سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عباس طالب ويلش بإعطاء الحكومة فرصة والمسؤول الأميركي تمسك بالتزامها شروط الرباعية . زيارة رايس : الأميركيون حائرون ... والإسرائيليون مرتاحون ... والفلسطينيون محبطون
بدأت ملامح القمة الثلاثية التي تجمع كلا من وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس والرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بالتكشف ساعات قبيل انعقادها المقرر غدا. فالاميركيون حائرون في التعامل مع الحكومة الفلسطينية الجديدة، كما ان الفلسطينيين محبطون، في حين ان الاسرائيليين مرتاحون. وبعد ان ابلغ مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ويلش والقنصل الاميركي العام في القدس جيكوب ولاس الرئيس عباس ان ادارة الرئيس جورج بوش ستقاطع جميع اعضاء الحكومة الجديدة، بمن فيهم ممثلو"فتح"والمستقلون الذين يحملون الجنسية الاميركية امثال وزير المال السابق سلام فياض، عادت رايس لتعلن في مقابلة مع قناة"العربية"التلفزيونية انها لم توجه مثل هذه الرسائل الى عباس. والتقى ويلش امس عباس في مكتبه في مقر المقاطعة في رام الله، لكنه تجنب الظهور امام وسائل الاعلام التي تجمعت للاستماع الى الموقف الاميركي من الحكومة الجاري تشكيلها. رغم ذلك كان الموقف الاميركي حاضرا، اذ نقل عنه رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات الذي شارك في الاجتماع قوله للرئيس عباس:"سنحكم على الحكومة الجديدة وفق التزامها شروط اللجنة الرباعية، وهي الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف والتزام الاتفاقات السابقة الموقعة مع اسرائيل". وكان من المقرر ان تشكل القمة الثلاثية بين رايس وعباس واولمرت مناسبة لاطلاق عملية مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، لكن الغضب الاميركي على الرئيس عباس جراء توصله الى اتفاق مع"حماس"لا يستجيب صراحة لشروط الرباعية، يخفض كثيرا من التوقعات لهذه الزيارة، وهي التاسعة التي تقوم بها رايس للمنطقة منذ توليها منصب رئيسة الديبلوماسية الاميركية في الولاية الثانية للرئيس بوش قبل عامين. وكانت ملامح تغيير في السياسة الاميركية تجاه القضية الفلسطينية بدأت في الظهور اخيرا بعد صدور تقرير بيكر - هاملتون الذي اعتبر هذه القضية المفتاح لحل كل قضايا المنطقة. وبدا ان بوش مع اقتراب نهاية فترة ولايته، يبحث عن انجاز يغطي على اخفاقاته في مناطق اخرى من العالم خصوصا العراق، فأخذ يرسل رئيسة ديبلوماسية بلاده في جولة تلو الاخرى الى رام الله وتل ابيب. وكانت رايس في زيارتها الاخيرة قبل اقل من شهرين، وعدت بأن تعود لتدشن استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين. لكن المفاجأة التي حملها لها"اتفاق مكة"، جعلها تتراجع كثيرا الى الوراء وتبحث فقط عما ينقذ ماء الوجه في زيارة حدد موعدها منذ زمن وبدت نتائج الغائها اصعب من نتائج القيام بها. اما الفلسطينيون، فبدوا أكثر احباطا من الموقف الاميركي غير الراضي عن"اتفاق مكة"بعد ان توقعوا ان يشكل هذه الاتفاق بداية لرفع الحصار المفروض عليهم منذ تشكيل"حماس"حكومتها الاولى في آذار مارس العام الماضي. وفي اللقاءات الخاصة مع المبعوثين الاميركيين، يحاجج الرئيس عباس ان اتفاق مكة شكل بداية انخراط"حماس"في العملية السياسية، مشيرا الى اعترافها بقرارات الشرعية الدولية والفلسطينية التي تتضمن اعترافا باسرائيل. وقال الناطق الرئاسي نبيل ابو ردينة ان عباس ابلغ ويلش ان"اتفاق مكة كان الاتفاق الوحيد الممكن، وعلى العالم ان يتعامل معه"، طالبا من الادارة الاميركية"اعطاء فرصة"لحكومة الوحدة الوطنية الجاري تشكيلها. واضاف ابو ردينة:"نحن في حوار مع الاميركان لاقناعهم ان هذا الاتفاق هو الوحيد الممكن، وانه يحظى باجماع من الشعب الفلسطيني والامتين العربية والاسلامية". وكان ويلش وصل الى رام الله للتحضير لزيارة رايس للمقاطعة اليوم قبيل انعقاد القمة الثلاثية غدا. وقال عريقات ان لقاء عباس - ويلش تركز حول نقطتين، الاولى هي اتفاق مكة، والثانية هي فرص اطلاق عملية سلام ذات مغزى. وذكر ان عباس طالب الادارة الاميركية برفع الحصار عن الحكومة الجديدة والعمل على اطلاق عملية سلام ذات مغزى تقود الى انهاء الاحتلال في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 واقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل وفق رؤية الرئيس بوش. وفي محاولة لارضاء الجانب الاميركي المتشكك، اعاد الرئيس عباس امام ويلش التأكيد على موقفه الداعم لرسائل الاعتراف المتبادلة بين منظمة التحرير واسرائيل، بما تحويه من نبذ للعنف والالتزام بالاتفاقات، حسب ما قال عريقات. اما الاسرائيليون، فيبدون الطرف الاكثر ارتياحا في هذه القمة، اذ ان أولمرت الذي يواجه مشكلات داخلية معقدة، ليس اقلها التحقيق الجاري معه في شأن نتائج حرب لبنان، وجد في الخلاف الاميركي - الفلسطيني فرصة للتنصل من اي التزام جديد لا يقدر عليه من هو في موقفه الضعيف.