تجاوزتپأسعار النفط للعقود الآجلة مستوى قياسياً فوق 96 دولاراً للبرميل في تعاملات أسواق آسيا، مدفوعة بهبوط حاد غير متوقع في مخزون الخام الأميركي للأسبوع الثاني على التوالي، ما أثار مخاوف من نقص المعروض مع اقتراب فصل الشتاء. وعزز هذه الأسعار قرار مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي المصرف المركزي خفض نسبة الفائدة الأربعاء، ربع نقطة 0.25 لتستقر عند 4.5 في المئة، وإخطاره، من استمرار مخاوف من ضعف سوق الرهن العقاري، مقرونة بمخاوف تتعلق بالتضخم، وهو مؤشر قد يدفعه مكرهاً إلى خفض نسبة الفائدة مجدداً في اجتماعه المقبل في كانون الأول ديسمبر المقبل. وقد يكون معدل النمو المحقق في الفصل الثالث عند 3.9 في المئة في أميركا وراء الاعتقاد بتحسن الطلب على مشتقات النفط في شتاء الولاياتالمتحدة. وعادة ما يتبع خفض معدل الفائدة، انخفاض في قيمة الدولار. وبما أن النفط يتم تسعيره بالدولار مثل غيره من السلع الأخرى، فإن الدول المنتجة، مثل"أوبك"، تحتاج إلى سعر أعلى للبرميل، إذا انخفض سعر الدولار، للإبقاء على مستوى العوائد المتحققة ذاته. وقفزت عقود الخام الأميركي الخفيف لتسليم كانون الأول ديسمبر المقبل إلى فوق 96.24 دولار للبرميل في تعاملات بورصة نيويورك، لتعود هذه العقود لاحقا وتسجل 96.05 دولار للبرميل. وكانتپعقود الخام الأميركي كسبت الأربعاء 4.15 دولار لتسجل 94.53 دولار، في تعاملات بورصة نيويورك. وفي لندن، ارتفع مزيج"برنت"أكثر من دولار للبرميل ليسجل مستوى قياسياً 91.64 دولار ثم واصل صعوده ليصل إلى 91.71 دولار بارتفاع 1.08 دولار عن سعر الإغلاق السابق. ردود فعل وتوقع رئيس إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس، ألا تكفي إمدادات النفط، في مستواها الحالي، حاجة الأسواق في أوائل العام المقبل إذا لم تزد منظمة"أوبك"إنتاجها. وان استمرار الواقع الراهن سيؤدي حتماً إلى انخفاض حاد في مخزون الاحتياط الأميركي، المنخفض أصلاً. وقال رئيس الإدارة جاي كاروسو، للصحافيين"إذا لم تزد أوبك إنتاجها فسيكون العرض أقل من حاجتنا في الربع الأول من 2008، وسنشهد سحباً أكبر بكثير من المعتاد من المخزون". واعتبر مفوض الطاقة الأوروبي اندريس بيبالغس، على هامش مؤتمر الطاقة، في شرم الشيخ مصر، الذي تشارك فيه حكومات من أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، أن"أوبك"هي مجموعة الدول الوحيدة التي تملك مفاتيح هذه القضية ويمكنها أن تتحرك حقاً لتؤكد للسوق أن ما من داع للقلق في شأن الإمدادات". ورأى أن عليها رفع إنتاجها من النفط لتظهر أنها تملك الطاقة الاحتياطية اللازمة لمواجهة أي نقص في الإمدادات."فالقرار الصائب"هو زيادة إنتاج أوبك". ...ومواقف "أوبك" وفي طوكيو، كرّر وزير الطاقة القطري عبدالله العطية موقفه، منزهاً"أوبك"عن أي لوم في ارتفاع سعر النفط، وقال للصحافيين بعد اجتماع مع رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا"نحن لا نحدد أبداً أسعار النفط، السوق هي التي تحركها وهي خارجة عن سيطرتنا". وبدأت"أوبك"زيادة الإنتاج اعتباراً من أمس الخميس، لكن مؤسسة"بترولوجستكس"الاستشارية التي ترصد حركة ناقلات النفط أعلنت الشهر الماضي إن المنظمة بدأت بالفعل زيادة الإمدادات في تشرين الأول أكتوبر في مواجهة الأسعار القياسية وقبل الموعد المقرر لبدء زيادة الإنتاج في الأول من الشهر الجاري. ورداً على سؤال عن صحة ما يشاع عن نقص في المعروض أجاب:"نحن نعتقد بأن السوق مملوءة بالإمدادات وليس هناك نقص في النفط الخام". وعزا ارتفاع الأسعار حالياً إلى التوترات السياسية وعمليات المضاربة. وحدّد العطية سبب نقص المخزون في بعض الدول، بامتناعها عن الشراء بأسعار مرتفعة،"وتفضل السحب من مخزونها وانتظار فرصة أفضل للأسعار". ولم يتوقع وزير النفط الإيراني غلام حسين نوذري أن تبحث"أوبك"زيادة الإنتاج في محادثات غير رسمية تجرى في الرياض منتصف تشرين الثاني نوفمبر نظراً الى أن هناك إمدادات نفط كافية في السوق.