تحولت موسكو امس، محوراً للجهود المبذولة لتسوية الازمة النووية الايرانية، غداة فشل اجتماع"الخمسة الكبار"والمانيا في لندن، في الاتفاق على احالة الملف على مجلس الامن، وهي الخطوة التي اوضحت بريطانيا انها لا تعني فرض عقوبات تلقائياً على طهران. واستعد وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي للتوجه إلى موسكو التي ارسلت اليها تل أبيب"وفداً امنياً"في محاولة لإقناعها باتخاذ موقف متشدّد من الازمة، في حين هدّد السفير الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية بأن بلاده ستعلق تعاونها الطوعي مع الوكالة إذا أحيل ملفها على مجلس الأمن. راجع ص 8 وكشفت مصادر في فيينا ان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي التقى سراً الأحد، المسؤول عن الملف النووي الايراني علي لاريجاني الذي طلب منه المساعدة لتجنب اتخاذ اجراءات ضد بلاده. وفي باريس، قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي في بيان، ان"إيران ستتصدر جدول اعمال"محادثات دوست بلازي مع القيادة الروسية، موضحاً أن"موقف روسيا من القضية مهم جداً بالنسبة الينا"، واشار إلى أن موسكو"شاركت بنشاط إلى جانب الترويكا الاوروبية في عملية التفاوض مع إيران"، موضحاً أن الروس باتوا يعبرون اليوم عن"مخاوف قريبة جداً من المخاوف الأوروبية". واوضح مسؤول بارز في رئاسة الحكومة الاسرائيلية ان الوفد الذي ارسل الى موسكو، يضم مستشار الأمن القومي الجنرال في الاحتياط غيورا ايلاند ورئيس لجنة الطاقة الذرية جدعون فرانك وخبراء آخرين. جاء ذلك في وقت هدد القائم بأعمال رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت بأن الدولة العبرية لا يمكنها أن تسمح"في أي حال وفي أي مرحلة"بأن تمتلك إيران سلاحاً نووياً، معرباً عن ثقته بأن المجتمع الدولي لن يقبل بأن يكون سلاح غير تقليدي في"أيد غير مسؤولة وتشكل خطراً على العالم". وافادت صحيفة"يديعوت أحرونوت"أن أولمرت قرر ايفاد الخبراء، بعد محادثات هاتفية أجراها مع رئيس مجلس الأمن القومي الروسي إيغور ايفانوف، على أن تكون لقاءات الوفد استمراراً للحوار الاستراتيجي بين تل ابيب وموسكو. ونقلت الصحيفة عن مصدر أن أولمرت يرغب في ايجاد انطباع لدى موسكو بأن المسألة مستعجلة والأوضاع طارئة، تستوجب مساعدة روسية لوقف"برنامج التسلح النووي"الإيراني الذي"يهدد إسرائيل والعالم". ورأى المصدر ان إرسال الوفد عكس تغييراً في الموقف الإسرائيلي الذي اعتمد بناء لتعليمات رئيس الحكومة ارييل شارون"العمل على نار هادئة"لتفادي عرض القضية وكأنها مشكلة إسرائيلية، ولتأكيد أن الملف النووي الإيراني مشكلة عالمية. في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن فرض عقوبات على طهران"ليس أفضل السبل لإقناعها بالاستجابة للقلق الدولي". وزاد:"مسألة العقوبات على إيران بمثابة وضع العربة أمام الحصان. العقوبات ليست الأفضل في اي حال، وليست السبيل الوحيد لحل المشكلة"، مشيراً إلى أن فرض عقوبات على العراق لسنوات، لم ينجح في تغيير سلوك رئيسه السابق صدام حسين. في غضون ذلك، طالب وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي المجتمع الدولي ب"أن يدرك حقيقة الموقف الإيراني من موضوع المفاوضات النووية"، مؤكداً ان بلاده"مستعدة للاستمرار في المحادثات مع الجانب الأوروبي في قضية تخصيب اليورانيوم". وأكد متقي ان بلاده وجهت دعوة إلى الأوروبيين للاستمرار في المفاوضات وأنها مستعدة لتقديم"توضيح شفاف"لمواقفها والأخذ في الاعتبار مخاوف الطرف الثاني. وامتدح السفير الإيراني لدى موسكو غلام رضا أنصاري اقتراح روسيا لتخصيب اليورانيوم على اراضيها، ووصفه ب"البناء"، مؤكداً انه قيد الدرس. على صعيد آخر، رفعت الحكومة الايرانية حظراً فرضته على شبكة"سي ان ان"الاميركية بعدما اعتذرت عن خطأ في نقل اقتباس عن الرئيس محمود احمدي نجاد، نسبت اليه قوله ان ايران تريد اسلحة نووية، في حين قصد البرنامج النووي السلمي. وجاء رفع الحظر بطلب من نجاد.