كشف المدير العام والرئيس التنفيذي للمنظمة العالمية للنقل الجوي إياتا جيوفاني بيسيغناني عن مفاوضات مكثفة بين الولاياتالمتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي لتسريع عملية تحرير الأجواء وإقرار الحوكمة التشريعية لتحرير صناعة الطيران وإخراجها مما وصفه"المأزق الحالي". وقال في تصريحات صحافية على هامش اجتماعات المنظمة العالمية للطيران المدني"إيكاو"إن شركات الطيران خسرت منذ عام 2001 ما يزيد على 40 بليون دولار، وأن استجابة الحكومات"لا تزال بطيئة بطريقة تبعث على الإحباط". وتستحوذ الأسواق الأوروبية والأميركية الشمالية على أكثر من نصف الحركة الجوية العالمية. وقال بيسيغناني إن نجاح صناعة النقل الجوي في المستقبل يفرض على شركات الطيران التمتع بالمستويات الأساسية من الحرية التجارية حتى تتمكن من تقديم خدماتها إلى الأسواق التي تعمل بها، وأن تندمج وتتكامل عندما تسمح الظروف التجارية في ذلك. وأعلن رفضه الآراء التي تتخذ من عاملي السلامة والأمن عذراً يحول دون تطبيق التحرر، مؤكداً أنه"لا يوجد دليل أمني وطني صالح لدعم قواعد الملكية الوطنية، فلماذا يجب معاملة شركات الطيران بطريقة مختلفة عن القطاعات الاستراتيجية مثل الاتصالات أو المصارف؟". السلامة كما أكد أن النقل الجوي يعد أفضل وسائل النقل من حيث السلامة، وأن معدل الحوادث في عام 2005 كان الأقل على الإطلاق بواقع 0.76 حادث لكل مليون رحلة أو 0.35 عند النظر إلى شركات الطيران الأعضاء في المنظمة العالمية للنقل الجوي"إياتا". كما يعد معيار تدقيق سلامة عمليات الطيران الصادر عن منظمة"إياتا"أول معيار عالمي لإدارة سلامة شركات الطيران، وسيكون أحد الشروط للانضمام إلى عضوية هذه المنظمة بدءاً من عام 2008. وأكد بيسيغناني أن تحرير الأجواء سيحقق الكثير من الفوائد الاقتصادية حيث أن النقل الجوي الذي يبلغ حجم أعماله السنوي 450 بليون دولار يشكل العنصر الأساسي في دعم 2.9 تريليون دولار من النشاط الاقتصادي. وكشفت دراسة أجرتها"إياتا"ومنظمة التجارة العالمية أن ما يزيد على 98 في المئة من الحركة الجوية يتم التحكم بها من خلال اتفاقات ثنائية، وإن ما مقداره 17 في المئة منها تعمل في بيئة متحررة، ويوجد ما يزيد على 3 آلاف اتفاق للخدمات الجوية، وتستحوذ 200 منها على 75 في المئة من الحركة الجوية. وقال إن القوانين التي تبلغ من العمر الآن 60 سنة والتي تحكم هذه الصناعة باتت في حاجة إلى إحالتها للتقاعد. وطبقاً لدراسة أخرى أعدتها شركة"بوينغ"الأميركية فإن تحرير قطاع الطيران المدني سيوجد أكثر من 124.1 مليون فرصة عمل في العالم. لبنان وقال المدير العام للطيران المدني في لبنان حمدي شوق في كلمته أمام مؤتمر"إيكاو"إن سياسة الأجواء المفتوحة التي طبقها لبنان منذ عام 2002 مكّنت من إعادة النشاط والحركة إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت خلال مدة لم تتجاوز أربعة أيام بعد انتهاء الحرب الأخيرة. وأشار الى أن هذه السياسة أسهمت في مضاعفة الحركة الجوية من لبنان واليه بمعدل ثلاثة أضعاف.