سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هنية بحث مع وفد مصري قضية الجندي الاسرائيلي الاسير . عباس الى نيويورك اليوم للقاء رايس غداً وبوش الاربعاء والمشاورات مستمرة بين "فتح" و "حماس" حول حكومة الوحدة
يتوجه الرئيس محمود عباس اليوم الاحد الى نيويورك في الولاياتالمتحدة للمشاركة في الاجتماع الدوري للجمعية العامة للامم المتحدة، حيث سيلتقي وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس قبل ان يلتقي الرئيس جورج بوش الاربعاء في مسعى اخير لاقناعه بقبول حكومة الائتلاف الوطني الفلسطينية ورفع الحصار عنها واستئناف العلاقات السياسية والدعم السياسي لها. ويغادر الرئيس عباس الاراضي الفلسطينية في وقت تشهد فيه المفاوضات بين حركتي"حماس"و"فتح"حول تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية وبرنامجها واعضائها نقاشا مكثفاً، لم يفض الى نتيجة حتى الآن. وربما لن يتم الوصول الى أي نتائج قبل عودة الرئيس عباس من زيارته للولايات المتحدة ودول اوروبية اخرى للاطمئنان الى استئناف الدعم المالي للسلطة الفلسطينية كي يتسنى دفع رواتب نحو 165 الف موظف حكومي قبل حلول شهر رمضان المبارك كما وعدهم قبل أيام قليلة. واذ لم تبدأ حركة"حماس"المفاوضات بعد مع الكتل البرلمانية والفصائل قاطبة، اقتصرت المفاوضات حتى الآن على حركة"فتح". وراوحت المفاوضات حتى الآن في مكانها، على رغم توصل الرئيس عباس ورئيس وزرائه اسماعيل هنية الى اتفاق على ان يتضمن برنامج حكومة الائتلاف الوطني ركيزتين اساسيتين، الاولى ان تفوض الحكومة عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية التي يرأس ايضا لجنتها التنفيذية باجراء المفاوضات السياسية مع اسرائيل للتوصل الى تسوية سلمية للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، فيما ستعلن الحكومة ايضا الركيزة الثانية احترامها للاتفاقات كافة التي وقعتها المنظمة في السابق مع الدولة العبرية. ومع ذلك، فان المفاوضات المكثفة مستمرة بين قادة الحركتين حول تفاصيل برنامج الحكومة، واعضائها وحقائبها. وقال مصدر رفيع المستوى من ديوان رئيس الحكومة ل"الحياة"ان النقاشات حول البرنامج والحقائب التي ستتولاها"حماس"أو"فتح"والشخصيات التي ستحمل هذه الحقائب لا تزال موضع نقاش بين الطرفين. وفي حين قال مصدر فصائلي ل"الحياة"ان هناك احتمالين في شأن اقالة او استقالة الحكومة الحالية واعادة تكليف هنية تشكيلها. وتوقع المصدر ذاته ان يصدر الرئيس عباس مرسوما رئاسياً يكلف فيه هنية تشكيل الحكومة الجديدة في حال قدم هنية استقالته قبل مغادرة الاول الى نيويورك. اما الاحتمال الثاني فهو ان يصدر الرئيس مرسوماً يقيل فيه الحكومة الحالية قبل مغادرته ثم يصدر مرسوماً بتكليف هنية بعد عودته من جولته المقبلة. ورجح المصدر في ديوان رئيس الحكومة ان يتم تكليف هنية بعد عودة الرئيس من جولته وليس قبلها. من جانبه، اكد هنية امس ان برنامج الحكومة الجديدة المنتظرة لا يتضمن اعترافا بالدولة العبرية. وقال هنية في حديث لوسائل الاعلام امس"ان البرنامج السياسي لحكومة الوحدة الوطنية الذي يستند الى وثيقة الوفاق الوطني وثيقة الاسرى لا يتضمن اعترافا بالاتفاقات الموقعة مع الاحتلال الاسرائيلي وان الوثيقة لا تعترف بوجود الاحتلال". واضاف انه سيتم التعامل مع هذه الاتفاقات"بما يخدم المصلحة العليا للشعب الفلسطيني". واوضح ان برنامج الحكومة العتيدة لا يزال يحتاج الى مزيد من المشاورات. واشار الى ان"هناك مجموعة من الاشياء التي نريد ان نحسمها حتى نبدأ بالاجراءات الدستورية"من دون ان يوضح