سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سولانا متفائل بحل الملف النووي الايراني بعد محادثاته "الايجابية جدا" في طهران . نجاد يؤكد عدم التفاوض على نوع التكنولوجيا وتقرير للبرادعي يشير الى آثار تخصيب جديد
رفض الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ضمناً أمس، طلب الدول الكبرى تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم، معتمداً لهجة تحد بتأكيده ان بلاده"لا تقبل محادثات تحت التهديد"و"لن تفاوض ابداً على نوع التكنولوجيا"النووية التي ترغب في استخدامها. راجع ص 7 وفي وقت نقلت وكالة"رويترز"عن مسؤول أميركي ان الولاياتالمتحدة لا تعتبر تصريحات نجاد رداً رسمياً من ايران على العرض الدولي الذي نقله إليها مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، اتهم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي طهران بإجراء عمليات تخصيب جديدة. وأشار في تقرير أصدره امس، الى ان مفتشي الوكالة عثروا على آثار جديدة ليورانيوم عالي التخصيب في معدات تابعة للمنشآت النووية الإيرانية، ما يثير شبهات جديدة في جانب غير سلمي للبرنامج النووي الإيراني. في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان الرئيس الأميركي جورج بوش يريد حلاً ديبلوماسياً للمواجهة مع ايران، ويؤمن بإمكان تحقيق ذلك. واعتبر ان العرض الذي قدمته الدول الكبرى الى طهران"خطوة كبيرة، ويشير الى ان أميركا تريد حلاً ديبلوماسياً". وفي خطاب ألقاه في قزوين امس، قال أحمدي نجاد:"سنفاوض حول ما يثير قلق الطرفين ولتوضيح الأمور التي لا تزال مبهمة على الساحة الدولية، لكننا لن نفاوض أبداً حول نوع التكنولوجيا النووية التي نريد استخدامها"، في اشارة الى رفض طهران اقتراح الغرب تزويدها مفاعلات تعمل بالماء الخفيف ولا تتيح تطوير مكونات أسلحة نووية. وزاد:"يخطئ جداً الذين يعتقدون بأن ايران ستفاوض على استقلالها وسلطاتها ومصيرها". وحذر الغرب من اتباع أسلوب"العصا والجزرة"مع بلاده" لأن الشعب لن يقبل بذلك مطلقاً". وخاطب المسؤولين في الغرب قائلاً:"عليكم أن تدركوا أن الأمة الإيرانية لن تفاوض أبداً حول حقوقها مع أي كان"، وتعتبر تخصيب اليورانيوم"حقاً"في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي. واستدرك:"آن الأوان لتصبح هذه الدول عادلة ومنصفة، تتخلى عن عجرفتها من خلال خطوات إيجابية... وإلا عليها أن تعرف أنها ستتلقى صفعة قوية من الأمم التي تتصدى لها". كما هدد ب"قطع يد"القوى الداخلية التي تسعى الى اضعاف المفاوض الإيراني"في حال ساعدت الآخرين في الوصول الى أهدافهم المشؤومة". ورأى مراقبون ان خطاب الرئيس الإيراني يستهدف الداخل، علماً انه تضمن هجوماً قوياً على الدول الغربية"الليبرالية والديموقراطية"في اشارة الى الولاياتالمتحدة، واتهاماً لتلك الدول ب"انتهاك حقوق الإنسان والحريات وإشعال الحروب وقتل الأبرياء واعتقالهم وتعذيبهم". وفي وقت أكد وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار أن جيش بلاده مستعد للرد على أي هجوم يمكن أن تشنه الولاياتالمتحدة على منشآتها النووية، رأى محمود خقاني المسؤول عن دائرة بحر قزوين في وزارة النفط الإيرانية أن الضغط الذي تمارسه البلدان الغربية على