على رغم تحقيق"تقدم"، لم تتفق الدول الغربية على صوغ اقتراحات لإقناع إيران بالتخلي عن برنامجها النووي، علماً أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت أن طهران مستعدة لتقديم تنازلات في إطار اتفاق شامل مع الغرب. وأعلن ناطق باسم الخارجية البريطانية أن الدول الكبرى أجرت"محادثات بناءة وقيمة"خلال اجتماعها في لندن للبحث في عرض يحمل إيران على وقف تخصيب اليورانيوم، مشيراً إلى احتمال التوصل إلى مقاربة مشتركة خلال لقاء وزاري مقبل. وأشار الناطق إلى أن ممثلي الدول المعنية"سيعودون إلى عواصمهم لرفع تقارير عن المحادثات، ولا سيما اقتراح عقد اجتماع قريباً على مستوى الوزراء لاتخاذ قرارات نهائية". وزاد:"ستتواصل الأعمال التمهيدية في الأيام المقبلة". وشارك في اجتماع لندن المديرون السياسيون في وزارات خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنساوروسيا والصين زائد ألمانيا. وفي واشنطن، قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لدى استقبالها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إن المشاركين في الاجتماع"حققوا تقدماً"، لكنها أضافت أن بعض جوانب سياسة العصا والجزرة حيال إيران ستخضع لمناقشات إضافية. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك أعلن أن الدول الكبرى حققت في لندن"تقدماً كبيراً"لكن من دون التوصل إلى اتفاق نهائي. وتريد الولاياتالمتحدة فرض عقوبات دولية على إيران لإجبارها على التخلي عن برنامجها النووي لكن روسيا والصين تعارضان ذلك. ويرى عدد كبير من الخبراء والديبلوماسيين أن احتمال تسوية الأزمة النووية الإيرانية الحالية شبه معدوم ما لم تجر الولاياتالمتحدة محادثات مباشرة مع الجمهورية الإسلامية التي قطعت علاقاتها مع واشنطن منذ 26 سنة. أما البرادعي، فأكد أن إيران مستعدة للتخلي عن تخصيب اليورانيوم على أراضيها سنوات عدة في إطار اتفاق لتهدئة المخاوف الغربية في شأن برنامجها النووي. إلا أن البرادعي أوضح انه لا يزال يجرى البحث في نشاطات البحوث النووية التي تقوم بها طهران. وقال:"بحسب علمي وافق الإيرانيون من ناحية المبدأ انه لعدة سنوات يجب أن تتم عمليات تخصيب اليورانيوم في إطار كونسورسيوم خارج إيران". ولفت إلى أن الإيرانيين ابلغوه انهم مستعدون عند استئناف المفاوضات حول برنامجهم النووي، لتطبيق"البروتوكول الإضافي"الملحق بمعاهدة الحد من الانتشار النووي والذي يهدف إلى تشديد عمليات التفتيش. وقال:"ما زالت هناك مسألة إجراء إيران عمليات البحث والتطوير فيما يتعلق بالتخصيب وهذه مسألة لا تزال خاضعة للنقاش". وقال البرادعي الذي التقى الأسبوع الماضي المسؤول عن الملف النووي الإيراني علي لاريجاني، انه اطلع رايس على موقف طهران"المختلف بعض الشيء عن الموقف الأميركي". وكان البرادعي دعا إلى مشاركة أميركية مباشرة في المناقشات مع إيران حول ملفها النووي والتي اقتصرت حتى الآن على حلفاء الولاياتالمتحدةفرنسا وبريطانيا وألمانيا، إلا انه قال إن اختيار الدور الذي ستلعبه واشنطن يعود لها. إلا انه أكد دعوته الأميركيين إلى المشاركة في الجهود لتزويد إيران ضمانات أمنية في إطار مجموعة من الحوافز التي ستقدم إلى طهران مقابل التخلي عن برنامجها النووي. لافروف أمام ذلك، تحركت موسكو وأعلنت عن توجه رئيس مجلس الأمن الروسي أيغور إيفانوف إلى طهران خلال الأيام المقبلة لمناقشة الملف النووي الإيراني، وفق ما ابلغ مصدر رسمي أمس. وقال المصدر إن"أيغور إيفانوف سيزور طهران تلبية لدعوة من علي لاريجاني أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي"، مشيراً إلى أن"الجانبين سيناقشان تطورات الملف النووي الإيراني". وكان إيفانوف أجرى سلسلة من المحادثات مع إيران في شأن برنامجها النووي وانه سيبقى في إيران يومي السبت والأحد المقبلين.