سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دعا الى المشاركة في الذكرى السنوية لاستشهاد والده وتجنب السجال مع "حزب الله" . الحريري : لبنان أولاً ... وإسقاط رئيس الجمهورية واجب ونريد علاقات متميزة مع سورية لكن التحقيق يجب أن يستمر
عشية الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري التي تصادف غداً الثلثاء، دعا نجله رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري"كل اللبنانيين الشرفاء للوقوف في هذا اليوم وقفة تاريخية واحدة يؤكدون فيها ان وحدتهم الوطنية هي فوق كل اعتبار وان قوى 14 آذار مارس ستبقى موحدة وتمثل ارادة اللبنانيين في الدفاع عن هذه الوحدة". كلام الحريري جاء في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر امس في قصر الرئيس الحريري في قريطم، بعدما عاد ليل اول من امس الى بيروت قادماً من الرياض في المملكة العربية السعودية بعد غياب عن لبنان استمر اكثر من ستة اشهر. وتوجه الحريري، الذي حرص في رده على اسئلة الصحافيين على الترفع عن السجال الدائر بين قوى 14 آذار وتحديداً رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط وبين"حزب الله"حول المقاومة ودورها وسلاحها وعدم اقحام مناسبة 14 شباط في الخلافات الداخلية، الى اللبنانيين بقوله:"يريدون منكم اسقاط هذا اليوم من ذاكرة التاريخ تماماً كما يحاولون اسقاط 14 آذار من ضمير اللبنانيين، وهذا ما يفعلونه يومياً هنا وخارج الحدود، هذا ما يصرحون به ويكتبونه ويحرضون عليه". وأضاف:"انها ساعة غالية على قلبي، ان أكون في بيروت، المدينة التي أحبها رفيق الحريري والمدينة التي أحبته"، انها ساعة غالية على قلبي جداً ان اتوجه الى اللبنانيين من المدينة العظيمة وأن اخاطب منها كل المدن والمناطق اللبنانية الحبيبة التي كانت دائماً وستبقى الجهات الطيبة التي نرسم منها وحدة لبنان وكرامته وسيادته واستقلاله وعروبته".وتابع:"اتحدث اليكم من قريطم من قلب بيروت باسم روح رفيق الحريري وارواح الشهداء الذين سقطوا على طريق الحرية، لأقول للجميع اننا هنا، لا لنبكي رفيق الحريري وكل شهداء انتفاضة الاستقلال انما لنمنع اغتياله مرة ثانية ولنمنع موت لبنان على ايدي المجرمين الذين لم يتوقفوا عن العبث باستقراره ووحدته ونظامه الديموقراطي". وأكد الحريري"اننا هنا لنجدد العهد على مواجهة الارهاب الذي بدأ بمحاولة اغتيال مروان حمادة وأودى بحياة رفيق الحريري وباسل فليحان ورفاقهما وأودى بسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وأصاب مي شدياق والياس المر والعشرات والعشرات من المواطنين الذين تضرروا بارواحهم ومنازلهم ومؤسساتهم". ولفت الى"انهم ظنوا بأن مخالب النظام الأمني يمكن ان تظهر من جديد ونحن نقول لهم ان اللبنانيين لن يسمحوا للقتلة والمجرمين ان يعودوا الى الساحة وان ساحة الحرية ستبقى ساحة للذين صنعوا الاستقلال، وقد ظنوا انهم اذا هجموا على الاشرفية وخرّبوا فيها يستطيعون ان يضربوا مسلمي ساحة الحرية بمسيحييها، ان هؤلاء جميعاً يصرخون للعالم لبنان أولاً.. وأولاً". وهاجم بشدة"الوجوه التي عادت مجدداً الى الظهور وتتوعد اللبنانيين بالعودة الى الوراء". وقال:"ان الوجوه التي تعرفون انها اقنعة عادت تعرض عضلاتها من جديد وهي تهدد وتتوعد اللبنانيين باسقاط حلم 14 آذار، وبعودة رموز النظام الامني الذي اغتال رفيق الحريري ورفاقه الشهداء". وأضاف:"انهم يحلمون بلبنان مقبرة ونحن مع كل اللبنانيين نعمل للبنان سيد حر مستقل، لبنانالطائف والدستور وهذا حلم سيتحقق". ورأى الحريري أن الذين يهددون بالعودة بالبلد الى الوراء،"انما يضعون لبنان أمام خيارين: الذهاب الى الفوضى أو العودة الى النظام الامني، نظام