طهران نابع من اهتمامها بالاحتياطات النفطية لإيران، وليس من هواجسها المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل. البرادعي في فيينا، أشار تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن مفتشيها عثروا على آثار جديدة ليورانيوم عالي التخصيب في معدات تابعة للمنشآت النووية في ايران، لافتاً إلى أن طهران لم ترد الى الآن على طلب الوكالة توضيح طبيعة البحوث النووية التي أعلنت القيام بها لتطوير أجهزة الطرد المركزي. كما أشار التقرير الواقع في ثلاث صفحات إلى أن طهران تواصل تخصيب اليورانيوم، وتعكف على بناء أجهزة طرد مركزي جديدة، على رغم المطالب الدولية بتعليق تلك النشاطات. واستعرض ما توصل إليه مفتشو الوكالة في شأن القضايا العالقة بين الجانبين، خصوصاً ما يتعلق بأجهزة الطرد من نوع"ب1"و"ب2"، مشيراً إلى أن طهران لم تزود الوكالة معلومات في هذا الشأن. وأشار التقرير الى العاشر من نيسان أبريل الماضي حين زودت الوكالة إيران شروحاً ووثائق حول التجارب التي أجرتها على مادة البلوتونيوم. وذكر ان ايران واصلت تعليق العمل بالبروتوكول الملحق بمعاهدة حظر الانتشار النووي منذ الخامس من شباط فبراير الماضي. في بروكسيل أ ف ب، قال مصدر ديبلوماسي أوروبي ان الدول الكبرى أبدت استعدادها للاعتراف للإيرانيين ب"حقهم الثابت"في الطاقة النووية المدنية ومساعدتهم في الحصول على"احدث"أنواع التكنولوجيا لإقامة مفاعل نووي يعمل بالماء الخفيف. وهذه العروض جزء من حزمة إجراءات التعاون التي قدمها سولانا خلال زيارته طهران، وتهدف الى اقناع الإيرانيين بتعليق التخصيب، وتتضمن ايضاً"إمكان رفع العقوبات الاميركية في مجال الطيران"والتي تمنع الإيرانيين من طلب شراء قطع غيار لأسطولهم من طائرات"بوينغ"المتهالكة. وقال المصدر:"سيكون لذلك تأثير فوري على الطيران المدني الإيراني الذي يطرح حاليا مشكلة سلامة حقيقية". وأضاف ان الاقتراحات الغربية التي تأتي في وثيقة من خمس صفحات على الأقل ليس من شأنها سوى"وضع قواعد المفاوضات"، تركت"مفتوحة"عمداً. وفي باريس، أعرب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن الأوروبي خافيير سولانا عن تفائله بحل أزمة الملف النووي الايراني، وقال ان اجتماعاته ومحادثاته مع الايرانيين كانت ايجابية جداً. جاء ذلك، بعد محادثات أجراها امس مع الرئيس جاك شيراك في باريس. وقال الناطق باسم الرئاسة الفرنسية جيروم يونافون ان شيراك اعرب عن أمله لسولانا ان تعود ايران بسرعة الى طاولة المفاوضات. وقال سولانا في رده على"الحياة"ان الايرانيين الذين التقاهم في طهران فهموا تماماً مضمون الاقتراح الأوروبي - الاميركي. وقال:"اعتقد بأنهم سيردون عليها قريباً وهم يفكرون في اعطاء ردهم. وأنا أكثر تفاؤلاً، لأن الاقتراح الذي قدم لهم واسع جداً وله تأييد كبير في الأسرة الدولية ولأن الايرانيين بحاجة الى الخروج من الوضع الذي هم فيه حالياً. وينبغي الاستمرار في العمل معهم مع الاحترام المفروض لآرائهم. لن يكون سهلاً، ولن يتم ذلك خلال 24 ساعة وليس هناك تاريخ محدد"واضاف:"أملي ان نحصل على إجابة أو اتصالات معهم في الأيام والأسابيع المقبلة". وطالب سولانا مجدداً بأن"توقف ايران التخصيب كي تعود الثقة بين الطرفين في المفاوضات".