اتفق وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست - بلازي ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي على ضرورة الحوار مع ايران في ما يتعلق بملفها النووي، في وقت برزت انتقادات اميركية - اسرائيلية لدرس باريس امكان إرسال موفد إلى طهران لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط. كما برزت مطالبة المانية بفتح حوار مع "معتدلين"في ايران، بعد انتقادات في البرلمان الايراني لسياسات الرئيس محمود أحمدي نجاد. في باريس، ذكّر دوست - بلازي في محادثاته مع البرادعي بموقف بلاده من العقوبات التدريجية على ايران واقتراح الرئيس جاك شيراك في شأن التعليق المزدوج لتخصيب اليورانيوم وللعقوبات، فيما أشار مصدر فرنسي مطلع الى ان باريس لا تريد حصول مواجهة وتبقي الباب مفتوحاً أمام الحوار مع إيران. كذلك أبدى البرادعي اقتناعه بأن هناك رغبة قوية لدى ايران للمضي قدماً في الحفاظ على قدراتها في مجال التخصيب، مؤكداً أن لا يوجد أي مؤشر الى استعدادها لوقفه، لكنه أضاف ان العقوبات لا تحل المشكلة وأنه ينبغي البقاء في منطق التفاوض في محاولة لإيجاد حل، استناداً الى اقتراحات الدول الست، واقتراح روسيا لفكرة"الكونسورتيوم"والتخصيب خارج ايران. وأكدت الخارجية الفرنسية في بيان عقب اجتماع دوست - بلازي والبرادعي، ان هدف باريس هو ان تلتزم إيران تعهداتها في إطار اتفاق حظر انتشار الأسلحة النووية، وأن تلتزم أيضاً بقرارات مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية، أي ان تعلق نشاطاتها النووية الحساسة التي تقلق الأسرة الدولية، وليس لها تطبيق مدني. وشدد البيان على ضرورة ان تنفذ طهران قرار مجلس الأمن الرقم 1737 الصادر في كانون الأول ديسمبر الماضي، مشيراً الى ان البرادعي سيقدم في شباط فبراير المقبل تقريراً الى المجلس يقوّم تجاوبها مع القرارات الدولية. في الوقت ذاته، اعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي ان باريس لم تتخذ قراراً بعد في شأن إرسال موفد الى إيران للبحث في القضايا الاقليمية، خصوصاً الوضع في لبنان. جاء ذلك بعدما انتقدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس فرنسا ضمناً، وقالت في مؤتمر صحافي مع نظيرها الالماني فرانك - فالتر شتاينماير في برلين:"في ما يتعلق بما تريد الدول الاخرى او ترغب في فعله، فهي التي تقرر. لكنني اعتقد بأن من الضروري التركيز على مسألة انتهاك ايران أحد قرارات مجلس الامن طالما لم تعلق نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم واعادة معالجته". تزامن ذلك مع دعوة وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني الى فرض"عقوبات اشد"على طهران بدل المحادثات معها. وقالت ليفني خلال زيارتها اليابان ان الايرانيين"يحاولون مناقشة العالم لتوجيه رسائل بهدف كسب الوقت، لكن الوقت ليس في مصلحة العالم". ودعا نائب رئيس قسم السياسات الخارجية والدراسات الدفاعية في معهد كاتو في واشنطن تيد غالين كاربنتر، إلى فتح حوارٍ مع"المعتدلين الايرانيين"، مؤكداً أن"استعداد 150 عضواً في البرلمان الايراني لتوقيع رسالة تنتقد سياسات نجاد، يظهر انقساماً مهماً داخل النخبة السياسية في إيران". واعتبر ان ذلك يفسر حملة نجاد على خصومه في الداخل، متهماً إياهم أمس بالترويج"لدعاية العدو". وحض نجاد امس،"الحكومات المستقلة"على المقاومة لإفشال"مؤامرات القوى المتغطرسة"، مشدداً على ان التفرقة بين المسلمين السنّة والشيعة هدفها"الحفاظ على مصالح القوى الاستكبارية والصيونية". وندد الناطق باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني بتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي- مون الذي قال بعد لقائه الرئيس الأميركي جورج بوش إن طموحات إيران النووية تطرح مشكلة"جدية"تهدد الامن العالمي. وقال حسيني ان"تصريحات بان مخالفة لمعاهدة حظر الانتشار النووي التي تؤكد حق الشعوب في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، ونتوقع من الأمين العام ان يتخذ مواقف مطابقة لميثاق الأممالمتحدة". ودعا حسيني بان الى معالجة"تهديدات كبيرة تطرحها الاسلحة النووية الاسرائيلية التي تثير قلق دول الشرق الاوسط".