بدأت مساء امس اولى الخطوات العملية لتنفيذ "اتفاق مكة"، اذ قدم رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية استقالة حكومته الى الرئيس محمود عباس الذي اعاد تكليفه تشكيل حكومة وحدة وطنية. وجاءت الاستقالة بعدما نجحت حركتا"فتح"و"حماس"امس في تذليل العقبة الاولى التي واجهتهما في تطبيق الاتفاق، في وقت ظهرت عقبات جديدة تمثلت بإعلان واشنطن انها ستقاطع جميع وزراء حكومة الوحدة، بمن فيهم وزراء"فتح"والمستقلون، اضافة الى بروز خلافات فلسطينية - اسرائيلية في شأن جدول اعمال القمة الثلاثية بين عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس. راجع ص 5 واعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية في بيان ان رايس ستصل السبت الى اسرائيل حيث تلتقي مساء في القدس نظيرتها تسيبي ليفني، كما تلتقي الاحد كلاً من اولمرت وعباس في القدس ورام الله عشية القمة الثلاثية. وأفادت صحيفة"هآرتس"على الانترنت ان الاجتماع التحضيري للقمة والذي عقد بين مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين الاثنين الماضي، انتهى من دون تحقيق أي تفاهمات على جدول أعمال القمة و"أفقها السياسي". وأضافت ان الجانب الاسرائيلي"رفض بشكل قاطع"طلباً فلسطينياً بأن تركز القمة على قضايا الحل الدائم، وسيطالب بتطبيق شروط اللجنة الرباعية الدولية وإطلاق الجندي غلعاد شاليت ووقف إطلاق صواريخ"القسام"ومنع تهريب الأسلحة من مصر الى قطاع غزة. في غضون ذلك، قدم هنية استقالة حكومته الى الرئيس عباس مساء امس في غزة. وقال هنية:"بالاستناد الى اتفاق مكةالمكرمة الذي نص على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، فإنني أتقدم باستقالتي". وقبل عباس الاستقالة، وأعاد تكليف هنية تشكيل الحكومة"خلال الفترة المحددة في القانون الاساسي وهي ثلاثة اسابيع يضاف اليها اسبوعان". واضاف متوجها الى هنية:"ادعوكم الى احترام قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية". واعلن هنية قبوله خطاب التكليف، وقالت مصادر فلسطينية إن الاجتماع دام 40 دقيقة وإنه تم ترحيل النقاط العالقة الى وقت لاحق. وجاء اللقاء بعد نجاح وفدين من"فتح"و"حماس"خلال اجتماع في مكتب النائب المستقل زياد ابو عمرو المرشح لتولي حقيبة الخارجية، في تسوية نقاط الخلاف بين الحركتين. وأكد الناطق باسم"فتح"عبدالحكيم عوض ل"الحياة"امس"تذليل العقبات الثلاث امام لقاء"عباس وهنية. وبموجب التفاهم الجديد، سيتم اعتماد عدد من الموظفين الكبار وتأجيل البت في وضع افراد"القوة التنفيذية"الى حين الاتفاق على اصلاح اجهزة الامن. وقال عوض ان"اللجنة المركزية والمجلس الثوري ل"فتح"سيختاران مرشح الحركة لمنصب نائب رئيس الوزراء"، كما سيتم التوافق على من سيحمل حقيبة الداخلية في لقاء عباس - هنية. في هذه الاثناء، سارعت"حماس"الى نفي وجود خلافات او اشتراطات جديدة لديها، واتصل هنية هاتفياً بوزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل"وطمأنه في شأن التزام اتفاق مكة وحرص الجميع على تنفيذه بدقة وأمانة"، وعبر عن شكره والشعب الفلسطيني وتقديره للمملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين. من جهته، تمنى الفيصل للفلسطينيين مزيداً من الوحدة، معرباً عن أمله في ان"يكون الاتفاق بوابة للنصر". كما اجرى رئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل اتصالا هاتفيا بالرئيس عباس، ونقلت مصادر فلسطينية عن مشعل قوله:"لا شروط جديدة لدينا، ونحن ملتزمون اتفاق مكة". من جانبه، ابلغ الرئيس بشار الاسد مشعل"تأييد سورية الكامل"لاتفاق مكة ودعم دمشق"كل ما يتفق عليه الفلسطينيون". وبدا امس ان العقبة الاولى امام تشكيل حكومة وحدة تم تجاوزها. لكن العقبة الاكبر جاءت من الادارة الاميركية التي ابلغت الرئيس عباس انها ستقاطع جميع الوزراء في حكومة هنية، بمن فيهم وزراء"فتح"والمستقلون. وقال مقربون من عباس انه تلقى ليل الاربعاء - الخميس مكالمة هاتفية من مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد ويلش ابلغه فيها بالقرار. كما زاره ظهر امس القنصل الاميركي العام جيكوب والاس وابلغه رسميا"ان الادارة الاميركية ترفض التعامل مع الحكومة الجديدة بسبب عدم التزام شروط الرباعية بشكل واضح".