طبيعة هذه الاشياء. لكن بات معروفا في الساحة الفلسطينية ان الفصائل، خصوصا"فتح"و"حماس"تتفقان غالبا على الاطر او الخطوط العامة، وعند الخوض في التفاصيل تبدأ العقبات بالظهور امام المتحاورين ويستغرق نقاش هذه التفاصيل والاتفاق عليها فترات زمنية، تطول احياناً. ولتبديد اجواء التشاؤم التي اعقبت اجواء التفاؤل التي سادت الاسبوع الماضي قالت حركة"حماس"انها تبدي"مرونة كبيرة"في سبيل الوصول الى توافق يخرج الشعب الفلسطيني من الازمة الحالية. وقال القيادي في"حماس"اسامة المزيني امس ان نسبة الحركة وعدد الوزارات في حكومة الوحدة"لا يهمنا كثيرا بقدر ما يهمنا ان نصل الى تفاهم يخرج شعبنا من ازمته". واعتبر المزيني ان"مصلحة الوطن اهم من عدد الوزارات التي سيحصل عليها هذا الحزب او ذاك، لا سيما مع هذا الحصار المفروض على شعبنا". الى ذلك، قال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الدكتور صائب عريقات ان الرئيس عباس سيلتقي الرئيس بوش الاربعاء المقبل في نيويورك"بهدف دفع محادثات السلام الى امام، لكنه بوش يرفض حكومة الوحدة الوطنية التي يعتزم عباس تشكيلها مع حركة"حماس". واضاف عريقات في حديث للصحافيين في اعقاب اجتماع عقده مع القنصل الاميركي العام في القدسالمحتلة جاكوب والاس انه تم الاتفاق على مواصلة المحادثات في جميع القضايا مع بوش ورايس. واشار عريقات الى ان الرئيس عباس لن يناقش حكومة الوحدة الا بعد عودته من رحلته الخارجية. وكان الرئيس عباس قال انه يتعين حل بعض القضايا قبل الاعلان عن الحكومة الجديدة من بينها قضية الجندي الاسرائيلي الاسير لدى حركة"حماس"ولجان المقاومة الشعبية و"جيش الاسلام". ولهذا الغرض، التقى هنية امس الوفد الامني المصري المقيم في القطاع، الذي يضم اللواء رأفت شحاتة واللواء محمد ابراهيم، والمستشار في السفارة المصرية في غزة احمد عبدالخالق. وبحث هنية مع الوفد آخر التطورات في شأن قضية الجندي الاسير غلعاد شاليت الذي تضاربت التصريحات حول موعد اطلاقه في اطار صفقة بين الفلسطينيين واسرائيل. ورفض هنية الادلاء باي تصريحات حول قضية شاليت، الذي نقلت حركة"حماس"رسالة بخط يده الى والده نوعام شاليت عبر مصر. وقال هنية:"اعتقد ان هناك اجراءات وتدابير كبيرة في خصوص موضوع الاسير الاسرائيلي غلعاد شاليت، لكنني لا استطيع ان اجزم فيه، فربما يكون لدى المصريين شيء جديد في هذا الموضوع". ويرفض المسؤولون الامنيون المصريون عادةً الادلاء بأي تصريحات صحافية حول قضية شاليت او حتى الحوار الداخلي الفلسطيني. لكن السفير المصري في غزة اشرف عقل بدا متفائلاً، وقال لوكالة ابناء"رامتان"الفلسطينية المستقلة امس انه ستكون هناك اخبار سارة خلال الايام المقبلة في شأن قضية الجندي الذي ستتم مبادلته باسرى فلسطينيين. ولم يفصح السفير عقل عن طبيعة هذه الانباء السارة. وتلعب مصر الدور الرئيس في المفاوضات بين الخاطفين واسرائيل، بمساعدة تركيا ودول اخرى. من جهته، اكد وكيل وزارة شؤون الاسرى الفلسطينية زياد ابو عين في تصريح صحافي امس وجود صفقة لتبادل شاليت باسرى فلسطينيين. وقال انه سيتم اطلاق شاليت في مقابل اطلاق الوزراء والنواب في البداية، اضافة الى مئات الاسرى من الاطفال والنساء وغيرهم. ولفت ابو عين الى ان"الصفقة تمت بضمانات مصرية قوية وحظيت بمساندة اميركية"، مشيرا الى انه"كان من المفترض ان تتم الصفقة في وقت سابق الا انها تعطلت اكثر من مرة لاسباب من هنا وهناك". واشار اكثر من مصدر فلسطيني ل"الحياة"الى ان صفقة شاليت بحاجة الى ايام اخرى لتنفيذها، وقدرت ان يتم تنفيذ هذه الصفقة في غضون اسبوع.