ناقش ممثلو الدول الست المعنية بالمحادثات النووية التي تهدف إلى تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية في بكين أمس، مشروع قرار قدمته الصين تضمن مطالبة بيونغيانغ بتجميد العمل في منشآت رئيسية ترتبط بإنتاج أسلحة نووية بينها مفاعل يونغبيون بطاقة 5 ميغاوات والذي ينتج البلوتونيوم خلال شهرين، في مقابل منحها مساعدات في مجال الطاقة. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية يونهاب عن مصادر لم تحددها أن الاتفاق الذي يشكل الخطوات الأولى لبدء تطبيق بنود إعلان أيلول سبتمبر 2005، حين وافقت الدولة الشيوعية على تفكيك برنامجها النووي في مقابل نيل مساعدات اقتصادية وضمانات أمنية، يقترح تشكيل خمس مجموعات عمل للأشراف على عملية تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية. ورأى كبير المفاوضين الكوريين الجنوبيين تشون يونغ وو أن مسودة القرار"أساس مقبول"للمحادثات السداسية،"خصوصاً أنها أكثر تحديداً وتخصصاً من إعلان أيلول 2005"، لكنه حذر من أنه يصعب القول إذا كانت المحادثات ستمضي قدماً بنجاح. بدوره، لمح كبير المفاوضين اليابانيين كونتشيرو ساساي إلى أن المسودة تشهد اختلافات في الرأي بين بلاده والصين،"لكننا سنبذل قصارى جهدنا للمساهمة في التوصل إلى اتفاق". والتقى كبير المفاوضين الأميركيين كريستوفر هيل مع نظيره الكوري الشمالي كيم كي غوان الذي كان أكد أول من أمس استعداد بلاده"لمناقشة التدابير الأولى التي يتعين اتخاذها لتطبيق إعلان أيلول, مكرراً دعوته واشنطن إلى إبداء مرونة. وأكد كيم انه اتفق مع هيل خلال لقائهما في برلين الشهر الماضي على بعض القضايا العالقة، فيما سنسعى إلى حل خلافات أخرى في"المحادثات السداسية". وكانت وسائل إعلام ألمانية أشارت إلى إن كيم وهيل ضيقا هوة الخلافات بين بلديهما"في شكل كبير"، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة طرحت فكرة إلغاء الحواجز التجارية، ورفع اسم كوريا الشمالية من الدول الداعمة للإرهاب. وتقول وسائل إعلام يابانية إن كوريا الشمالية تتفاوض للحصول على نحو 500 ألف طن من النفط، في مقابل وقف العمل في مفاعل يونغبيون النووي، والموافقة على الخضوع لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ودعا هيل إلى تسريع المحادثات السداسية بعد تقديم الصين مشروع القرار وقال:"نرغب في تسريع الوتيرة. وهذا هو سبب أهمية هذه المفاوضات، إضافة إلى محاولة توفير الظروف لجولة مقبلة". وتوقفت المحادثات السداسية التي تشارك فيها ستة دول، هي كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والولاياتالمتحدةوالصين واليابان وروسيا، منذ عام 2003, حوالى السنة بين 2005 و2006. وبعدما أجرت بيونغيانغ تجربتها النووية الأولى في التاسع من تشرين الأول أكتوبر الماضي, عادت بيونغيانغ في كانون الأول ديسمبر المقبل إلى طاولة المفاوضات التي لم تسفر عن أي تقدم.