غالباً ما تلجأ دار الأوبرا المصرية إلى الفنان السوري صفوان بهلوان لإحياء حفلات تتعلق بالموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب. وهذا ما حصل في الحفلة الأخيرة التي أقامتها على المسرح الكبير في إطار الاحتفال بذكرى مولد موسيقار الأجيال، ذلك أن بهلوان ارتبط بفن عبدالوهاب منذ سنوات طويلة إلى أن صار أحد حاملي إرث الموسيقار. وساهم صوته العذب القريب من صوت قدوته الفنية، واختياراته الموفقة مع الأوركسترا بقيادة المايسترو صلاح غباشي، في الخروج بحفلة تليق باسم الموسيقار الراحل. تعرف الجمهور المصري إلى بهلوان مطلع تسعينات القرن العشرين حين قدمه المسؤول عن النشاط الثقافي في الأوبرا آنذاك محمد سالم في السهرة السورية التي تقام ضمن السهرات العربية في شهر رمضان، ومنذ ذلك الوقت بات أحد النجوم الدائمين في مهرجان الموسيقى العربية. وبدأ المطرب السوري حفلته بقصيدة عن مصر، وأشار إلى اختياره أغاني الحفلة من كلمات الشاعر حسين السيد الذي تحتفل الأوساط الثقافية بذكرى مولده ورحيله. وبدأ الغناء ب «كان أجمل يوم» فكانت بداية موفقة، وقبل أن توشك الأغنية على الانتهاء فاجأ الحضور بموال «يا قلبي أيه اللي جرى»، ثم انفرد بالعزف على العود مع الموال بالبداية التقليدية «يا ليل يا عين» قبل أن يغني «اجري اجري» ويأخذ جمهوره في رحلة من التنويعات اللحنية. تضمن البرنامج أيضاً «الحب جميل» و «الجندول» و»إنت عمري» لأم كلثوم من ألحان عبدالوهاب و «كل ده كان ليه» التي تتضمن تنويعات لحنية تبرز إمكانات الصوت. وكانت الحفلة قد بدأت بعزف الأوركسترا الموسيقية باقة من ألحان عبدالوهاب لمجموعة من المطربين، منها لحنه لأغنية «بنده عليك» لوردة، و «خاف الله» لفايزة أحمد مع غناء للمطربة رحاب مطاوع التي غنت أيضاً «ساكن قصادي» التي لحنها عبدالوهاب لنجاة الصغيرة. واختتم الفصل الأول المطرب محسن فاروق بقصيدة «الصبا والجمال» وأغنية «من قد أيه كنا هنا».