كشفت صحيفة "هآرتس" أن عضو "لجنة أيلاند" الإسرائيلية التي عينها رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال غابي أشكنازي للتحقيق في الهجوم العسكري الإسرائيلي على أسطول الحرية، قبل أكثر من شهرين العميد أفيف كوخافي برأ ساحة المستوى السياسي من المسؤولية عن فشل الهجوم الذي أودى بحياة تسعة مواطنين أتراك كانوا على إحدى السفن المتضامنة مع سكان قطاع غزة وحمّل المسؤولية للقيادة العسكرية التي لم تعد كل السيناريوهات المحتملة. يأتي ذلك في أوج خلافات شديدة بين وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك وأشكنازي الذي ينهي مهماته مطلع العام المقبل. وكان كوخافي قال لأعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية إنه لا يمكن دحرجة المسؤولية إلى عتبة المستوى السياسي، "إذ أن الجيش قدم للهيئة الوزارية السباعية خططاً وأعرب عن ثقته بقدرته على تنفيذها، لكن ذلك لم يتحقق". وقالت صحيفة "هآرتس" إن أقوال كوخافي، الذي كان حتى قبل فترة وجيزة قائد وحدة العمليات في هيئة ، تزيد من الخلاف بين مكتبي باراك وأشكنازي الذي اندلع قبل أربعة أشهر مع قرار باراك عدم تمديد ولاية أشكنازي لسنة أخرى، واحتدم في أعقاب فشل الهجوم على أسطول الحرية وانعكاساته على العلاقات بين أنقرة وتل أبيب. وكان رئيس اللجنة اللواء في الاحتياط غيورا أيلاند تجنب في عرضه ملخص عمل اللجنة التي ترأسها توجيه اتهامات للجيش بل تفادى الحديث عن فشل عسكري. ورداً على سؤال حول مدى اطلاع المستوى السياسي على الهجوم الذي نفذ على أسطول الحرية قال كوخافي إن وزير الدفاع الذي خوله المنتدى الوزاري السباعي متابعة خطة اعتراض الأسطول عقد اجتماعات مع مختلف أذرع المؤسسة الأمنية والوزارات ذات الشأن "والجميع خرج بشعور بأن كل شيء جاهز لكن المشكلة كانت في عدم تقديم الجيش مقترحات بديلة لعمليات أخرى في حال تعرض الجنود المعترضون إلى الخطر، وكان على الجيش أن يفعل ذلك". في غضون ذلك باشر باراك أمس اتصالاته مع المرشحين الخمسة لتولي منصب رئيس هيئة أركان الجيش مع انتهاء ولاية أشكنازي، في شباط (فبراير) المقبل. واعتبرت أوساط أشكنازي خطوة باراك هذه إساءة له "بل تنكيلاً" وربما محاولة من باراك لدفع أشكنازي على الاستقالة. وأشارت إلى أنه في العادة يباشر وزير الدفاع اتصالاته مع مرشحين للمنصب العسكري الأول في الدولة العبرية قبل شهرين أو ثلاثة على الأكثر من انتهاء ولاية رئيس هيئة الأركان لا قبل ستة اشهر. واعتبر معلقون سلوك باراك بأنه نزع ثقة عن أشكنازي بالرغم من أن الأخير يحظى بشعبية واسعة في أوساط الإسرائيليين الذين يرون فيه قائداً متفوقاً نجح في إعادة تأهيل الجيش بعد فشل الحرب على لبنان، علماً أنه تم تعيينه في منصبه بعد نصف سنة على انتهاء الحرب وفي أعقاب استقالة رئيس هيئة الأركان إبان الحرب الجنرال دان حالوتس الذي حملته "لجنة فينوغراد" المسؤولية الأكبر عن فشل الحرب على لبنان.