ابلغ سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، استعداد طهران لاستئناف المفاوضات من اجل التوصل الى حل أزمة الملف النووي "في غضون ثلاثة أسابيع" و"تفادي تأزيم الوضع في المنطقة"، فيما أبدى الرئيس محمود احمدي نجاد استعداد بلاده للتفاوض مع الغرب من دون الاستغناء عن برنامجها النووي. راجع ص 7 وقال لاريجاني في مؤتمر الأمن في ميونيخ حيث عقد لقاء"سريعاً وإيجابياً"مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، ان طهران وضعت شروطاً لم يحددها, لحل كل قضاياها العالقة مع الوكالة، مشيراً الى ان هذا العرض جاء في رسالة بعث بها الى البرادعي، من دون ان يحدد موعدها. وأشار على هامش المؤتمر الى ان محادثاته مع سولانا"تمحورت حول الحوار بين ايران والمجتمع الدولي وإمكان التوصل الى حل". ورداً على الانتقادات التي وجهت الى أحمدي نجاد لتشكيكه في"محرقة"اليهود, قال لاريجاني:"نحن لا نشكل تهديداً لإسرائيل. ما قاله رئيسنا حول هذا الموضوع لا يشكل تهديداً". في غضون ذلك، اكد علي اكبر ولايتي مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، ان طهران"تعتمد"على روسيا لتجنب قرار لمجلس الأمن يفرض عقوبات جديدة بسبب رفضها تعليق برنامجها النووي. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن ولايتي قوله:"نتوقع من موسكو ان تبذل قصارى جهدها لمنع صدور قرار جديد بحق ايران". وأضاف ان بلاده تدرك هامش التحرك المحدود لدى الروس. وكان أجرى الأسبوع الماضي محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. في باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ان طلب المجتمع الدولي"واضح جداً ويمكن إيران أن تقبل قراره وتوقف نشاطاتها النووية الحساسة، وعندها سنكون مستعدين لتعليق عقوباتنا في مجلس الأمن". تزامن ذلك مع إبداء احمدي نجاد استعداد بلاده للتفاوض مع الغرب حول برنامجها النووي, لكنه اكد ان طهران لن تذعن للطلب الرئيسي الغربي المتعلق بوقف تخصيب اليورانيوم. وأشار الى ان حكومته لن توقف تعاونها مع وكالة الطاقة، ولا تفكر في تهديد اي دولة مجاورة. وكان نجاد يتحدث في طهران خلال الاحتفال بالذكرى ال 28 لانتصار الثورة الإسلامية، والذي شهد تظاهرات شارك فيها"ملايين"في أنحاء البلاد, في أجواء من التعبئة الشعبية دفاعاً عن الإنجازات الإيرانية في المجال النووي، وللوقوف في وجه"التهديدات"الأجنبية. وأكد نجاد ان ايران"مستعدة للتفاوض بشروط نزيهة وعادلة"، مشدداً على انها ستواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على رغم قانون أصدره البرلمان يعطي الحكومة سلطة خفض تعاونها مع الوكالة. وتابع:"مستعدون للالتزام بالضوابط" التي تضعها معاهدة الحد من الانتشار النووي. وبدا ان طهران فضلت"الانحناء امام العاصفة"الدولية، إذ لم يعلن نجاد الإنجاز النووي الذي وعد به خلال الاحتفالات، تاركاً الأمر الى التاسع من نيسان أبريل المقبل. لكنه قلل من أهمية فرض مزيد من العقوبات الدولية، معتبراً انها"لن تضر"إيران.