استبق رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف تأليف حكومة وحدة وطنية اسماعيل هنية لقاء الرئيس محمود عباس مع وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس امس، بالتشديد على وقوفه الى جانب عباس لحماية"اتفاق مكة"ومواجهة الضغوط الخارجية. وقال هنية للصحافيين امام مقر مجلس الوزراء في مدينة غزة صباح امس، وقبل ساعات قليلة من لقاء عباس -رايس:"نقف الى جانب الرئيس عباس لحماية الاتفاق ومواجهة الضغوط الخارجية، سواء من الادارة الاميركية او غيرها، والتي تسعى الى اعادة عقارب الساعة الى الوراء وابقاء الساحة الفلسطينية في حال من الاضطراب الداخلي". واضاف:"نحن صف فلسطيني واحد وموحد في حماية هذا الاتفاق ومواجهة الضغوط الخارجية"، معتبرا ان"اتفاق مكة"الذي وقعته حركتا"فتح"و"حماس"في الثامن من الشهر الجاري برعاية سعودية،"عبر عن الارادة الحقيقية للشعب الفلسطيني". بدوره، أبدى الناطق باسم الحكومة الدكتور غازي حمد استعداد الحكومة لفتح حوار مع الادارة الاميركية التي طالبها بتغيير موقفها والتعامل بايجابية مع حكومة الوحدة الوطنية. وقال:"في حال ظل الطرح الاميركي على حاله، فاعتقد انه سيكون فشل كبير وسنظل في الدوامة نفسها والنفق المظلم نفسه الذي امضينا فيه 12 عاماً"، في اشارة الى 12 عاما من مفاوضات السلام في ظل حكومة حركة"فتح"من دون جدوى. وعلمت"الحياة"ان الادارة الاميركية ابلغت الرئيس عباس رفضها الاتفاق عند توقيعه في مكةالمكرمة. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة"ان الرئيس عباس قال للادارة الاميركية ان هذا ما تم الاتفاق عليه فلسطينياً، مبدياً امتعاضه من الموقف الاميركي. ويخشى الفلسطينيون ان يكون احد اهداف زيارة رايس للمنطقة، العمل على افشال اتفاق تشكيل حكومة الوحدة التي مثلت خشبة خلاص بالنسبة اليهم من خطر وشيك للانزلاق الى الحرب الاهلية. وفي هذا السياق، اجرى هنية اتصالا هاتفيا بنظيره الاردني معروف البخيت. وقالت مصادر مطلعة ان البخيت اكد استعداد الاردن الكامل لدعم حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية. من جهتها، توقعت حركة"الجهاد الاسلامي"فشل زيارة رايس الى المنطقة، وقال القيادي في الحركة وليد حلس في ان هدف الزيارة"الالتفاق على الحوار الفلسطيني الجاري حاليا للخروج من الازمة السياسية الراهنة"، مشيرا الى"تصريحات رايس والشروط الاميركية المسبقة امام حكومة الوحدة"، والتي"تتناقض تماما مع مصالح الشعب الفلسطيني، وتظهر عداء هذه الادارة في شكل واضح وجلي ،وكان آخرها التهديدات في حق شلح". ورأى ان زيارة رايس كما زياراتها السابقة"لن تحمل لشعبنا سوى المزيد من المعاناة والحصار"، مشيرا الى ان"الزيارة تأتي في ظل تدنيس المسجد الاقصى". وحذر من"وعود خادعة تحاول رايس تمريرها وتسويقها بهدف تقسيم الشعب الفلسطيني الى متشددين ومعتدلين وفرض الرؤية الصهيو - اميركية لتثبيت اسرائيل وتوسعها في بلادنا". في غضون ذلك، واصل هنية مشاوراته التي بدأها اول من امس لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وعقد اجتماعا مع وفد قيادي من"الجبهة الشعبية"في ساعة متقدمة من ليل السبت - الاحد. وقال عضو اللجنة المركزية ل"الشعبية"جميل مزهر ل"الحياة"ان الشعبية ستدرس امكان المشاركة في الحكومة من عدمها في ضوء الردود التي ستتلقاها على مطالبها. وقال ان الوفد طالب بإعادة فتح اتفاق مكة في حوار وطني وليس ثنائياً بين فتح"و"حماس"فقط، لافتا الى ان هنية وعد بدرس الامر مع الرئيس عباس وهيئات حركة"حماس"القيادية. ومن المقرر أن يكون هنية التقى في ساعة متقدمة من ليل الاحد - الاثنين وفداً قيادياً من المبادرة الوطنية برئاسة امينها العام الدكتور مصطفى البرغوثي في اطار اجراء المشاورات لتشكيل الحكومة.