين". وعرض بعض النقاط المهمة التي وصفها بأنها"تمثل حلولاً جذرية للأزمة السياسية في البلاد، بينها عقد جلسة مصارحة بين الكيانات والاحزاب المشاركة في العملية السياسية وتحديد المفسدين في دوائر الدولة ... وصولاً الى اتفاقات مشتركة ونهائية للمشكلات العالقة بعيداً عن اسلوب المجاملات". كما انتقد اختيار الحكومة مسؤولين غير اكفاء لتبوؤ مناصب رفيعة مستنكراً"الوساطات"في تعيين كبار موظفي الدولة، مطالباً"باجتثاث هؤلاء المفسدين من دوائر الدولة". ووصف الشيخ حسن طيعمة، خطيب وامام المدرسة الخالصية، الاستراتيجية الأميركية بأنها"سقوط في الوحل مجدداً". ودعا العراقيين الى"التماسك والتوحد وعدم الانجرار وراء الفتن الطائفية التي يحاول الاعداء اثارتها لاشعال نار الحرب الاهلية"، مشدداً على ضرورة"التمسك بالوحدة الاسلامية".