في ظل استنفار كبير للأجهزة العاملة في موسم حج هذا العام، أنهى أكثرية الحجاج أمس، ثاني أيام التشريق، مناسكهم بعدما رموا جمرات العقبة الثلاث وأدوا طواف الوداع، وبقيت أقلية منهم في منى قرروا عدم التعجل اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وبهذا خلا سجل حج العام الهجري 1428، من أي حوادث طارئة، أو انتشار أمراض وبائية، ما يُعد نجاحاً للخطط التي رسمتها الأجهزة الحكومية العاملة في المشاعر لخدمة ضيوف الرحمن. وشهد جسر الجمرات ضغطاً شديداً لنحو ساعة ونصف الساعة بعد ظهر أمس، قبل أن تعود الحركة فيه إلى انسيابيتها، ولم تسجل هناك أي حوادث تذكر. ونظم 20 ألف رجل أمن، انتشروا على الطرق المؤدية إلى مكةالمكرمة، تدعمهم مروحيات تابعة لوزارة الدفاع والطيران والدفاع المدني، تحرك الحجيج من منى إلى الحرم المكي، لأداء طواف الإفاضة. وأدى تزامن يوم الجمعة مع ثاني أيام التشريق أمس، إلى زحام شديد في الحرم المكي، واضطر أكثر الحجاج إلى الطواف حول الكعبة عبر الطابق الثاني والطابق المكشوف. وقال المدير العام للطوارئ في الحج العقيد خالد درار ل"الحياة"أمس:"لم تسجل أي حالة طارئة في جسر الجمرات أمس، تستدعي رفع مستوى التأهب". وأشار درار إلى أن الحجاج خرجوا من مخيماتهم بعد ظهر أمس لرمي الجمرات،"ما أحدث زحاماً شديداً خلال الرمي استمر نحو الساعة ونصف الساعة". وأضاف:"سرعان ما عادت حركة الحجيج إلى انسيابيتها المعتادة، بعدما انخفضت نسبة الزحام بنسبة 50 في المئة عند الساعة الثانية ظهراً". وأكد أن نفرة الحجاج من منى إلى الحرم المكي لأداء طواف الوداع ومغادرتهم مكةالمكرمة، تمت وفقاً للخطط التي رسمتها الأجهزة الحكومية المشاركة في تنظيم حج هذا العام. وقال الناطق باسم وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني ل"الحياة"أمس، إنه تم تسجيل 546 حالة وفاة هذا العام، معتبراً أن هذا الرقم أقل من المعدل المتوسط الذي سجل في الأعوام الماضية، من دون أن يعطي رقماً محدداً. وأضاف:"الوفيات كانت طبيعية وبين كبار السن". وأكد مرغلاني عدم وقوع أي حوادث"تذكر"وسط الحجاج خلال رميهم الجمرات أمس، أو أدائهم طوائف الوداع. ويتوقع أن تشهد المدينةالمنورة زحاماً كبيراً خلال الأيام المقبلة، إذ تتوجه نسبة كبيرة من الحجاج، خصوصاً القادمين من خارج السعودية، إلى الحرم النبوي للصلاة فيه وزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم.