حمل مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ويلش خبرين سيئين، لكن متوقعين، الى الرئيس محمود عباس خلال محادثاتها في مقر المقاطعة في رام الله امس، الأول من واشنطن وجاء على شكلٍ إنذار بأن ادارة الرئيس جورج بوش ستوقف دعمها للسلطة الى ان تعترف"حركة المقاومة الاسلامية"حماس باسرائيل وتنبذ العنف. أما الثاني فهو من تل أبيب التي أمضى ويلش فيها يوماً كاملاً قبل ان يتوجه الى رام الله، ومفاده ان حكومة ايهود أولمرت قررت وقف التحويلات الجمركية والضريبية للسلطة الشهر الجاري، وهو ما يعني ببساطة خلو صندوق السلطة من نصف قيمة فاتورة الرواتب الشهرية. راجع ص6 و7 لكن ويلش ابقى الباب موارباً بعض الشيء أمام مواصلة تقديم مساعدات للرئيس الفلسطيني لم يحدد نوعها، وأيضاً أمام استمرار مساعدات للشعب الفلسطيني وصفها ب"مساعدات إنسانية". وقال للصحافيين عقب انتهاء محادثاته مع عباس:"لقد أبلغت الرئيس دعمنا لقيادته في هذه اللحظة الحرجة التي تواجه الشعب الفلسطيني، كما أكدت له ثقتنا ببرنامجه الذي قدمه أمام المجلس التشريعي اخيراً وشدد فيه على حل الدولتين، وعلى المفاوضات الخالية من العنف، وعلى الالتزامات التي تفرضها الاتفاقات على الفلسطينيين". وجدد تأكيده ان واشنطن ستواصل المساعدة في تلبية الحاجات الانسانية للفلسطينيين. وقال مسؤول دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات الذي شارك في اللقاء ان عباس"طالب الادارة الاميركية بالتدخل لوقف الاعتداءات الاسرائيلية اليومية، ومواصلة دعم البنية التحتية وعدم التلويح بالعقوبات، والعمل على استئناف مفاوضات الوضع النهائي، واكد رفضه الحلول الجزئية المقترحة من نوع الحدود الموقتة وغيرها". ونقل عن ويلش قوله ان ادارة بوش تواجه صعوبات حقيقية أمام الكونغرس في مواصلة دعمها للسلطة بعد تشكيل حكومة"حماس"المصنفة اميركيا ضمن"قوائم الارهاب". واستبعد عريقات ان يكون لوقف المساعدات الأميركية تأثيرات مباشرة على قدرات الحكومة الفلسطينية في تلبية حاجات موظفيها، مشيراً الى ان الادارة الأميركية درجت على تقديم مساعدات للبنية التحتية مثل الطرق والمدارس والمستشفيات عبر منظمات دولية وليس مباشرة الى السلطة. وويلش هو اول موفد اميركي يجري محادثات مع عباس منذ فوز"حماس"، وكان وصل مساء اول من امس الى المنطقة حيث يجري اليوم محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بالوكالة ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الدفاع شاؤول موفاز. من جانبه، بدأ الرئيس الفلسطيني امس جولة خليجية استهلها باليمن وتشمل قطر والامارات بهدف توفير الدعم المالي للسلطة التي تعاني من أزمة مالية يتوقع ان تتفاقم بعد قرار اسرائيل وقف تحويل عائدات الجمارك والضرائب الى الفلسطينيين. وكان عباس دعا المجتمع الدولي امس الى عدم الضغط على"حماس"بل اعطاءها فرصة لإعادة صوغ مواقفها من اسرائيل. وبعدما أعرب عن تفاؤله بامكان اعتراف الحركة باسرائيل وتخليها عن سلاحها، وصف رئيس الحكومة المكلف اسماعيل هنية بأنه"مرن جداً وديبلوماسي وعقلاني". لكنه اضاف لشبكة التلفزيون البريطانية آي تي في -1 انه لا يستبعد الاستقالة من منصبه في حال عدم تمكنه من القيام بواجباته او دفع عملية السلام قدماً.