الوصاية والتسلط، ونقول لهؤلاء هذه أوهام ولن نسمح بأن يعطوا الفتنة بطاقة مرور الى أي منطقة لبنانية وكانت الاشرفية قالت لهم لن اسمح بمرور الفتنة". وأكد الحريري ان لبنان في 14 شباط سيعود ساحة الحرية وسنرفع علم لبنان الذي لن ترتفع فوقه أية اعلام اخرى. ووصف يوم 14 شباط بأنه"اليوم الوطني الكبير"، وقال ان المشاركة فيه واجب وطني كبير، مشيراً الى"اننا سنكون معاً في هذا اليوم، مع بيروت بكل احيائها، مع طرابلس الوفية وعكار والضنية وزغرتا والمنية والقلمون وبشري وزغرتا والكورة والبترون، مع جبل لبنان من كسروان الى الشوف، شوف كمال جنبلاط، الى الجية وصيدا صيدون رفيق الحريري الى الجنوب جنوب المقاومة والتحرير، وسنكون معاً من كل البقاع، انه ليس نداء سعد الحريري انه نداء رفيق الحريري لكل اللبنانيين". وخاطب الحريري اللبنانيين بقوله:"لا تسمحوا لهم بقتل الحقيقة انزلوا الى ساحة الحرية واظهروا لهم الحقيقة من جديد وقولوا لكل العالم ان لبنان لأهله وليس لأحد آخر، وان مسلسل الاغتيال والارهاب ورشق الحجارة على الكنائس والبيوت لن يهز وحدتنا الوطنية". ورداً على سؤال عن موقفه و"تيار المستقبل"من الاصطفافات الجديدة ومنها وثيقة التفاهم بين"التيار الوطني الحر"و"حزب الله"من جهة وكلام رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط عن ان"حزب الله"هو ميليشيا، قال الحريري:"كل التيارات السياسية لها الحق في التحالف مع كل الاحزاب، وكلامي بالنسبة الى سلاح"حزب الله"كان واضحاً وأعلنته من واشنطن. ولا أحب تسمية ما يحصل بالاصطفافات، لأنه علينا جميعاً أن نعمل من أجل مصلحة لبنان". وأضاف:"اذا عملت الاحزاب على بناء دولة مستقلة وحديثة وعربية ومبنية على الطائف، فيفترض ان نكون الى جانب بعضنا بعضاً لبناء الدولة". وعما اذا كانت عودته نهائية، أجاب:"بالتأكيد سأسافر وأعود، والآن عندي لقاءات كثيرة في لبنان وستكون عندي لقاءات أخرى خارج لبنان. فعندما كنت خارج لبنان، لم أكن مقيماً في بلد واحد، كنت اتنقل بين الدول من اجل مصلحة لبنان. وعودتي اليوم ضرورية خصوصاً في مناسبة 14 شباط، اليوم الأسود الذي ارتكبت فيه قبل عام جريمة العصر بحق رجل عربي أحب لبنان وشعبه وان شاء الله سنكمل المسيرة". وعن وصف الأمين العام ل"حزب الله"قبل أيام الاكثرية، بأنها"أكثرية وهمية وفي احسن الاحوال نسبية"، ووصفه من هم في الحكم بأنهم يتصرفون كالميليشيا، رد الحريري:"كيف أوافقه على هذا الرأي. أنا أكن له كل الاحترام والمحبة، كما أنني اعرف ان الفترة الماضية شهدت خطابات عالية من كل الجهات. وبرأيي هناك 14 شباط، اليوم الذي يجب ان نفكر فيه بالبلد وما حصل فيها منذ عام حتى اليوم". وقال:"علينا ان نجلس حول طاولة حوار كما اقترح رئيس المجلس النيابي نبيه بري". وقال رداً على سؤال:"في وقت سابق اتهمت بأنني رستم غزالي ولا استطيع التعليق على كل التصريحات. هناك خطاب اساسي هو"لبنان أولاً". وك"تيار مستقبل"قلت قناعاتي بوضوح، وأخوّن ويقال أنني ساع الى التدويل وغيره ولن أدخل في هذه المتاهات، فكل ما أريده هو لبنان وألا يتدخل أحد في شؤوننا، وكلبنانيين وأحزاب لبنانية يمكننا ان نحل مشاكلنا". وعن توقيت عودته الى لبنان، قال:"سبب عودتي هو 14 شباط موعد استشهاد والدي، وهذا أقل ما يمكنني القيام به، وبهذا يمكنني أن أكون الى جانب اللبنانيين في ذكرى اليوم الاسود". وأضاف:"الخطر ما زال كما هو، فما حصل في الاشرفية أخيراً هو أحد التفجيرات، في السابق كانوا يفجرون السياسيين، واليوم يفجرون مواقف سياسية". وعما اذا كان يتوقع أن تفرز زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة للسعودية مبادرة عربية جديدة، أجاب:"السعودية تصدر الخير