سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
آرميتاج يحض على التفاوض ... وموفد صيني إلى موسكو وطهران . إيران تودع البرادعي بتجاهل نداءات وقف التخصيب وروسيا تستبعد قدرتها على انتاج اليورانيوم الصناعي
بدا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي معقود اللسان خلال زيارته طهران أمس، أمام تأكيد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن بلاده ستتجاهل النداءات الدولية التي تطالبها بوقف تخصيب اليورانيوم، ما يلقي بظلال من الشك على الزيارة التي قام بها مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إلى طهران أمس. وقال أحمدي نجاد:"لن نجري محادثات مع أحد في شأن حق الأمة الإيرانية في التخصيب، ولا أحد يملك الحق في التراجع بوصة واحدة". وعقد البرادعي محادثات مع رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية غلام رضا آغازادة، كما التقى الأمين العام للمجلس الاعلى للامن القومي كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي علي لاريجاني. وكان البرادعي قال لدى وصوله إلى طهران، انه سيحاول"إقناع طهران باتخاذ إجراءات تسمح ببناء الثقة بما فيها تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم إلى أن يتم توضيح المسائل العالقة حول برنامجها النووي". واشنطن وفي مقابلة مع صحيفة"فايننشال تايمز"، طالب نائب وزير الخارجية الأميركي السابق ريتشارد آرميتاج بلاده بالتفاوض مع إيران لحل الأزمة النووية والاستفادة من الحديث معها في جملة قضايا، من ضمنها طموحاتها النووية. لكن المسؤول الأميركي السابق عارض إجراء مفاوضات أحادية الجانب مع الإيرانيين حول العراق لاعتقاده بأن ذلك"سيمنحهم دوراً أكبر مما يستحقون في مستقبل هذا البلد". ولم يستبعد أن تتمكن بلاده وبنجاح من إقناع روسيا والصين بتأييد أي عقوبات يفرضها مجلس الأمن على طهران، ورأى أن واشنطن قادرة على تحمل إيران لفترة من الوقت"لأن الأخيرة لن تملك ولفترة من الوقت أيضاً الوسيلة للوصول إلى السلاح النووي، ولأن الروس والصينيين والوكالة الدولية للطاقة الذرية يمارسون جميعاً ضغوطاً"على الجمهورية الإسلامية. غير أن نائب كبير موظفي البيت الأبيض كارل روف رأى أن التوصل إلى حل ديبلوماسي مع إيران سيكون صعباً لأن الرئيس الإيراني"ليس إنساناً عقلانياً". بيد أن مسؤولين أميركيين وأعضاء في الكونغرس وديبلوماسيين أكدوا انه ليست ثمة إشارة إلى إمكانية أن تقبل الإدارة الأميركية بحوار مع إيران أكثر من المحادثات المقترحة في شأن العراق التي لم تعقد بعد. وأبدى عضو لجنة الشؤون الخارجية والاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي شكوكاً في احتمال لجوء الولاياتالمتحدة إلى القوة العسكرية لتسوية النزاع مع إيران في شأن برنامجها النووي. وفي مؤتمر صحافي بالسفارة الأميركية في إسلام آباد التي يزورها، قال السناتور تشاك هاغيل وهو جمهوري عن نيبراسكا أن العمل العسكري"ليس خياراً عملياً أو قابلاً للتطبيق"، مضيفاً:"لا أتوقع أي عمل عسكري في شأن القضية الإيرانية"مؤكداً انه يتحدث عن نفسه وليس نيابة عن مجلس الشيوخ أو إدارة الرئيس جورج بوش. ورأى رئيس وكالة الطاقة الذرية الروسية سيرغي كيريينكو أن إيران غير قادرة على تخصيب اليورانيوم الصناعي. وقال:"تخصيب اليورانيوم صناعياً في إيران أمر مستحيل"، مضيفاً:"كان معروفاً أن إيران تمتلك مجموعة من 164 طارداً مركزياً، والقدرة على تخصيب اليورانيوم الخفيف من هذه المجموعة كان مسألة وقت فقط". وزاد:"هذا لم يشكل مفاجأة لنا". أما المصمم الرئيسي لصاروخي"توبول - م"و"بولافا"يوري سولومونوف، فأفاد أن إيران لا تملك ولن تحصل على صواريخ باليستية عابرة للقارات، مشككاً في أنباء عن أنظمة صواريخ إيرانية تناقلتها وسائل الإعلام أخيراً. وأعاد إلى الأذهان أن إيران قادرة على تصنيع صواريخ مشابهة لصاروخ"سكاد". وفي بكين، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية ليو جيانكاو إن مساعد وزير الخارجية كيو تيانكاي سيزور إيرانوروسيا بين يومي غد والثلثاء المقبل، في محاولة لنزع فتيل المواجهة النووية. وردد ليو تصريحات السفير الصيني لدى الأممالمتحدة وانغ غوانغيا الذي اعتبر الفرصة لا تزال سانحة للتحرك الديبلوماسي. ويأتي ذلك بعدما أعلن وانغ ان الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا ستجتمع الثلثاء المقبل في موسكو على مستوى مديري وزارات الخارجية لبحث الملف النووي الإيراني. دوست بلازي واعتبر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أن نشاطات تخصيب اليورانيوم التي ترفض إيران تعليقها متحدية إرادة الأسرة الدولية، لا تنبع عن"أي حاجة مدنية"، وزاد:"الثقة غير موجودة اليوم بين إيران والأسرة الدولية، فالشكوك ما زالت تخيم على طبيعة البرنامج الإيراني"النووي. وعما إذا كان هذا يعني أن طهران تعمل سراً على تطوير برنامج عسكري يهدف إلى امتلاك قنبلة ذرية، قال إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية"أشارت إلى عناصر تقول هي نفسها انه يمكن أن يكون لها بعد نووي عسكري". واعتبر دوست بلازي انه إذا ما استمرت طهران في رفض تعليق نشاطات التخصيب نزولاً عند طلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية،"فسيتحتم على مجلس الأمن اتخاذ إجراءات ضرورية"، مشيراً إلى أن"العقوبات هي من الوسائل الموضوعة في تصرفه". لكنه قال:"ما زلنا نفضل حلاً بالتفاوض لهذا الملف".