سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحركتان تتبادلان الاتهامات بعد مقتل 6 مواطنين ... ودحلان يقول إن الحركة الإسلامية "فقدت صوابها وانقلبت على الشعب" غزة "ساحة حرب" بين "فتح" و "حماس" في ختام مهرجان إحياء ذكرى عرفات
قتلت الشرطة الفلسطينية التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية المُقالة برئاسة اسماعيل هنية ستة مواطنين جراء اطلاق النار عليهم في ختام مهرجان خطابي نظمته حركة"فتح"في مدينة غزة امس احياءً لذكرى استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات، فيما حملت وزارة الداخلية حركة"فتح"وتلفزيون فلسطين المسؤولية عن تأجيج الاحداث. واصيب نحو 80 مواطناً بجروح عندما اطلقت قوات الشرطة ومسلحون يرتدون لباساً مدنياً يُعتقد انهم من"كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة"حماس"، النار على الاف الشبان والفتية والاطفال الذين رشقوهم بالحجارة في منطقة الكتيبة القريبة من مجمع"انصار"الامني ومقر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وجامعتي الازهر والاسلامية غرب مدينة غزة. وتحولت المنطقة الى ساحة مواجهات حقيقية حيث تراجع الشبان والفتية الى الشوارع الجانبية والعرضية واخذوا يرشقون رجال الشرطة بالحجارة، فيما سُمع ازيز الرصاص واصوات انفجارات قنابل صوتية. وهُرعت سيارات الاسعاف الى المنطقة فيما تدافع عشرات الاف المواطنين، ما ادى الى اصابة كثيرين برضوض ودهس من السيارات، بينما اعتدى رجال الشرطة على كثير من الشبان بالضرب والشتم مقابل شتائم اطلقها الشبان من بينها هتاف"شيعة شيعة"الذي طالما استفز عناصر"حماس"وقوى الامن التابعة. واستمرت المواجهات نحو ثلاث ساعات وتمددت وانتشرت في مناطق مجاورة وصلت الى حي تل الهواء وقرب منزل الرئيس محمود عباس جنوباً وغرباً، وقرب المجلس التشريعي وبدايات حي النصر شمالاً. وعرضت فضائية"فلسطين"التابعة للسلطة الفلسطينية و"الجزيرة مباشر"على الهواء مباشرة جانباً من الاشتباكات والمواجهات واطلاق النار بكثافة، قبل ان تتوقفا عن البث لاسباب ميدانية على ما يبدو. وتبادلت حركتا"فتح"و"حماس"كالعادة الاتهامات في شأن المسؤولية عن اندلاع الاحداث، وفيما اتهم انصار"فتح"حركة"حماس"وقواتها الامنية والشرطية باطلاق النار على المحتفلين باحياء ذكرى استشهاد الرئيس عرفات الثالثة، قال الناطق باسم وزارة الداخلية المُقالة ايهاب الغصين ان مسلحين من"فتح"اطلقوا النار على رجال الشرطة. وقال"فتحاويون"ل"الحياة"ان مسلحين من"حماس"اطلقوا النار من فوق اسطح مبانٍ تابعة للجامعة الاسلامية التي استنكرت لاحقاً الزج باسمها في هذه الاحداث، نافية ان يكون قد تم اطلاق النار من داخل الحرم الجامعي. واتهم الغصين في مؤتمر صحافي في اعقاب الاحداث"تلفزيون فلسطين باثارة الفوضى والانفلات وتأجيج الافراد ليقوموا بعمليات فوضى من خلال بثه الاكاذيب التي كان آخرها ترويجه وجود تسعة قتلى في الاحداث، الامر الذي لا صحة له". واعتبر ان"حال الحرية التي شهدها قطاع غزة فهمت خطأ من هؤلاء العابثين، فهناك فرق بين الحرية السياسية وحرية السماح بالفوضى والانفلات الامني"، مشدداً الى ان لا احد فوق القانون وان الشرطة ستلاحق كل من يخالف القانون وتقدمه للعدالة، خصوصا من اطلق النار على الشرطة. وقالت وزارة الداخلية في بيان لها ان"عدداً من المسلحين فوق مبنى