اتفق المعلقون الإسرائيليون في الشؤون العسكرية على أن قرار وزير الدفاع ايهود باراك عدم تمديد ولاية رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال غابي أشكنازي عاماً إضافياً ينم عن ضغينة شخصية وعن رغبة باراك في "عرض عضلاته" كأن يقول إنه وليس أشكنازي، الذي يتمتع بشعبية واسعة في أوساط الإسرائيليين، هو الآمر الناهي في القضايا الأمنية. إلى ذلك اعتبر المعلقون كلا من قائد "المنطقة الجنوبية" في الجيش يوآف غالنت (51 عاماً) ونائب رئيس هيئة الأركان بيني غانتس (50 عاماً) الأوفر حظاً لخلافة أشكنازي. وكان أشكنازي دعي لرئاسة هيئة الأركان في ربيع العام 2007 ليحل محل قائد الأركان السابق دان حالوتس الذي استقال من منصبه بعد فشل الحرب الإسرائيلية على لبنان. وقررت الحكومة الإسرائيلية في حينه أن تمتد ولاية رئيس هيئة الأركان الجديد لأربعة أعوام بدلاً من ثلاثة. وتم في السابق تمديد الولاية لعدد من رؤساء هيئة الأركان بعام رابع تعبيراً عن رضا وزير الدفاع من اداء قائد الجيش، باستثناء رئيس هيئة الأركان السابق رفائيل ايتان الوحيد الذي امتدت ولايته لخمسة أعوام، إبان الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 1982. ويرى الإسرائيليون أن أشكنازي نجح في "انتشال الجيش الإسرائيلي المضروب والمهان في لبنان وأعاد إليه الثقة بالنفس والمهنية والتمسك بالهدف من أجل تحقيقه". كما ينسبون إليه "النجاح" في الحرب على قطاع غزة مطلع العام الماضي وهي عوامل رفعت شعبية أشكنازي إلى أعلى مستوى. واتهمت أوساط أشكنازي وزير الدفاع بغيرته من هذه النجاحات فتعمد اتخاذ قراره بعدم التمديد لسنة أخرى، "وإهانته على الملأ" رغم أن أشكنازي لم يطلب التمديد. وأشارت هذه الأوساط إلى تسرع باراك في إصدار بيانه علماً أنه تبقى نحو عام على نهاية ولاية أشكنازي. ومع الإعلان الرسمي عن ان أشكنازي سينهي مهماته مطلع ربيع العام المقبل، بدأت منافسة قوية بين المرشحين لخلافته. ويرجح المعلقون أن يمسك باراك بكل الخيوط ويختار خلف أشكنازي وأعضاء هيئة الأركان الجدد على هواه من دون تدخل أشكنازي في التعيينات. ورجح معظم المعلقين أن يقع الاختيار على الميجر جنرال غالنت الذي شغل مناصب رفيعة عديدة في الجيش بينها قائد القوات البرية والسكرتير العسكري لرئيس الحكومة السابق أريئل شارون. وفي العام 2006 عين قائداً للمنطقة الجنوبية وكان من أشد المتحمسين لشن الحرب على قطاع غزة. وينافس غالنت نائب رئيس هيئة الأركان بيني غانتس الذي أشرف على قمع الانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية وتبوأ جميع المناصب القيادية الرفيعة في الجيش لكن يؤخذ عليه أنه كان مسؤولاً عن التقصير في تهيئة القوات البرية للحرب الأخيرة على لبنان. ويطرح أيضاً اسما قائد "المنطقة الشمالية" (الحدود مع لبنان وسورية) جادي أيزنكوت، الذي ارتبط اسمه بالفشل في حرب لبنان كمسؤول قسم المخابرات في الجيش، وموشيه كابلينسكي نائب رئيس هيئة اركان الجيش خلال الحرب على لبنان الذي خلع البزة العسكرية قبل عامين وانخرط في مجال الأعمال.