دعت الناشطة الصحراوية كجمولة بنت عبي الأممالمتحدة إلى "تحمل مسؤولياتها كاملة" في إقرار السلام والاستقرار في منطقة شمال أفريقيا من خلال"تكريس حل تفاوضي سلمي وعادل ونهائي لقضية الصحراء"الغربية، غداة إعلان استئناف المفاوضات بين المغرب وجبهة"بوليساريو"في مانهاست قرب نيويورك بين السابع والتاسع من كانون الثاني يناير المقبل. وقالت بنت عبي التي كانت تقود"تنظيم النساء الصحراويات"قبل ان تنشق عن"بوليساريو"وتصبح نائبة في البرلمان المغربي:"لا يكفي أن تصدر الأممالمتحدة القرار تلو القرار، فالمشكلة لا تتعلق بأرقام، وإنما بمآسٍ إنسانية حان وقت وضع حد لها". ودعت في تصريحات ل"الحياة"إلى"إقرار آليات تتبناها الأممالمتحدة للمضي قدماً على طريق الحل الوفاقي العادل"، معتبرة أن"فرصة المفاوضات المباشرة بين المغرب وبوليساريو في اجتماع مانهاست لا يجب تفويتها". وحذرت من أنه"لا فائدة من أي تصعيد"، مؤكدة أن"كل المساعي يجب أن تتوجه نحو تقريب وجهات النظر المتباعدة". وأعربت عن أملها في أن تشكل الجولة الثالثة من المفاوضات في مانهاست"محطة جديدة للانكباب على معالجة القضايا الجوهرية، وفي مقدمها رفع المعاناة عن السكان وتسهيل بناء الثقة وجمع الشتات ووضع أسس سلام عادل ودائم يجنب المنطقة متاهات أي تصعيد". وشددت على أن"ما يهم هو النتائج التي يجب التوصل إليها، وأي تحركات لا تكللها إرادة الذهاب نحو حل وفاقي ينهي المعاناة ويفتح أبواب المستقبل هي مجرد تضييع وقت". وأضافت:"بصفتي امرأة صحراوية لا أريد تكرار تجارب سابقة فرقت بين العائلات وخلّفت ضحايا. والأهم اليوم أن يتحمل كل طرف مسؤوليته من أجل فتح أبواب الأمل أمام الأجيال المقبلة". وطالبت الجزائر وموريتانيا وفرنسا وإسبانيا بدعم تسريع التوصل إلى حل"لأنه من غير حل نزاع الصحراء لن يكون هناك استقرار دائم في منطقة الشمال الأفريقي. ومهما كانت الخلافات، فإن معاناة السكان لم تعد قابلة للانتظار". وقالت:"لا نريد للمعاناة التي طالت أكثر من اللازم أن تستمر، ولا نريد لشبح الحرب التي أسفرت عن ضحايا أن يهيمن مرة أخرى على المنطقة". وأضافت أنه"يكفي النظر إلى حال اللاسلم واللاحرب، للتأكد من أن تسريع الحل أصبح مطلوباً لمعاودة جمع شتات الأسر وبناء اقتصاديات المنطقة". إلى ذلك، رأى مراقبون في عقد"بوليساريو"مؤتمراً الأسبوع المقبل من جهة، واجتماع"المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية"الموالي للمغرب في مدينة السمارة العاصمة الروحية لإقليم الصحراء الغربية،"تسابقاً حثيثاً لبلورة المواقف عشية جولة مانهاست"، خصوصاً أن رئيس المجلس الاستشاري خلي هنا ولد الرشيد كان شارك في جولتي المفاوضات السابقتين في تموز يوليو وآب اغسطس التي يرعاها الوسيط الدولي بيتر فان فالسوم. ويعول فان فالسوم على أن تنفذ المفاوضات المقبلة إلى"جوهر المشكلة"، في إشارة إلى اقتراح الرباط خطة الحكم الذاتي التي وصفتها الأمممالمتحدة بأنها"بناءة وذات صدقية"، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دول الجوار إلى المشاركة في تنفيذ قرارات الأممالمتحدة. ولفت مراقبون إلى أن اقتراح الحكم الذاتي شكل أحد أبرز القضايا الخلافية خلال زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجزائر الأسبوع الماضي. ونُقل عن ساركوزي أنه وجد تطابقاً في وجهات النظر إزاء مختلف القضايا خلال محادثاته مع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة،"باستثناء قضية الصحراء". وكان الرئيس الفرنسي أعرب عن أمله في أن يتم التوصل إلى"حل دائم وواقعي يحظى بقبول الأطراف كافة". واعتبر أن ملف الصحراء"يسمم العلاقات بين بلدان المغرب العربي منذ ثلاثة عقود". وخلال زيارته الرسمية إلى المغرب في نهاية تشرين الأول اكتوبر الماضي، عبّر كذلك عن أمله في أن يشكل اقتراح الحكم الذاتي"أساس المفاوضات لايجاد تسوية معقولة".