حدد مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم ال 25 من تشرين الثاني نوفمبر، كآخر مهلة للقيام بمراجعة شاملة ونهائية للبرنامج النووي الايراني، مطالبا طهران بوقف تخصيب اليورانيوم، ووعدت طهران بالتعاون مع الوكالة لكنها قالت انها ستتخذ خلال ايام قرارا بشأن التخصيب.وطرحت فرنساوبريطانيا والمانيا، وسط ارتياح أميركي، مشروع القرار الذي تبناه مجلس الحكام وعارضته بشدة دول عدم الانحياز التي لم تكن ترغب بفرض مهلة على ايران لوقف تخصيب اليورانيوم وهي العملية التي تؤدي الى انتاج وقود للمفاعلات النووية يمكن في الوقت نفسه استخدامه لصنع قنبلة ذرية.وطالبت دول عدم الانحياز بالتصويت على صيغة معدلة تستبعد مسالة تخصيب اليورانيوم من المهلة لكنه لم يحظ بتأييد مجلس حكام الوكالة الذي يضم 35 دولة.وقالت ميليسا فليمنغ المتحدثة باسم الوكالة الدولية التابعة للامم المتحدة للصحافيين بعد اجتماع مجلس الحكام تم تبني القرار بالتوافق وبدون تصويت.وكانت واشنطن ترغب في تحديد 31 تشرين الاول اكتوبر مهلة لايران لوقف تخصيب اليورانيوم بصورة كاملة وابلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن نشاطاتها الاخرى، وانذارها ان لم تمتثل باحالة الملف الايراني الى مجلس الامن الدولي تحت طائلة فرض عقوبات عليها.لكن تم التوصل الى تسوية بين واشنطن والترويكا الاوروبية، بريطانياوفرنسا والمانيا، لتحديد 25 تشرين الثاني نوفمبر موعدا للمراجعة الشاملة للبرنامج النووي الايراني ودعوة طهران الى وقف نشاطاتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم بصورة فورية على ان تتم مراجعة هذا الجانب الاخير كذلك في تشرين الثاني نوفمبر. وقالت السفيرة الاميركية لدى الوكالة الدولية جاكي سندرز ان قرار الوكالة يرسل اشارة واضحة تماما بان مواصلة برنامج التسلح النووي سيقود تلقائيا الى التوجه الى مجلس الامن الدولي بهدف فرض عقوبات دولية. واكد رئيس الوفد الايراني في فيينا حسين موسويان ان بلاده ستواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الضمانات المحددة في اطار معاهدة منع الانتشار النووي لكنه قال ان بلاده ستقرر خلال الايام المقبلة بشأن استئناف تخصيب اليورانيوم. وقال حسين موسويان سنواصل التعاون بصدق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لكنه اضاف ان ايران ستقرر خلال اليومين او الثلاثة المقبلين ما اذا كانت ستواصل تخصيب اليورانيوم رغم مطالبة الوكالة الدولية لها بوقف تام لذلك. واوقفت ايران تخصيب اليورانيوم في تشرين الاول اكتوبر 2003 كبادرة لبناء الثقة مع الاسرة الدولية لكنها واصلت النشاطات المرتبطة بعملية التخصيب مثل تجميع اجهزة الطرد المركزي الضرورية لهذا الغرض. وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ان على ايران ان توقف كافة نشاطاتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم لاستعادة ثقة الاسرة الدولية بعد ان اخفت نشاطاتها النووية قرابة عقدين تقريبا، كما ورد في تقارير موثقة بعد عمليات تفتيش بدأتها الوكالة الدولية في شباط فبراير 2003. وقال البرادعي للصحافيين ان مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجه رسالة قوية الى ايران (التي ) يتعين عليها في هذه المرحلة الحساسة ان تستجيب لطلب تعليق تخصيب اليورانيوم. وفي هذه الاثناء، اعتبرت الولاياتالمتحدة انها تحتفظ بحقها في اتخاذ اجراءات دبلوماسية قوية قبل تشرين الثاني نوفمبر اذا لم تستجب ايران لمطالب وقف تخصيب اليورانيوم. وقال نائب وزير الخارجية الاميركية جون بولتون الموجود في واشنطن في اتصال هاتفي اجري معه من فيينا لدينا خيار القيام بشىء قبل تشرين الثاني نوفمبر. لن نبقى مكتوفي الايدي حتى ذلك الوقت. وأضاف ل "فرانس برس" ان الاميركيين يمكنهم ان يطلبوا حتى ذلك الوقت عقد اجتماع استثنائي للوكالة الدولية للطاقة الذرية اذا لم يتم وقف تخصيب اليورانيوم. وقال دبلوماسيون ان الولاياتالمتحدة يمكن ان تدعو بمفردها مجلس الامن الدولي للنظر في نشاطات ايران النووية.