كشفت المنظمة العالمية للنقل الجوي "اياتا" عن خطة لإنتاج "الطائرة الخضراء"، باعتماد نوع جديد من الوقود صديق للبيئة هو قيد الاختبار، ضمن حزمة إجراءات لخفض انبعاثات الكربون الملوث للبيئة، إلى درجة الصفر. وتوقعت أن يرتفع عدد المسافرين في منطقة الشرق الأوسط إلى نحو 136 مليون شخص في 2011، بينهم نحو 106 ملايين مسافر دولي و25 مليوناً داخل المنطقة، مقارنة بنحو 95 مليون في 2006، بينهم 76 مليوناً للرحلات الدولية و18 مليوناً للرحلات داخل المنطقة. وشدد المسؤولون الكبار في المنظمة، خلال اجتماعات في جنيف، على أن التزام منطقة الخليج القوي بتوسيع أساطيل ناقلاتها الجوية واستخدام التكنولوجيا في عملياتها ومطاراتها"سيدعم نمو القطاع فيها والابتعاد به عن الأخطار التي تهدد صناعة الطيران في مناطق عدة من العالم". وأكد المدير العام الرئيس التنفيذي للمنظمة جيوفاني بيسيغناني في حديث إلى"الحياة"على أن خطط دول الخليج لتنويع مصادر دخلها وعدم الاعتماد على النفط كمصدر أساس للدخل"يساهم على نطاق واسع في دعم صناعة النقل الجوي، ويفتح أمامها آفاقاً غير محدودة". واعتبر أن الصفقات التي وقعتها الناقلات الجوية الخليجية خلال معرض دبي الدولي للطيران"دبي آر شو"في دورته الأخيرة، ومن قبله في معرض"لو بورجيه"الباريسي"تؤكد أن القطاع يعيش عصره الذهبي في المنطقة". وكانت الناقلات الخليجية أبرمت صفقات خلال المعرض تجاوزت قيمتها 110 بلايين دولار، تعاقدت خلالها على شراء نحو 640 طائرة جديدة. وتُعد هذه الصفقات قياسية ليس فقط على صعيد المنطقة بل وفي تاريخ الطيران عالمياً. وأشار بيسيغناني إلى ان نمو صناعة السياحة في المنطقة وتحول دول الخليج إلى وجهة سياحية عالمية، سيكون له"تأثير كبير في دعم صناعة النقل الجوي الإقليمية والعالمية أيضاً". وتشير تقديرات مراكز البحوث العالمية إلى ان منطقة الشرق الأوسط تستثمر ما يزيد على 3.2 تريليون دولار في قطاعات السفر والسياحة والنقل الجوي في السنوات العشر المقبلة. يتركز القسم الكبير منها في دول الخليج. وكان الاتحاد الدولي للسفر والسياحة كشف عن نمو قطاع السياحة في المنطقة بمعدل 10 في المئة سنوياً في مقابل نمو عالمي لا يتجاوز 4 في المئة. وتوقعت"إياتا"أن يرتفع عدد المسافرين عبر النقل الجوي 620 مليوناً في 2011، ليضافوا الى 2.2 بليون مسافر خلال 2006، يتوزعون: 196 مليوناً في أوروبا و144 مليوناً في أميركا الشمالية و54 مليوناً وسط أميركا وجنوبها و316 مليوناً في آسيا. ودعت إلى شراكة عالمية لسلامة الرحلات الجوية، التي تمثل"تحدياً متنامياً". وبعد تطور جيد العام الماضي، عادت الحوادث الجوية في روسيا والبرازيل واندونيسا لتؤجل الوصول الى نقطة الصفر من الحوادث. وأشادت بالتقدم المحقق في أوروبا وأميركا الشمالية، وأحرزت آسيا رقماً قياسياً في خفض عدد الحوادث ليظل الأدنى عالمياً بمعدل 0.59 في المئة، مقارنة بالمعدل العالمي الذي ارتفع من 0.65 في المئة في 2006 إلى 0.83 في المئة في 2007. وأطلقت مبادرة"أياتا"لتدريب كوادر شركات الطيران وتأهيلها، لخفض الحوادث وزيادة السلامة الجوية، وتشمل إجراءاتها في هذا الصدد مدارج المطارات وعمليات الهبوط والإقلاع. وحول جهود خفض التلوث وانبعاثات الكربون، كشفت"أياتا"عن خطة لوصول إلى مستوى صفر من الانبعاثات في 2017 باستخدام التكنولوجيا ووقود أكثر نظافة بنسبة 10 في المئة. وقال مدير شؤون البيئة في المنظمة فيليب روتشات ان صناعة النقل الجوي"تحسّنت 70 في المئة خلال 40 سنة من جهودها لخفض الانبعاثات". وكشف أن رغم التوقعات بإضافة 7 آلاف طائرة جديدة الى أساطيل الناقلات العالمية في السنوات العشر المقبلة، إلا أن المنظمة تلتزم الوصول الى مستوى الصفر من الانبعاثات لتكون الطائرة أقل تلويثاً للبيئة من سيارة صغيرة. وتتضمن الخطة التي تعمل عليها شركات التصنيع العالمية، تعديلات في محركات الطائرات وأجنحتها وأجزائها المختلفة للوصول إلى ما سماه"الطائرة الخضراء". كما تعمل على وقود صديق للبيئة وهو"بات متوافراً، وأن التجارب على استخدامه قريبة من النجاح". ورغم ارتفاع أسعار النفط نجحت التكنولوجيا في خفض تكلفة الوقود هذه السنة بمبلغ 862 مليون دولار يوازي 12 في المئة من خلال 357 محطة دولية عما كان متوقعاً، خفضت خلالها انبعاثات الكربون أربعة ملايين طن حتى نهاية تشرين الثاني الماضي. ودعت"أياتا"الاتحاد الأوروبي إلى الإسراع في تطبيق مبادرة"السماء الواحدة"، بهدف أن تؤدي الى خفض الانبعاث بنحو 12 مليون طن إضافي من الكربون. ورأى روتشات أن من شأن كل تأخير في تطبيق هذه السياسة"إلحاق خسائر بشركات طيران أوروبية تقدر ب 112 بليون يورو، لجهة إنفاق الركاب و25 بليون يورو لجهة العائدات، إذ يتوقع أن تفقد نحو 112 مليون راكب.