أعلنت إيران أمس أنها مستعدة لمواجهة هجوم عسكري يستهدف أراضيها، لكنها تفضل المفاوضات وسيلة لتسوية النزاع في شأن برنامجها النووي، في وقت نفت اسرائيل سعيها للحصول على ضوء أخضر من الولاياتالمتحدة لتحليق طائراتها فوق العراق بغية مهاجمة منشآت نووية ايرانية. جاء ذلك في وقت أثار نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني مخاوف في شأن تحركات ايران وتصريحاتها"المستفزة"، بينما اتهم المرشح الأميركي للرئاسة بيل ريتشاردسون الرئيس جورج بوش باتباع"استراتيجية شن الحرب"على ايران. وفي الإطار ذاته، أعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أن"هناك خيارين للتعامل مع القضية النووية الايرانية هما القوة أو الديبلوماسية"، وقال إنه"على رغم استعداد إيران لأسوأ سيناريو، وهو ما قد يكون هجوماً عسكرياً أميركياً ضد مواقعها النووية، فانها لا تزال تنشد الديبلوماسية لتسوية النزاع". وأشار الى المحادثات الايرانية - الاميركية حول العراق، وقال إن بلاده رفضتها بعدما"أخطأت"واشنطن حين اعتقدت بأن طهران وافقت عليها بسبب ضعفها وليس بسبب رغبتها في المساعدة. وأكد متقي مجدداً أن المشاريع النووية الايرانية أهدافها سلمية، معتبراً أن التقرير الأخير الذي قدّمه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي يؤكد ذلك. وعشية اجتماع لندن بين"الستة الكبار"المقرر في لندن غداً لبحث الأزمة الإيرانية، دعا متقي المجتمعين الى العمل بأقوالهم والوصول الى حل مناسب يقوم على الحوار. وفي مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد في سيدني، قال تشيني انه يجب ألا تسمح الولاياتالمتحدة وحلفاؤها لإيران بأن تصبح قوة نووية، وأضاف ان القلق يساوره من دور إيران"العدواني"في الشرق الاوسط وقرارها عدم الامتثال للمهلة التي حددها مجلس الأمن لوقف تخصيب اليورانيوم. جاء ذلك بعدما أعربت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عن أملها في ان توافق روسيا على قرار ثان يشدد العقوبات المفروضة على إيران. وقالت:"لا أريد أن أتحدث بالنيابة عن نظيري الروسي، لكننا نتوقع الاستمرار في طريق مجلس الأمن من أجل قرار ثان على أن نتابع في الوقت ذاته طريقاً يمكن ان تؤدي الى مفاوضات". وفي تل أبيب، رد نائب وزير الدفاع الاسرائيلي أفراييم سنيه على تقرير لصحيفة"ذا دايلي تلغراف"البريطانية نقل عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاسرائيلية قوله ان مفاوضات جارية مع التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة في العراق لتوفير"ممر جوي"فوق الاراضي العراقية إذا قررت اسرائيل التحرك في شكل احادي ضد ايران. وقال سنيه:"لم نقدم إطلاقاً مثل هذا الطلب، وهذا واضح"، معتبراً ان التقرير يأتي ضمن جهود"مصادر دولية ترغب في تفادي التعامل مباشرة مع ايران وتخترع تقارير تزعم اننا نرغب في مهاجمة العراق من أجل تجنب المسؤولية". ونقلت الصحيفة عن مصدرها قوله:"نستعد لأي احتمال. فإذا لم نتفق على مسائل حيوية، قد نجد انفسنا في وضع تهاجم فيه طائرات اميركية واسرائيلية بعضها بعضاً". وفي واشنطن، قال النائب الديموقراطي ريتشاردسون الذي يسعى الى الترشح لانتخابات الرئاسة الاميركية عام 2008 في مقال نشرته صحيفة"واشنطن بوست"ان الاستراتيجية التي يتبعها بوش"ليست استراتيجية سلام وإنما استراتيجية حرب لم يسمح بها الكونغرس". ورأى ان لغة التهديد ليست الطريقة المناسبة لإقناع الايرانيين بالتعاون مع الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي في شأن برنامج طهران النووي،"ولكنها طريقة جيدة لبدء حرب جديدة... ستكون كارثية على الشرق الاوسط والولاياتالمتحدة والعالم".