سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طهران تنزع الأختام عن منشأة ناتانز وتعاود البحوث النووية ... والبرادعي يؤكد عودتها إلى التخصيب . أوروبا تدرس "جدوى" مواصلة التفاوض مع إيران وأميركا لا ترى مفراً من اللجوء إلى مجلس الأمن
أعلنت إيران أمس معاودة البحوث النووية في مفاعل ناتانز وسط بعد نزع الأختام عنه في حضور مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في خطوة قوبلت ب"عاصفة"تنديد وقلق دوليين، امتدت من واشنطن الى موسكو راجع ص 7. وفي وقت نفى محمد سعيدي نائب رئيس الوكالة الايرانية للطاقة الذرية ان تكون معاودة البحوث مرتبطة بالعودة الى تخصيب اليورانيوم، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ان طهران ابلغت الوكالة انها ترغب في اعادة تشغيل أجهزة الطرد المركزي في"ناتانز"بهدف التخصيب"على نطاق ضيق". واعلن البرادعي في بيان انه ابلغ مجلس حكام الوكالة ان طهران تنوي تخصيب اليوارنيوم في اجهزة الطرد المركزي، معرباً عن"قلقه العميق"لهذه الخطوة التي افادت مصادر في فيينا امس، ان من شأنها"نسف المفاوضات المقبلة مع الترويكا الاوروبية، وتشجيع الوكالة على احالة الملف الايراني على مجلس الامن. وتدارست الترويكا الاوروبية فرنسا وبريطانيا والمانيا عقد اجتماع طارئ لوكالة الطاقة للنظر في"جدوى"مواصلة المفاوضات مع طهران، فيما اعتبر البيت الابيض الخطوة الايرانية"تصعيداً خطراً"، محذراً من ان تحدي طهران المجتمع الدولي يستوجب اتخاذ"اجراءات رادعة"بحقها في مجلس الأمن. وقال الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان ان"لا مفر من احالة القضية على مجلس الامن، في ظل استمرار النظام الايراني في مساره الحالي، ورفضه تنفيذ التزاماته الدولية"لجهة تعليق التخصيب. وابلغ مسؤول بارز في واشنطن"الحياة"ان القلق من برنامج ايراني سري للتسلح النووي ،"لا يقتصر على اميركا واسرائيل، بل يتعداه الى دول اوروبية وعربية، تشعر بالتهديد لتحول ايران قوة نووية". واضاف ان"حصول ايران المتهمة برعاية الارهاب على سلاح نووي، يهدد مصالحنا القومية ومصالح اصدقائنا في المنطقة". وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو امام مجلس العموم ان"عملاً عسكرياً ضد ايران، ليس مدرجاً على جدول أعمالنا ولا على جدول اعمال اي طرف آخر". واضاف:"يتعين حل هذا الأمر بالوسائل الديبلوماسية وغير العسكرية"، مشيراً الى انه"يتشاور مع زملائه في الاتحاد الاوروبي حول مدى الضغط الذي يجب ان يمارس في شأن احالة طهران على مجلس الامن". واكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان على ايران وكذلك كوريا الشمالية، احترام التزاماتهما الدولية في المجال النووي، مشدداً على"انهما ترتكبان خطأ فادحاً اذا لم تمسكا باليد التي نمدها اليهما". واعتبر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ان"إيران تجاوزت خطاً تعرف أن تخطيه له تداعياته"، مشيراً الى ان ديبلوماسيين المان سيلتقون مبعوثين من فرنسا وبريطانيا في برلين الخميس المقبل، لتقرير"ما اذا كان هناك الآن أي أساس يبنى عليه المزيد من المفاوضات مع إيران". وقالت كريستينا غالاتش الناطقة باسم خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي ان نزع ايران الاختام عن منشأة ناتانز"يعتبر بدرجة كبيرة خطوة في الاتجاه الخاطئ"، واضافت:"نحن قلقون للغاية ويجري التشاور بين أعضاء الاتحاد لتنسيق الرد". ولفت في الردود الدولية، موقف موسكو التي حضت ايران على عدم معاودة تخصيب اليورانيوم. وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف:"إننا قلقون من التقارير التي تواترت عن إعلان إيران نيتها استئناف عدد من البرامج المرتبطة بالتخصيب". وأضاف أن روسيا تنسق إجراءاتها مع شركائها الاوروبيين ألمانيا وبريطانيا وفرنسا في محاولة لاقناع طهران بمواصلة تعليق النشاطات النووية، أقله الى حين استئناف المحادثات مع المسؤولين الايرانيين في موسكو الشهر المقبل. واشار ديبلوماسيون في فيينا الى ان نزع الاختام عن منشأة ناتانز لا يهدف الى اختبار المعدات فحسب، بل يتعداه الى انتاج كميات محدودة من الوقود النووي، خصوصاً ان الايرانيين يعتزمون تشغيل 164 جهازاً للطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، الأمر الذي يستفاد منه لانتاج قنبلة نووية واحدة على الأقل، ولو استغرق الأمر سنوات.