أعربت واشنطن عن خيبة أملها من عدم وفاء ايران التزاماتها بموجب قرار مجلس الأمن الذي طالبها بوقف تخصيب اليورانيوم، فيما قال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ان باريس ترغب في قرار جديد "لمواصلة العقوبات" المفروضة على ايران. جاء ذلك عقب صدور تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في شأن الملف النووي الإيراني. راجع ص 7 وأكد الناطق باسم البيت الأبيض غوردون جوندرو إن"قراءة اولية سريعة للتقرير تظهر ان ايران لم تفِ التزاماتها بموجب القرار الدولي الرقم 1737 وهذا مخيب للآمال. سننظر في التقرير ونناقشه مع حلفائنا". وقال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية دوني سيمونو إن تقرير البرادعي"يخضع لتحليل معمق، ولن نتخذ قراراً مع شركائنا حول الخطوة المقبلة إلا بعد انتهاء هذا التحليل". وأعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في برلين امس، ان الولاياتالمتحدة"لا ترغب في مواجهة مع ايران"، واقترحت بدء مفاوضات مع طهران"في أي مكان وزمان"، مجددة شرطها ان تنهي ايران اولاً برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وقالت رايس في مقابلة بثتها شبكة"سي ان ان":"إنه اقتراح أجدده اليوم، ونسقنا سابقاً في شكل ما مع ايران حتى في هذه الظروف في أفغانستان، وأعتقد بأن الأمر كان مفيداً، ثمة طريق آخر اذاً". وفي مؤتمر صحافي عقده في فيينا، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إيران وقف تخصيب اليورانيوم، داعياً إياها إلى تنفيذ كل بنود قرار مجلس الأمن واستئناف المفاوضات مع المجتمع الدولي، من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة. وأعرب عن"قلق عميق"لاستنفاد طهران المهلة التي حددها لها مجلس الأمن من دون الامتثال للمطالب الدولية، وأضاف:"بات الأمر في أيدي الدول الأعضاء في المجلس لتحديد الإجراءات التي ستتخذ حيال إيران". في غضون ذلك، نفى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أي استعدادات لتدخل عسكري ضد إيران، خصوصاً في الولاياتالمتحدة. وقال ل"هيئة الاذاعة البريطانية"بي بي سي ان"احداً لا يعدّ لعمل عسكري ولا يرغب فيه". وطالب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير طهران بوقف برنامجها النووي، معرباً عن أمله بأن تحتكم إلى العقل وتدرك أنه"حتى مثل هذا البرنامج النووي الطموح لن يروي ظمأ شعبها". في واشنطن، أكدت مصادر رسمية ل"الحياة"، أن إدارة الرئيس جورج بوش"لا تسعى الى مواجهة عسكرية مع ايران حالياً"، وأن التصعيد الديبلوماسي يتطلب أحياناً"إبرازاً للقوة العسكرية كي يأتي بنتيجة". ورأى خبراء اميركيون ان"من المنطقي الانتظار الى حين إحراز ايران بعض التقدم في منشآتها النووية قبل تسديد أي ضربة"، والتركيز الآن على الجهود الديبلوماسية لعزل طهران واعتراض تدخلاتها في الساحة الإقليمية. وأوضح مصدر أميركي معني بالملف الإيراني أن الولاياتالمتحدة"لا تنقصها الاستعدادات التقنية لتوجيه ضربة الى طهران بل"نحن دائماً مستعدون، لكننا لا نسعى إلى هذا الهدف اليوم". وأضاف أن الضغوط الديبلوماسية والعقوبات التي فرضت على طهران"اثبتت فعاليتها في عزل النظام"هناك، وأعطت الجانب الأميركي"نقطة إضافية لنجاحه في الحفاظ على وحدة مجلس الأمن"حيال الملف الإيراني. ولفت المصدر الى أن زيادة القوة البحرية الأميركية في مياه الخليج والاستعداد لنشر حاملة طائرات ثالثة"يتوازيان مع الجهود الديبلوماسية، لإظهار جدية واشنطن في حماية حلفائها في المنطقة واعتماد لغة صارمة مع ايران"، موضحاً أن الخطوة قوبلت بإيجابية لدى دول المنطقة. ورأى الخبير في"المركز الاستراتيجي للدراسات"أنطوني كوردسمان أن"براغماتية"رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس"تحتم تأجيل أي ضربة الى حين العثور على هدف نووي دسم"ما سينقل المهمة الى إدارات أخرى في البيت الأبيض.