تجددت التكهنات بسيناريوات هجوم أميركي على إيران، في ضوء تقارير افادت ان واشنطن كانت تخطط لهذا التحرك العسكري قبل غزو العراق، فيما نقل عن مسؤول في"الحرس الثوري"تأكيده أن طهران دربت 55 ألف انتحاري مستعدين لضرب أهداف بريطانية أو أميركية في العراق، في حال تعرضت المنشآت النووية الإيرانية لهجوم راجع ص 8. وحذر رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني هاشمي رفسنجاني، خلال جولته العربية الهادفة إلى تبديد المخاوف من إعلان طهران البدء في تخصيب اليورانيوم، من أن أي هجوم تشنه الولاياتالمتحدة على بلاده"سيزعزع الاستقرار في المنطقة". تزامن ذلك مع التقاط اقمار اصطناعية اميركية صوراً لتعزيزات دفاعية في منشأتي ناتانز واصفهان النوويتين، تحسباً لاستهدافهما. ودعا الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد"الدول المستقلة"إلى تشكيل"جبهة مشتركة لمحاربة الامبريالية العالمية"، وذلك خلال استقباله رئيس البرلمان الفنزويلي نيكولاس مادورو، فيما اعتبر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أن استمرار العنف في العراق يعني أن الولاياتالمتحدة"ليست في موقع"يؤهلها لمواجهة طهران. وفي دمشق، قال رفسنجاني قبل مغادرته إلى الكويت أمس:"لا نسقط من حسابنا احتمال عدوان أميركي في أي ظرف، لكننا نؤكد أن هذا لن يكون في مصلحة الولاياتالمتحدة أو مصلحتنا". وكرر على أن أهداف البرنامج النووي الإيراني سلمية، وأنه"يفيد المنطقة التي ستعاني أيضاً تبعات أي ضربات عسكرية". في غضون ذلك، كشف المحلل العسكري الأميركي وليام آركين أن واشنطن كانت تخطط لعملية عسكرية واسعة ضد إيران، تعتمد على هجوم بالصواريخ واجتياح بري وانتشار بحري للسيطرة على مضيق هرمز، وذلك قبل غزو العراق في آذار مارس 2003. وكتب آركين في صحيفة"واشنطن بوست"أمس أن الخطة عرفت باسم"تيراننت"ثياتر إيران نير تورم، وتضمنت تحليلاً مفصلاً لترسانة طهران من الصواريخ وخطة للقضاء على"أسلحة الدمار الشامل الإيرانية". واضاف ان الاستعدادات للخطة بدأت جدياً في أيار مايو 2003 عندما جمعت أجهزة الاستخبارات المعطيات الضرورية لسيناريوات حرب على إيران. ومنذ ذلك الوقت، حُدّثت الخطة عبر استخدام معلومات جمعت في العراق. في الوقت ذاته كتب ستيفن سيمون المسؤول السابق في الخارجية الأميركية وريتشارد كلارك مسؤول مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض سابقاً، أن التقارير عن نية إدارة الرئيس جورج بوش قصف المواقع النووية الإيرانية، أثارت قلقاً من أن هذا الهجوم"سيطلق عملية تصاعدية متعددة الخطوات". ولفتا في مقال مشترك في"نيويورك تايمز"إلى أن صراع أميركا مع إيران ربما يكون أكثر إضراراً بالمصالح الأميركية من الحرب على العراق، ذلك أن ردّ طهران المحتمل سيكون"استخدام شبكتها الإرهابية لضرب أهداف أميركية حول العالم، بما في ذلك داخل الولاياتالمتحدة". واعتبرا ان"إيران تملك قوات تفوق بكثير أي شيء يستطيع تنظيم القاعدة في أي وقت أن يدفع به"، مشيرين إلى علاقات طهران مع"حزب الله". تزامن ذلك مع نشر صحيفة"صنداي تايمز"البريطانية مضمون تسجيل صوتي لمسؤول في"الحرس الثوري"الإيراني يدعى حسن عباسي، يؤكد فيه ان مجموعات انتحارية تضم نحو 55 ألف رجل، مستعدة لضرب 29 هدفاً أميركياً وبريطانياً محتملاً، بعضها"قريب جداً"من الحدود الإيرانية- العراقية. ونقل عن عباس قوله ان هؤلاء الانتحاريين شاركوا في استعراض عسكري في طهران في آذار الماضي، مزودين أحزمة ناسفة وصواعق تفجير. وبحسب ما ورد في التسجيل، طلب عباسي من الانتحاريين أن يولوا"اهتماماً خاصاً ببريطانيا الماكرة"، مؤكداً أن"دمارها من ضمن أهدافنا". وأضافت الصحيفة انه طلب من المتطوعين في مركز تجنيد هذه المجموعات الانتحارية في طهران، أن يحددوا هل يفضلون ضرب أهداف أميركية في العراق أو أهداف إسرائيلية. من جهته، قال العضو الجمهوري البارز في مجلس الشيوخ الاميركي السناتور ريتشارد لوغار ان على الولاياتالمتحدة اجراء محادثات مباشرة مع ايران بشأن برنامجها النووي وان تبطئ من توجهها نحو فرض عقوبات، في موقف يتباين مع موقف ادارة بوش. واضاف في مقابلة تلفزيونية امس"نحن بحاجة الى تحقيق تقدم اكبر على الصعيد الديبلوماسي".