أجبرت السلطات الليبية أمس طائرة فرنسية كانت تقل 172 راكباً على العودة إلى باريس، بحجة أن ركابها لا يحملون ترجمة عربية لجوازات سفرهم. وسمحت لأكثر من مئة فرنسي آخرين بمغادرة إحدى مطاراتها بعد احتجازهم ليلة كاملة للسبب ذاته. ووجد المسافرون الفرنسيون المفاجأة غير السارة في انتظارهم لدى وصولهم إلى مطار سبها في جنوب ليبيا، ما اضطر طاقم الطائرة التابعة لشركة"اير ميديترانين"إلى العودة بهم إلى باريس فجرا. وقالت الشركة إن الجهود التي بذلها طاقمها"اصطدمت بإصرار الجانب الليبي على رفض نزول ركاب الطائرة، كونهم لا يستوفون شروط القرار الذي دخل حيز التنفيذ"أول من أمس، مؤكدة عدم تبلغها اياه. غير أن المشكلة الأكبر تمثلت باحتجاز أكثر من 117 راكباً في مطار سبها كانوا في طريقهم إلى باريس، اضطروا إلى قضاء ليلة كاملة في المطار، في انتظار السماح لهم بالسفر. اللافت أن هذه الحادثة تأتي في وقت تشهد العلاقات الفرنسية - الليبية أزهى مراحلها، وهو ما عكسته زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لطرابلس وإعلان ان العقيد معمر القذافي سيزور باريس في 10 كانون الأول ديسمبر المقبل. وتعاملت الخارجية الفرنسية بحذر فائق مع الموضوع. لكنها طلبت"إيضاحات"من السلطات الليبية في شأن القرار الجديد. ودافع ساركوزي بعد اجتماع مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في برلين أمس، عن دعوته القذافي الى زيارة فرنسا. وقال إنه لا يجد سبباً لتغيير خطط الزيارة، رغم الأزمة. وحين سُئل عما إذا كان سيستقبل القذافي، أجاب:"نعم. وهل المطلوب غير ذلك بعدما تخلى عن السلاح النووي وانضم إلى الحرب على الإرهاب وأطلق سراح الممرضات البلغاريات؟". ونقلت وكالة"فرانس برس"عن ديبلوماسي غربي التقى مسؤولين في الخارجية الليبية أن طرابلس أكدت إبلاغها شركات الطيران القرار الجديد قبل يومين. وكشف أن"45 راكباً بريطانياً و35 نمساوياً و20 اندونيسياً لم يسمح لهم بدخول ليبيا"على رغم حيازتهم تأشيرات قانونية بسبب القرار. وترجح أوساط ليبية أن يكون الإجراء الجديد رد فعل على شكوى بعض المسافرين الذين أعيدوا من دول أوروبية، خصوصاً فرنساوبريطانيا، على رغم حصولهم على تأشيرات. وفي جنيف، أعلنت شركة الطيران السويسرية أن ليبيا أعادت الأحد من طرابلس 37 مسافراً كانوا في رحلة تابعة لها، بسبب عدم حيازتهم ترجمة عربية لجوازات سفرهم. وأكد ناطق باسم الشركة أنها لم تُبلغ الإجراءات الجديدة.