كشفت مصادر في حركة "فتح" ل "الحياة" أن رجل الحركة القوي النائب محمد دحلان هو أقوى مرشحيها لشغل منصب نائب رئيس حكومة الوحدة اسماعيل هنية. وفيما بدأت مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، وصلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس مساء امس الى اسرائيل لترأس غداً اللقاء الثلاثي الذي سيجمعها مع الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بهدف دفع عملية السلام. وسبق وصولها اجتماع عقده مساعدها لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش مع الرئيس عباس الذي طالبه بإعطاء الحكومة الجديدة"فرصة"، في حين تمسك المسؤول الاميركي بضرورة التزامها شروط الرباعية. راجع ص4 و5 والتقى هنية عصر امس قادة حركة"الجهاد الاسلامي"الذين ابلغوه رفضهم المشاركة في أي حكومة فلسطينية في ظل الاحتلال الاسرائيلي. وفي وقت لاحق، التقى هنية قادة"الجبهة الشعبية"الذين أبدوا اعتراضات على برنامج الحكومة وتقاسم الحقائب فيها. على خط مواز، كشفت مصادر في"فتح"ل"الحياة"ان دحلان هو أقوى مرشحي الحركة لشغل منصب نائب هنية، مضيفة ان دحلان يتنافس على هذا المنصب مع رئيس كتلة"فتح"البرلمانية النائب عزام الأحمد. لكنها لم تخف وجود خلافات داخل"فتح"في شأن تشكيل الحكومة المقبلة وتوزيع الحقائب الست ومنصب نائب رئيس الوزراء. وأشارت الى احتمال اللجوء الى مرشح ثالث لفض الخلاف المتعلق بترشيح الأحمد او دحلان، لافتة الى ان أبرز المرشحين هو الدكتور محمد اشتيه الذي شغل منصب وزير الاسكان في حكومة سابقة، والذي يعتبر احد اكثر المقربين من عباس. واضافت ان الحركة ستأخذ في الاعتبار خلال مداولات هيئتيها القياديتين اللجنة المركزية والمجلس الثوري، عدم رغبة"حماس"في ترشيح دحلان. في غضون ذلك، وصلت رايس الى تل ابيب بعد زيارة مفاجئة لبغداد، وكان مفترضاً ان تجتمع مساء امس في القدس مع نظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني، وستلتقي اليوم كلاً من عباس وأولمرت عشية الاجتماع الثلاثي غداً في القدس. وكان مساعدها ولش وصل الى رام الله للتحضير لزيارة رايس قبيل انعقاد القمة الثلاثية غداً. ونقل عنه رئيس دائرة شؤون المفاوضات صائب عريقات قوله لعباس:"سنحكم على الحكومة الجديدة وفق التزامها شروط اللجنة الرباعية، وهي الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف والتزام الاتفاقات السابقة الموقعة مع اسرائيل". وقال الناطق الرئاسي نبيل ابو ردينة إن عباس ابلغ ولش ان"اتفاق مكة كان الاتفاق الوحيد الممكن، وعلى العالم ان يتعامل معه"، طالباً من الادارة الاميركية"اعطاء فرصة"لحكومة الوحدة ورفع الحصار. وأوضح عريقات ان لقاء عباس - ولش تركز حول نقطتين، الاولى اتفاق مكة، والثانية فرص اطلاق عملية سلام ذات مغزى. واضاف انه في محاولة لإرضاء الجانب الاميركي المتشكك، أعاد الرئيس عباس أمام ولش التأكيد على موقفه الداعم لرسائل الاعتراف المتبادلة بين منظمة التحرير واسرائيل، بما تحويه من نبذ للعنف والالتزام بالاتفاقات. وكان من المقرر ان تشكل القمة الثلاثية مناسبة لإطلاق عملية السلام، لكن عدم الارتياح الاميركي من توصل الرئيس عباس الى اتفاق مع"حماس"لا يستجيب صراحة لشروط الرباعية، يخفض كثيراً من التوقعات لهذه الزيارة، وهي التاسعة التي تقوم بها رايس للمنطقة منذ توليها الخارجية قبل عامين.