اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان الاجتماع الذي عقدته اللجنة الرباعية الاحد في شرم الشيخ في مصر كان مهما وشكل دعما من المجتمع الدولي للمفاوضات. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة لوكالة فرانس برس ان عباس اكد ان الاجتماع كان “هاما وشكل دعما كاملا” من المجتمع الدولي واللجنة الرباعية لسير المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية. واضاف ابو ردينه “ان الرئيس عباس اكد في كلمته امام الرباعية على ضرورة استمرار المفاوضات وعدم اضاعة الوقت”. وتابع “وطالب الرئيس عباس بدور اكثر فعالية للجنة الرباعية الدولية وتفعيل مبادرة السلام العربية، وهو ما تمت الاستجابة له من قبل المجتمعين”. واوضح ابو ردينه ان عباس يعتبر ان الاجتماع “كان هاما جدا وشكل دعما كاملا من المجتمع الدولي واللجنة الرباعية لاستمرار المفاوضات”. من جهته، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في اتصال مع فرانس برس من شرم الشيخ “ان اهم ما شدد عليه الاجتماع وبيان الرباعية انه يؤكد التزام المجتمع الدولي على حل القضية الفلسطينية على اساس حل كل القضايا او لا حل، وهو تثبيت للموقف الفلسطيني الذي اصبح موقفا دوليا”. وشدد عريقات على “ان هذا تطور هام وايجابي في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية”. وقال “ان بيان الرباعية اكد ان المفاوضات لن تبدا من نقطة الصفر بل ستتواصل من النقطة التي وصلت اليها واصبح هذا استراتيجية دولية”. واضاف “انه اتفق على تفعيل الالية الثلاثية من خطة خارطة الطريق وتم اعتماد مبادرة السلام العربية بشكل رسمي من الرباعية الدولية لاول مرة وهذا هام لصالح دعم المفاوضات والموقف الفلسطيني”. وكانت اللجنة الرباعية الدولية قد دعت الاحد في شرم الشيخ (مصر) الاسرائيليين والفلسطينيين الى مواصلة عملية السلام في الاطار المحدد في انابوليس على الرغم من الصعوبات السياسية الداخلية والعقبات المتبقية بعد سنة من اطلاق المفاوضات. كما دعا ممثلو اللجنة (الولاياتالمتحدة، روسيا، الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة)، الى تجميد الاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وقال البيان الختامي الذي تلاه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون “ان اللجنة الرباعية تدعو الى مواصلة مساعي السلام في اطار انابوليس”. وقد اعادت عملية انابوليس اطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين في هذه المدينة الاميركية في نوفمبر 2007. وكان الرئيس الاميركي جورج بوش المنتهية ولايته يأمل بالتوصل الى توقيع اتفاق سلام قبل مغادرته البيت الابيض لكن واشنطن اقرت باستحالة ابرام اتفاق في 2008. وعملية السلام مرتبطة في الواقع بتغيير الادارة الاميركية وبالانتخابات التشريعية المبكرة التي تقرر اجراؤها في اسرائيل في العاشر من فبراير اثر استقالة رئيس الوزراء ايهود اولمرت الذي ورد اسمه في قضايا فساد. لكن ما يعوق هذه العملية ايضا الصراع على السلطة بين حركتي فتح وحماس. ولفتت الرباعية الى ان “المفاوضات الحالية جوهرية وواعدة”، لكن “بدون التقليل من الهوة والعقبات المتبقية”. وكررت اللجنة “دعوتها الاطراف الى تطبيق كامل لالتزاماتهما طبقا للمرحلة الاولى من خارطة الطريق ومنها تجميد انشطة الاستيطان وتفكيك البنية التحتية للارهاب”. وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني انه تم “الاتفاق على ان نواصل المفاوضات للتوصل الى اتفاق على الوضع النهائي بغية انهاء النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين”. واضافت “لقد قررنا بان لا يتم التوافق على شيء الى ان يتم التوافق على كل شيء. الفكرة هي التوصل الى تفاهم على جميع المسائل وتوافقنا على ان المفاوضات ستكون بعيدة عن الاضواء”. وقد اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان اسرائيل والفلسطينيين اكدوا مجددا التزامهم بمواصلة عملية السلام اثناء اجتماع اللجنة الرباعية الاحد في شرم الشيخ. وقال بان كي مون في مؤتمر صحافي في المنتجع المصري على البحر الاحمر ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني “اكدا مجددا التزامهما (...) بحل جميع المسائل العالقة ومنها المسائل الاساسية بدون استثناء”. واضاف “انهما وصفا (الطريقة التي) يلتزمان بها بفعالية حول المسائل الاساسية وسلسلة من المسائل الاخرى بدون التقليل من الهوة والعقبات الباقية”. من جهته، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة لفرانس برس ان عباس اكد ان الاجتماع كان “هاما وشكل دعما كاملا” من المجتمع الدولي واللجنة الرباعية لسير المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية. الى ذلك دعا ممثل الرباعية توني بلير من جهته حكومة الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما المقبلة الى وضع عملية السلام في اولوياتها. وقال ان “الاهم هو ان تتصدى الادارة الجديدة في الولاياتالمتحدة لهذه المسألة منذ اليوم الاول وتستطيع ذلك علما بان هناك اسسا يمكن البناء عليها”. ولتفادي اي فراغ في المفاوضات بسبب انتقال السلطة في الولاياتالمتحدة الى فريق الرئيس المنتخب باراك اوباما في يناير المقبل والانتخابات التشريعية الاسرائيلية المبكرة المقررة في فبراير 2009، اتفقت الرباعية على ان يكون ربيع 2009 “موعدا ملائما للقاء دولي في موسكو”. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير “سيكون لنا جميعا حضور قوي مع الاسرائيليين والفلسطينيين خلال الاشهر الثلاثة المقبلة”. كذلك عبرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عن ارتياحها لدعم اللجنة الرباعية لاستراتيجيتها بشأن اجراء مفاوضات شاملة. وقالت “لدينا الان استراتيجية دولية للتوصل اخيرا الى حل قائم على دولتين جعله الرئيس (جورج) بوش هدفا قبل بضع سنوات”. واضافت ان “عملية انابوليس باتت رد المجتمع الدولي وبعض الاطراف على السؤال لمعرفة كيف سنضع حدا للنزاع بين الاسرائيليين والفلسطينيين”.