تسود قناعة لدى الاسرائيليين بأن استقالة رئيس هيئة اركان الجيش الجنرال دان حالوتس، على خلفية فشل الحرب على لبنان في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، سيكون لها مفعول الدومينو، وان سقوط الضلع الأول في "المثلث" الذي يمثله رئيس الحكومة ايهود اولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس وحالوتس، والذي يحمله الاسرائيليون مسؤولية الفشل ويطالبون باستقالتهم، سيشكل بداية نهاية الحكومة الحالية. وحجبت سخونة ملف الاستقالة المفاجئة الضوء عن فتح الشرطة الاسرائيلية التحقيق الجنائي مع اولمرت في فضيحة مالية، لكنها سلّطته بقوة أكبر على مكتبه ومكتب بيرتس باعتبار ان تداعيات الفشل العسكري والمحاولات الفاشلة للتعافي من اثاره، أشد وطأة من اتهام بالرشوة ليس سهلا اثباته. ووصفت استقالة حالوتس ب"الحدث المفصلي"في تاريخ الدولة العبرية، وهي اول استقالة لمسؤول عسكري على خلفية الفشل في حرب، كما وصفت ب"العلامة الفارقة"في مسيرة الحكومة الحالية التي لم يمض على تشكيلها سوى ثمانية شهور. فالاسرائيليون لن يسلموا بأن يكون القائد العسكري"كبش فداء"وحيدا، ويرون وجوب ان يدفع اولمرت وبيرتس ثمن قرار شن الحرب، بعدما أعربوا مرارا عن رغبتهم في"التخلص"منهما وتسليم وزارة الدفاع لجنرال عسكري ذي خبرة طويلة من أمثال ايهود باراك او عامي ايالون ليعيد الهيبة المفقود الى الجيش. ورغم الترحيب الكبير باستقالة حالوتس في اوساط قيادة الجيش وجنود الاحتياط وذوي الجنود القتلى والأحزاب ووسائل الاعلام وعلى المستوى الشعبي، الا ان وسائل الاعلام تحدثت عن أجواء من البلبلة والاحباط ومزاج سيء يخيم على الاسرائيليين الذين يشعر بعضهم بأن كل شيء ينهار في الدولة ازاء استشراء الفساد وتداعيات فشل الحرب على لبنان وفي ظل غياب قيادة يمكن الاعتماد عليها. وأجمعت التعليقات على توصيف الاستقالة ب"زلزال"الذي سيعقبه آخر أقوى. وطالب نواب المعارضة في الكنيست اولمرت وبيرتس باللحاق بحالوتس واعلان انتخابات عامة مبكرة بداعي ان القيادة الحالية السياسية والعسكرية فقدت ثقة غالبية الاسرائيليين، كما تؤكد استطلاعات الرأي. ورأى معظم المعلقين ان حالوتس دفع ثمن غطرسته وثقته المفرطة بالنفس وبقدرات جيشه وايمانه المطلق بأن سلاح الجو الاسرائيلي قادر على حسم الحرب على لبنان، وهو ما تبدد رغم القصف العنيف المتواصل لشهر كامل على انحاء لبنان. وباشر كل من رئيس الحكومة ووزير الدفاع اتصالاته بحثا عن رئيس جديد للاركان. ووفقا للاذاعة الاسرائيلية، فإن اولمرت وبيرتس يميلان الى تعيين نائب رئيس الاركان السابق المدير العام الحالي لوزارة الدفاع الميجر جنرال غابي اشكنازي خلفا لحالوتس، رغم ان أصواتا اخرى داخل الحكومة تؤيد تعيين نائب رئيس الأركان الحالي موشيه كابلينسكي. وأشار سياسيون ومعلقون الى انه يجدر برئيس الحكومة ووزير الدفاع تعيين عسكري من خارج هيئة الأركان الحالية لضلوع أعضائها جميعا في الحرب على لبنان، وخشية ان تحمّل لجنة التحقيق في فشل الحرب لجنة فينوغراد كابلينسكي جزءا من المسؤولية عن الفشل في الحرب، ما سيضطره الى الاستقالة. وابلغت اوساط قريبة من اولمرت الاذاعة العبرية ان اولمرت سيفحص لدى لجنة التحقيق، وقبل اختيار قائد الجيش، ما اذا كان ثمة"عائق"امام تعيين من وقع عليه الاختيار. واضافت ان اولمرت سيجري اتصالات ومشاورات مع رؤساء حكومة ووزراء ورؤساء اركان سابقين قبل اتخاذ قراره النهائي في شأن هوية القائد الجديد.