نقلت صحيفة «الواشنطن بوست» عن مصادر أميركية وأوروبية رفيعة قولها ان ادارة الرئيس بوش حصلت من روسيا على تعهد بعدم عرقلة الجهود الأميركية لنقل قضية ملف ايران النووي إلى مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق هذا الشهر. وقالت الصحيفة ان ذلك التعهد تم في اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الأميركية كوندوليزا رايس ليل الثلاثاء الماضي. وفي الوقت ذاته بدأ المسؤولون الأمريكيون متفائلين ازاء استصدار قرار من مجلس الأمن مدعوم بالعقوبات ضد ايران إذا ما تم نقل ملفها النووي إلى المجلس. ويعتقد على نطاق واسع ان هذا التعهد الروسي سيساعد الولاياتالمتحدة وحلفاءها الأوروبيين على الدفع باتجاه الحصول على دعم دول أخرى في مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية ال35 لاتخاذ موقف أكثر تشدداً من ايران بشأن ملفها النووي. وجاء هذا التعهد بعد أن أعلنت ايران أمس الأول انها رفعت الأختام عن مفاعلات ايرانية لإعادة العمل بتخصيب اليورانيوم فيها، وهو الموقف الذي ردت عليه الولاياتالمتحدة وبعض الدول الأوروبية بقوة، كما لقي رداً غير متحمس من روسيا. وحسب المسؤولين الذين تحدثوا إلى «الواشنطن بوست» فإن لافروف ابلغ رايس بأن موسكو «ستمتنع عن التصويت» بدلاً من التصويت ضد الجهود الأميركية لنقل الملف الايراني إلى مجلس الأمن. وكان الناطق باسم الخارجية الأميركية قد أكد حدوث الاتصال الهاتفي بين رايس ولافروف ولكنه رفض الخوض في تفاصيل النقاش الذي دار فيه. وصعدت روسيا التي عارضت على الدوام احالة الملف الايراني إلى مجلس الامن الدولي، لهجتها الاربعاء حيال ايران معبرة عن «خيبة املها» و«قلقها» ازاء قرار طهران استئناف الابحاث في مجال تخصيب اليورانيوم. وردت روسيا الحليف التقليدي لايران، مرتين لانتقاد استئناف طهران انشطة الابحاث المرتبطة بتخصيب اليورانيوم بعد سنتين من التعليق ما يؤجج الازمة مع الغرب. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف الذي يشغل ايضا منصب نائب رئيس الوزراء ان «القرار احادي الجانب الذي اتخذته السلطات الايرانية بازالة الاختام عن سلسلة من المواقع النووية المهمة وبينها موقع نتانز (...) يخيب املي شخصيا ويثير لدي نوعا من القلق». واكد ايفانوف ان «الوضع لا يتطور برأيي حسب افضل سيناريو». وقال وزير الخارجية الروسي أمس الخميس إن عدم وجود جدوى اقتصادية للنشاطات الايرانية بتخصيب اليورانيوم يثير اشتباها بأن البرنامج قد يكون له «جانب عسكري مخفي». مباحثات أوروبية بشأن طهران إلى ذلك التقى وزراء خارجية الترويكا الاوروبية (المانيا وفرنسا وبريطانيا) والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي أمس الخميس في برلين من اجل اتخاذ قرار في الخطوات التي سيعتمدونها في الملف النووي الايراني . واعلنت المتحدثة باسم سولانا في بروكسل الاربعاء ان الاتحاد الاوروبي يريد توجيه «رسالة واضحة» إلى ايران بعد استئنافها الثلاثاء ابحاثها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم. تحريض إسرائيلي من جانب آخر حث عوزي ديان رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي السابق امس الخميس (إسرائيل) على توجيه ضربة سريعة للمفاعلات النووية الايرانية مشيرا إلى أن أي تأخير يعني تهديدا إيرانيا كبيرا على الاجيال القادمة والحالية في (إسرائيل). وزعم ديان في حديث لصحيفة معاريف الاسرائيلية أمس الخميس أنه التقى أكاديميين إيرانيين في أحد المؤتمرات التي عقدت في أوروبا وأنه عاد من تلك اللقاءات أكثر قلقا ورعبا بعدما تأكد من أن إيران على وشك إنتاج قنبلة نووية وأن الجهود الايرانية متسارعة في هذا الاطار. وأشار إلى أن الاكاديميين الايرانيين لم ينكروا أمامه رغبة إيران الملحة في إنتاج القنبلة النووية وأنهم أوضحوا له أن (إسرائيل) لا تتمتع بالعمق الاستراتيجي وأنها لا تتحمل ضربة ثانية إذا ما فكرت في توجيه ضربة لايران. قلق دولي على صعيد ردود الفعل الدولية اعربت وزارة الخارجية الكويتية عن انزعاجها الشديد من إعلان ايران استئناف تشغيل برنامجها النووي. وأكدت مصادر مطلعة بالوزارة في تصريحات صحفية ان الكويت ستكون من أكبر المتضررين في حال حدوث أي خطأ في البرنامج النووي الايراني ومن هذا المنطلق تشدد سياستنا الخارجية على ضرورة نزع أي أنشطة من هذا النوع في المنطقة ككل. كما عبرت الصين أمس الخميس عن قلقها بشأن الملف النووي الايراني، داعية طهران إلى استئناف المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية كونغ كان «نعرب عن قلقنا بشأن التطورات الجديدة في الملف النووي الايراني». واضاف «نأمل ان يسعى الايرانيون اكثر إلى المساهمة في بناء الثقة المتبادلة وفي اعادة اطلاق المباحثات بين ايران ودول الاتحاد الاوروبي». من جهة أخرى ذكر متحدث باسم الاممالمتحدة أن الامين العالم للمنظمة الدولية كوفي عنان «قلق للغاية» بشأن استئناف إيران لابحاثها النووية وأنه يناقش هذه المسألة عن كثب مع المدير العام للمنظمة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي. وقال المتحدث ستيفن ديوريتش أن عنان أجرى مشاورات مع البرادعي. إلى ذلك اعلن متحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل تشاورا هاتفيا الاربعاء حول الملف النووي الايراني. وتطرق المسؤولان ايضا إلى جزء كبير من الملفات الدولية المطروحة حاليا واتفقا على التحاور بانتظام.