هبطت اسعار النفط أمس وأعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك ان سعر سلة خاماتها تراجع عن الحد الاقصى للسعر المستهدف للمنظمة، على رغم تفجير مقر الاممالمتحدة في العراق أول من أمس وتزايد مصاعب صناعة النفط العراقية، نتيجة استمرار عمليات البيع لجني الارباح التي حققها النفط في الفترة الاخيرة وتوقعات بارتفاع مخزون الخام في الولاياتالمتحدة. وهبط خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم تشرين الاول اكتوبر في بورصة النفط الدولية في لندن بعد ظهر أمس الى 28.35 دولار للبرميل، بخسارة مقدارها ثمانية سنتات عن سعر الاقفال السابق، وتحسن السعر في الساعة التالية من التعامل. وهبط الخام الاميركي الخفيف تسليم أيلول سبتمبر الى 30.55 دولار للبرميل، بخسارة مقدارها 15 سنتاً على سعر الاقفال السابق. وقالت وكالة انباء "أوبك" نقلاً عن أمانة المنظمة ان سعر سلة خامات المنظمة السبعة تراجع عن الحد الاقصى للسعر المستهدف للمنظمة بين 22 و28 دولاراً للبرميل بعد ان ظل فوق السعر المستهدف لمدة 12 يوماً. وأضافت الوكالة ان سعر السلة هبط يوم الثلثاء الى 27.94 دولار للبرميل من 28.32 دولار يوم الاثنين. ويعني الانخفاض تراجع احتمالات رفع "أوبك" حصص الانتاج، اذ تقضي آلية اسعار "أوبك" بأن تعدل المنظمة سقف الانتاج بخفضه او رفعه 500 الف برميل يومياً اذا خرج سعر السلة عن النطاق السعري المستهدف لمدة 20 يوم عمل. وعلى رغم موجة الصعود الاخيرة لاسعار النفط فان مسؤولي "أوبك" يستبعدون فكرة زيادة الانتاج ويجادلون بان الاسواق بها وفرة من الامدادات وان الاسعار تتأثر بعوامل خارجية مثل الوضع في العراق. وكانت اسعار العقود الاجلة للنفط الخام هبطت يوم الاول من أمس، اذ اقبل الوسطاء على البيع لتسوية مراكزهم قبل بيانات المخزونات الاسبوعية التي يتوقع ان تظهر زيادة مخزونات الولاياتالمتحدة من النفط الخام. وجاء تراجع النفط على رغم انفجار مروع في مقر الاممالمتحدة في بغداد واعمال التخريب في العراق، الذي يكافح بالفعل لاستئناف صادرات النفط، ومعارك طائفية في مناطق نفطية في نيجيريا. وامرت الشرطة النيجيرية أمس بتوجه المئات من قوات الشرطة المسلحة الى مدينة واري النفطية التي شهدت اشتباكات، كما يستعد الجيش لارسال تعزيزات للمدينة بعد خمسة ايام من اعمال العنف العرقية التي سقط خلالها ثمانية قتلى وجرح عشرات. وكانت الاسواق تنتظر أمس بيانات ادارة معلومات الطاقة، التابعة لوزارة الطاقة الاميركية، في شأن المخزونات في الولاياتالمتحدة التي يتوقع ان تظهر ارتفاع مخزون الخام مع تراجع امدادات المنتجات المكررة اثر انقطاع الكهرباء في الولاياتالمتحدة، ما أدى الى توقف اعمال عدد من مصافي النفط. وقال محللون ان البيع نتج عن عمليات تسوية المراكز المعتادة قبل البيانات الاسبوعية للمخزونات الاميركية وعمليات بيع لجني الارباح. وأضافوا ان الاسواق ستركز عقب ذلك على المخاوف في شأن صادرات النفط العراقية والاضطرابات في نيجيريا والعوامل الفنية الاخرى. وقال متعاملون ان احد اسباب هبوط النفط تردد انباء ان مؤسسة "بترولوجستكس" الاستشارية في قطاع صناعة النفط قالت انها تقدر أن الدول الاعضاء في "أوبك" زادوا انتاجهم بمقدار 300 الف برميل يومياً في آب أغسطس الجاري.