دائماً، وهناك بلدان أخرى لا يأتينا منها الخير". وأعتبر الحريري أن التعديل الحكومي الأخير في سورية،"شأن داخلي". وأضاف:"الحرية والسيادة التين حققهما الشعب اللبناني هما الانجاز الاهم. ونحن نحاول الحفاظ على هذين الانجازين، لكننا نواجه الكثير من التحديات بفعل وجود تداخلات كثيرة في الشؤون السياسية اللبنانية. كما نحاول ان نشكل قواتنا الامنية بطريقة نحفظ بها أمن اللبنانيين. وأندم على خسارة اشخاص جيدين واصدقاء كانوا معنا العام الماضي في تحرير لبنان من القوات السورية". وعن النصائح بفصل التحقيق الدولي عن العلاقات اللبنانية - السورية، رد:"عندما شكّل الرئيس السنيورة الحكومة قام بزيارة الشام، وكذلك فعل عدد من الوزراء. نحن كنا نسعى - كما في كل خطاباتي - الى علاقة مميزة مع الشام. ولسنا ضد وجود علاقات مميزة، لكن في المقابل ما جاءنا هو وابل من الشتائم من الصحافة السورية وانتقادات وتخوين و"عبد مأمور لعبد مأمور". نحن حاولنا وطالبنا بعلاقات مميزة، لكن لا يعني ذلك الا نأخذ شيئاً في المقابل". وتابع:"في ما خص التحقيق، وحتى لو قال كل الشعب اللبناني والشعب السوري انه لم يعد يريده، هناك المجتمع الدولي وقرار مجلس الامن الذي يجب ان ينفذ". وقال:"العلاقات اللبنانية ? السورية يجب ان تكون مميزة، لكن ايضاً التحقيق سيستمر". وأكد الحريري مشاركته في الحوار الذي أطلقه بري، وقال:"لم أر الرئيس الحالي للجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتز، وليس عندي أي معلومات عن التحقيق". وعن مطلب اسقاط رئيس الجمهورية، قال:"لم يتغير شيء في الاجندة، واسقاط رئيس الجمهورية واجب على كل الشعب اللبناني، فعندما وقعت احداث الاشرفية وضع وزير الداخلية استقالته في تصرف رئيس الحكومة، وفي المقابل، اذا نظرنا الى الاحداث التي وقعت خلال العام الماضي، نجد ان رئيس الجمهورية لم يفعل شيئاً وبقي متمسكاً بالكرسي. وبدل تقديم استقالته يطلب استقالة الحكومة، وموقفنا من استقالته لم يتغير". وأضاف:"هذه ليست أجندة اميركية، اجندتنا لبنان أولاً. وغيرنا عندهم اجندات غير لبنان". ورداً على سؤال، قال:"نريد الحقيقة في اسرع وقت ممكن، لأن فيها حماية لبنان"، مؤكداً ان"الرئيس الجديد للجنة مختلف عن سابقه ديتليف ميليس، ويعمل بطريقة مختلفة، لكننا سنصل الى الحقيقة". واستنكر الحريري ما حصل في الاشرفية، وقال:"هذه تظاهرة سلمية استنكاراً لما نشر من رسوم مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، ثم دخل عليها بعض الناس. وقلنا سابقاً ان كل من شارك في اعمال الشغب سيدفع الثمن غالياً". وأضاف:"لن نحمي أحداً. ومن تثبت ادانته سيدفع الثمن، أما من لم يرتكب هذه الاعمال، فسنعتذر منه ونقول ان واجبنا هو ان نحقق".وأكد"اننا نسعى منذ البدء لتجهيز القوى الامنية بالمعدات اللازمة لمواجهة اعمال الشغب والاجرام والارهاب". وأضاف:"قبل اشهر عدة لم يكن عندنا مختبر جنائي، مؤكداً ان"الجهاز الامني الاستخباراتي السابق كان يعمل على تفكيك البلد، وحقق ذلك. ونحن اليوم ننطلق من نقطة الصفر". وعن اعتبار قوى 14 آذار، المقاومة نقطة خلافية بين اللبنانيين، رد:"موقفي واضح في هذا الاطار. لكن ايضاً هناك خلاف حول الموضوع، والسيد نصرالله نفسه دعا الى الحوار. وعلينا ان نتحاور على نقاط الخلاف". وأوضح الحريري ان"التيار الوطني الحر"لم يعلن ما اذا كان سيغيب عن تظاهرة 14 شباط. وقال:"14 شباط ليس لسعد الحريري ولا ل"تيار المستقبل"ولا ل"التيار الوطني الحر"وهو ملك اللبنانيين. وبرأيي رفيق الحريري وحّد لبنان في حياته ومماته"، ودعا الى"وضع خلافاتنا جانباً، ونتذكر انه من غير اولئك الشهداء ورفيق الحريري ما كنا لنصل الى لبنان حر ومستقل وعربي".