قبيل تقديم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أمس تقريراً يعتبر ان طهران لم تعلق تخصيب اليورانيوم، أكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان بلاده لن تسمح لأحد بانتهاك حقوقها في المجال النووي، وقال احمدي نجاد:"الشعب الإيراني لن يسمح لأحد بانتهاك حقوقه". وأضاف أن"إيران ليست بلداً يمكن انتهاك حقوقه... من يعتقدون هذا الأمر مخطئون". وعبّر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن"قلقه العميق"لعدم التزام ايران بالمهلة التي حددها مجلس الامن لوقف تخصيب اليورانيوم، وحض من فيينا الحكومة الايرانية على"تنفيذ المطالب الدولية بصورة كاملة وأن تشارك في مفاوضات مع المجتمع الدولي حتى نتمكن من حل القضية سلمياً." وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن الملف النووي الإيراني سيحال مجدداً على مجلس الأمن لدفع طهران إلى تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم والعودة إلى طاولة المفاوضات. وقالت رايس اثر لقائها في برلين نظيرها الروسي سيرغي لافروف وممثلي الديبلوماسية الأوروبية فرانك فالتر شتاينماير وخافيير سولانا:"أكدنا مجدداً أننا سنستخدم القنوات المتاحة لنا فضلاً عن مجلس الأمن". وطالب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير طهران بوقف برنامجها النووي. وقال عقب اجتماع مع لافروف في برلين إنه يأمل بأن تحتكم إيران إلى العقل وتدرك أن"حتى مثل هذا البرنامج النووي الطموح لن يروي ظمأ شعبها". وفي باريس، قال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية دوني سيمونو إن تقرير البرادعي"يخضع لتحليل معمق. ولن نتخذ قراراً مع شركائنا حول الخطوة المقبلة إلا بعد انتهاء هذا التحليل"، وأضاف أن هذا التقرير"يستحق دراسة دقيقة". ونفى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أي استعدادات لتدخل عسكري ضد إيران، وخصوصاً في الولاياتالمتحدة. وقال بلير لمحطة هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي 4 ان"لا احد يعد لعمل عسكري ولا احد يرغب في عمل عسكري". ويرى ديبلوماسيون في الأممالمتحدة أن مجلس الأمن يتجه إلى إصدار قرار جديد يلحظ تشديد العقوبات على إيران على رغم أن مفاوضات طويلة وشاقة قد تسبقه. وفي هذا السياق، نفى ديبلوماسي أميركي في مقر المنظمة الدولية وجود مشروع قرار ناقشته الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الأوروبيون تمهيداً لتوزيعه على أعضاء مجلس الأمن بعيد صدور تقرير الوكالة الذرية. لكن محمد جعفري مساعد كبير المفاوضين النوويين الإيراني علي لاريجاني أكد ان"ايران على استعداد لتقديم كل التوضيحات للوكالة الدولية حول كل نقاط الغموض في ملفها النووي"، معتبراً ان المسار النووي لبلاده"معقول ويعتمد على القدرات الداخلية من دون أي مساعدة خارجية". خامنئي في غضون ذلك، دعا المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي المواطنين والمسؤولين الإيرانيين إلى"الصبر والشكر"والاستمرار على طريق"الانتصارات والنجاحات"، مطالباً"بالعمل للحفاظ على النظام الإسلامي". وانتقد خامنئي لدى استقباله أعضاء مجلس خبراء القيادة في حضور رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني التيارات الداخلية التي تتحدث عن أزمات سياسية واقتصادية إيرانية بسبب البرنامج النووي. وفي إشارة إلى أن إيران لن تخاف التهديدات بعقوبات اقتصادية او هجوم عسكري ضدها، أكد خامنئي أن الوضع طبيعي لأن"الأعداء احتشدوا طوال 28 سنة الماضية ضد إيران والشعب الإيراني انتصر في كل هذه السنوات واليوم سيحصل ذلك أيضاً". وأضاف خامنئي أن"وضع ونفوذ"النظام والثورة الاسلاميين اليوم في الشرق الاوسط والعالم الاسلامي"اقوى واعمق ومتجذر اكثر من السابق، ومنطقنا وحججنا اكثر منطقية ومقبولة اكثر". أما رفسنجاني الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس مجلس الخبراء، فتحدث بدلاً من رئيس المجلس علي مشكيني، ودعا الى" ضرورة الوحدة والانسجام الوطني والعمل على إفشال مؤامرة العدو". بوشهر إلى ذلك، أكد نائب رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي أن طهران مستعدة لدفع أموال لمساعدة الشركة الروسية"اتومستروي اكسبورت"المكلفة بناء محطة بوشهر النووية الإيرانية على إتمام هذه الأعمال. وقال إن"الشركة الروسية تواجه مشكلات سيولة لإخراج المعدات من المصنع وطلبت من إيران مساعدة مالية". وأضاف:"لإرسال المعدات إلى إيران إننا مستعدون لتحمل تكاليف عملية النقل لتتم في أسرع وقت ممكن". ونفى مجدداً اتهامات الشركة الروسية التي أكدت أن إيران جمدت الدفع لبناء محطة بوشهر. وأكد سعيدي أن وفداً إيرانياً سيزور روسيا في الأيام المقبلة لإيجاد حل لهذه المشكلة. وتظاهر اكثر من مئة طالب إسلامي أمام السفارة البريطانية في طهران أمس للدفاع عن البرنامج النووي الإيراني. وردد المتظاهرون هتافات مؤيدة للبرنامج النووي الإيراني مؤكدين ان إيران لن تتخلى ابداً عن حقها. كما احرقوا ثلاثة أعلام أميركي وبريطاني وإسرائيلي. وسار المتظاهرون بعد ذلك باتجاه سفارات فرنسا وإيطاليا والفاتيكان قبل ان يتوجهوا إلى جامعة طهران لأداء صلاة جماعية.