أفادت صحيفة "هآرتس" أمس ان خلافًا حاداً بين قادة إسرائيل والسلطة الفلسطينية بشأن أهداف المفاوضات السياسية ومضمونها يخيم على لقاء القمة الثلاثية المرتقب الاثنين المقبل، في القدس كما يبدو، بين رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. وكشفت الصحيفة على لسان مراسلها السياسي ألوف بن أن أولمرت قال في اجتماع لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أول من أمس إن المحادثات مع السلطة الفلسطينية"لن تكون فيها مناقشات"حول المسائل المركزية المتعلقة بالحل الدائم: قضية اللاجئين الفلسطينيين، مكانة القدس، الانسحاب إلى خطوط 1967، ونقل المراسل عن مصادر سياسية إسرائيلية ان أولمرت يقدّر بأن يؤدي طرح هذه المواضيع على بساط البحث إلى فشل المفاوضات"إذ لا شك أنه سيتعيّن على أبو مازن أن يقبل بتسويات في هذه المسائل، وذلك حيال موقف إسرائيل. لكن من غير الواضح هل في وسعه أن يمرّر مثل هذه التسويات في الشارع الفلسطيني". وأشار بن إلى أن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني تشاطر رئيس حكومتها الرأي في أن"من غير الصحيح أن يتم الآن طرح مسائل الحل الدائم للبحث، خشية حدوث أزمة تؤدي إلى تفجير المفاوضات كما حدث بعد قمة كامب ديفيد في صيف 2000. وترى الوزيرة وجوب البحث الآن في إقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة كما تنص خطة"خريطة الطريق"الدولية. وتؤكد الصحيفة الإسرائيلية ان اولمرت وليفني مستعدان فقط لإجراء محادثات نظرية، ويشترطان تطبيق الحل، في حال تحقيقه، بتنفيذ المرحلة الأولى من خريطة الطريق التي تطالب الفلسطينيين بتفكيك"المنظمات الإرهابية". الى ذلك، أعربت مصادر سياسية إسرائيلية عن ارتياحها لقرار مجلس وزراء الخارجية في الاتحاد الاوروبي في بروكسيل أول من أمس عدم إجراء اتصالات سياسية مع حكومة فلسطينية لا تنفذ شروط الرباعية الدولية، الاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات الموقعة معها ونبذ العنف. وعزت هذه المصادر بيان الوزراء الى الاتصالات الديبلوماسية المكثفة التي أجرتها إسرائيل مع دول الاتحاد والولايات المتحدة منذ"إعلان مكة"الخميس الماضي. إلاّ ان الاذاعة العبرية نقلت عن وزير الخارجية الفرنسية فيليب دوست بلازي قوله لها إن اعتراف الحكومة الفلسطينية الجديدة باتفاقات اوسلو يعني بشكل غير مباشر اعترافا بإسرئيل. وأضاف:"إن حصل ذلك - الاعتراف باتفاقات اوسلو - فإنه سيكون بمثابة خطوة في الاتجاه الصحيح". ودعا الوزير الى تشجيع تشكيل حكومة وحدة فلسطينية وايجاد السبل للتعاون معها. من جهته، قال النائب الأول لرئيس الحكومة الاسرائيلية شمعون بيريز أمس إن اسرائيل لا تطالب حركة"حماس"بالاعتراف الرسمي بها"بل تكتفي باعتراف ضمني يترجَم بمجرد الاستعداد للتفاوض مع إسرائيل". وأضاف ان"اتفاق مكة"يحتمل تفسيرات مختلفة ما يحتم على إسرائيل فحص الأمور ورؤية كيفية ترجمة الاتفاق على أرض الواقع. وتابع ان"أسئلة استفهام كثيرة ما زالت مطروحة حول الاتفاق وأخرى في المحك، منها الإفراج عن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت لأن من شأن إطلاق سراحه أن يزيل العقبة في طريق استئناف الحوار".