تفاعلت الأزمة في دار الأوبرا المصرية التي أولى قنابلها الموقوتة انفجرت خلال "مؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية" الذي عقد خلال الأيام العشرة الأولى من الشهر الجاري، بإعلان المايسترو سليم سحاب اعتزاله بدعوى عدم الاكتراث بفرقته الموسيقية في الدار وتهميشها، إلى جانب تهميش دوره من خلال إسناد عدد ضئيل من حفلات مهرجان الموسيقى العربية إليه. وطالب سحاب نقيب الموسيقيين منير الوسيمي بإقالة الأمين العام للمهرجان الدكتورة رتيبة الحفني بدعوى تأثيرها السلبي في المهرجان طوال السنوات الماضية، ليرتفع عدد الشكاوى ضد الأوبرا الى 70 قضية بعدما تحولت إلى مجموعة موظفين يتحكمون بالفنانين. وأشار الوسيمي إلى أن الحفني ساهمت في هروب الفنانين المبدعين والملتزمين. وضرب مثالاً استعانة الدار في المهرجان بفرقة من خارجها وهي فرقة خالد فؤاد الموسيقية، الأمر الذي"يؤكد أن هذه الفرقة جيدة وان الفرق الموجودة في دار الأوبرا تعاني معاناة شديدة في المستوى الفني والتقني، ما يُعد مؤشراً الى التراجع". وهاجم استعانة الدار في المهرجان الأخير بعدد من المطربين والمطربات، وتهكم عليها معتبراً أنها قد تلجأ قريباً إلى إقامة مهرجانات خاصة بالفيديو كليب. وطالب الوسيمي بإسناد المهرجان إلى شخص متخصص في الموسيقى، على اعتبار أن الحفني درست الغناء الاوبرالي فقط. أما الحفني فقالت أن لا علاقة لها بشكوى سليم سحاب، إذ أن المطربين والمطربات الذين يشاركون في المهرجان سواء كانوا مصريين أم عرباً، يختارون الفرقة الموسيقية التي يغنّون بمرافقتها وهي تتقيد بطلباتهم، ولا تستطيع الضغط على فنان ليعمل مع قائد أو فرقة معينة. وردّت على الوسيمي، مؤكدة أنها درست العود ثلاث سنوات مع الموسيقار الراحل محمد القصبجي والقانون مع أستاذ القانون مصطفى كامل، وعملت 31 سنة عميدة لمعهد الموسيقى العربية إلى جانب قراءاتها المتنوعة وتقديمها برنامجاً تلفزيونياً عن الموسيقى العربية لسنوات طويلة، إضافة إلى الكتب المتخصصة في الموسيقى التي ألّفتها. وكشفت أنها ليست مسؤولة عن الناحية الفنية في دار الأوبرا ولكنها مسؤولة عن مركز تنمية المواهب ومهرجان الموسيقى. ودافعت عن استعانة مهرجان الموسيقى العربية هذه السنة بعدد من الأصوات التي تعرضت لهجوم ومنها اللبنانيان كارول سماحة ومروان خوري وشيرين عبدالوهاب. وأفادت أن المهرجان قدم محمد ثروت ومدحت صالح وآمال ماهر من مصر والمغربي فؤاد زبادي واوبريت في حفل الافتتاح عن موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، و"صغيرة على الحب"لمحمد الموجي. ولم تخف الحفني وجود سلبيات"لكنني لن أقف على الملأ لأعلنها، احترم كل الآراء ولا أهاجم أي شخص عبر وسائل الإعلام، وليس لدي مانع من أن تتم إقالتي لأنني تعبت واحتاج إلى إجازة لالتقاط الأنفاس". أما سحاب الذي يعالج حالياً في احد المستشفيات، فأكد أن تجاهله كان يمكن أن يحدث مرة واحدة، و"لكن أن يتكرر الأمر عشر سنوات فهو إهانة لي وظلم شديد لم أكن أتخيل أن أتعرض لهما في مصر التي أعشقها خصوصاً وأنا قائد سيمفوني وحائز ماجستير في الموسيقى من روسيا ودرست قيادة السيمفونية مدة 12 سنة". واستغرب"اتفاق دار الأوبرا خلال الدورة الأخيرة للمهرجان مع فرقة موسيقية من خارج الدار، لتستعين بالنوتة التي وضعتها بنفسي من قبل"، مذكراً أنه عاد قبل المهرجان بعشرة أيام من استوكهولم حيث كان أول قائد اوركسترا من العالم الثالث يقود اوركسترا هناك. وأفاد سحاب انه تعرض لنزيف في عينيه أثناء إحدى الحفلات في المهرجان، مؤكداً:"وجدت أن نظري تأثر وكدت أفقد بصري بسبب الحسرة والأسلوب المهين الذي حاولوا إظهاري به. وبمجرد أن أنهيت الحفلة نقلت إلى المستشفى وأعلنت يومها اعتزالي نهائياً بسبب ما تعرضت له من إهانات من إدارة مهرجان الموسيقى، وما تعرضت له من أزمات وحروب داخلية وتصفية حسابات".