أدى الجنرال غابي اشكينازي قائد الجيش الاسرائيلي الجديد اليمين الدستورية امس خلفاً للجنرال دان حالوتس الذي استقال الشهر الماضي. ويتفق المعلقون الإسرائيليون في الشؤون العسكرية على أن أمام رئيس هيئة أركان الجيش الجديد الذي تسلم عمله رسمياً أمس مهمات جسيمة أبرزها"إعادة الاستقرار"داخل الجيش بعد الهزّة التي تعرض لها خلال الحرب على لبنان والتي دفع ثمنها حالوتس وعدد من أركان المؤسسة العسكرية. وتشمل مهمة إعادة الاستقرار استعادة الثقة المفقودة داخل الجيش أولاً وبين الجيش والجمهور بعد أن أعرب الأخير عن خيبة أمله من إداء من اعتبره"بقرة مقدسة"و"جيشا لا يُقهر". ويرى المعلقون ان أشكنازي، الذي ستتم ترقيته اليوم إلى أعلى رتبة عسكرية"فريق"ميجر جنرال، لن يهنأ ب"فترة سماح". فمن ناحية يرغب عدد من كبار المسؤولين العسكريين في مغادرة مواقعهم استباقا لتقرير لجنة التحقيق في إخفاقات الحرب"لجنة فينوغراد"، في مقدمهم نائب رئيس هيئة الأركان موشيه كابلنسكي، ما قد يعرّض الجيش الى زعزعة أخرى. ومن ناحية ثانية يرغب أشكنازي في تعيين مسؤولين جدد لمختلف الهيئات العسكرية ليبث رسالة الى الإسرائيليين بأن هيئة الأركان الجديدة ستدير الأمور على نحو أفضل من سابقتها، لكنه لن يستعجل التعيينات تفاديا لخضّة أخرى ويفضل الانتظار بضعة اشهر. ويرى المعلق عاموس هارئيل هآرتس ان الأمر الأكثر إلحاحا الذي ينتظر أشكنازي في منصبه الجديد هو إخراج الجيش من الجمود الذي يعيشه منذ انتهاء الحرب على لبنان الناجم أساسا عن عشرات التحقيقات داخله ثم استقالة حالوتس، فضلا عن تحقيقات"لجنة فينوغراد". ويضيف ان المطلوب من أشكنازي أيضا الشروع في إجراءات إعادة تأهيل الجيش والاستفادة من عبر الحرب الأخيرة،"ليكون جاهزا لتصعيد محتمل على الجبهتين الفلسطينية واللبنانية". ويجزم المعلق ان"الجيش بحاجة إلى ركلة قوية ليخرج من الإحباط والغم اللذين يخيمان عليه منذ الحرب الأخيرة". وختم ان هذه المهمات أكثر إلحاحا من التعيينات التي يعتزم القائد الجديد للجيش تنفيذها. ويتفق عمير رابابورت معاريف مع تحليل هارئيل ويضيف انه بدلا من الانشغال بالتعيينات الجديدة يجدر بالجيش النظامي أن"يشمر عن ساعده ليخرج العجلة من الوحل ويطبق عبر الحرب". ويتوقع المعلق أن يضطر أشكنازي الى استقدام عسكريين في الاحتياط لتعيينهم في مناصب رفيعة"لغرض خلق شعور بالاستقرار داخل الجيش". من جهته، يرى المعلق اليكس فيشمان يديعوت أحرونوت ان أشكنازي، الرئيس التاسع عشر لهيئة أركان الجيش، يباشر مهماته"والجيش في واحدة من أحلك الفترات التي عرفها في تاريخه: جمود وشعور ثقيل بالفشل الذريع ورغبة عسكريين كبار اعتزال الحياة العسكرية، كل هذا سيحول دون تمكن أشكنازي من تشكيل هيئة أركان تكون منتخب الأحلام الذي تمناه". واضاف ان المطلوب الآن أن يستعيد الجيش ثقته بنفسه وأن يعيد اليه احترام الاسرائيليين له ولعظَمته العسكرية، أن يخلق من جديد الشعور بأن هذا الجيش قادر على ادارة معركة. وكي يتحقق ذلك فإن الجيش بحاجة الى عسكريين لامعين منتصبي القامة والى وزير دفاع يُعوّل عليه على المستوى القومي ويكون له سندا للجيش أمام الجمهور وأمام الحكومة.. خلافا للوضع الحالي".