جامعة الازهر ويتبع لحركة فتح، اطلق النار على الشرطة من سلاح كاتم للصوت وعلى المشاركين، ما ادى الى استثارة الجماهير واصابة عدد كبير من افراد الشرطة من بينهم اصابتان خطيرتان". ومع حلول ساعات المساء عاد الهدوء الى شوارع الجزء الغربي من مدنية غزة بعدما توجه عشرات الالاف الى منازلهم، خصوصاً من تقطعت بهم السبل في المدينة بعدما لم يجدوا الباصات او السيارات التي نقلتهم من اماكن سكناهم جنوب القطاع او شماله من الذين حضروا للمشاركة في الاحتفال. وكانت حركة"فتح"حشدت جيداً للمهرجان من مناطق القطاع المختلفة، وتوافد المواطنون في مسيرات صغيرة من انحاء متفرقة من مدينة غزة وفي باصات وسيارات من مناطق القطاع المختلفة، الى ساحة الكتيبة التي شهدت قبل اكثر من شهرين مواجهات مماثلة مع المصلين الذين دعتهم الحركة الى اداء الصلاة في الساحات العامة. وجابت عشرات المسيرات الصغيرة شوارع المدينة ورفع خلالها المشاركون صور الرئيس الراحل عرفات ورايات"فتح"الصفراء واعلام فلسطين. ولم تجر أي احتكاكات مع قوات الشرطة التي انتشرت في المدينة بكثافة منذ ساعات الصباح الاولى حين بدأت المسيرات في الخروج والتوجه الى الكتيبة. وسمح رجال الشرطة للمسيرات بالمرور من دون اعتراض، في وقت كثفوا الحراسة حول المقار الرسمية وفي محيط منطقة الاحتفال. وشارك عشرات الالاف من المواطنين العاديين غير المسيسين وعناصر من الفصائل الاخرى، حركة"فتح"احتفالاتها باحياء ذكرى عرفات. وقال عدد من المشاركين في الاحتفال انهم"جاءوا للاحتفال ليس حباً بحركة فتح وانما نكاية بحركة حماس"، في حين قال آخرون انهم بمشاركتهم في المهرجان يحتجون على ممارسات حماس خلال الاشهر الخمسة الماضية التي اعقبت سيطرتها على القطاع في 14 حزيران يونيو الماضي. ورأى مراقبون ان قسماً من هذا الحشد الكبير الذي شارك في الاحتفال هو من ابناء"فتح"، فيما هناك قسم آخر من ابناء الفصائل، اما القسم الاكبر فهو من المواطنين العاديين الذين انتخبوا"حماس"واصبحوا ساخطين عليها جراء سياساتها وممارساتها. لكن الاحتفال كان بمثابة استعراض للقوة بالنسبة الى"حماس"ورسالة لها بأن"فتح"استعادت عافيتها، الامر الذي لم يتفق معه كثير من المراقبين الذين يعتقدون ان الحركة لا تزال مهلهلة وتفتقر الى القيادة القوية. وكان الاحتفال بدأ بكلمة لعضو المجلس الثوري لحركة"فتح"ابراهيم ابو النجا الذي اعتبر ان مشاركة مئات الالاف في المهرجان"تجديد للبيعة والعهد وتأكيد للوفاء ولتقولوا للعالم اننا هنا باقون، ونحن للقدس زاحفون". وقال ان"زحف الوفاء يأتي تأكيداً على وفاء الشعب الفلسطيني لرئيسه الراحل ياسر عرفات". واعتبر عضو المجلس الثوري للحركة احمد حلس ان"فتح اليوم موحدة وعلى قلب رجل واحد كلها ياسر عرفات عنوان وحدة شعبها"، في حين شن عضو اللجنة المركزية للحركة الدكتور زكريا الاغا هجوماً لاذعاً على"حماس"وحكومتها في كلمة له نيابة عن الرئيس عباس، وقال:"نقول لكل من يساومون ان فتح ستحرق كل من يقف في وجهها". ودعا"حماس"الى"وقف جرائمها ضد ابناء شعبها"، معتبراً ان"جرائمكم حماس لا تزيد فتح الا تمسكاً بالثوابت، وستبقى فتح حامية المشروع الوطني نحو الحرية والاستقلال". وكان متوقعاً ان يلقي عضو المجلس الثوري للحركة محمد دحلان الذي عاد الى رام الله قبل ايام بعد رحلة علاج كلمة في المحتشدين، الا ان ذلك لم يحصل، وقال لوكالة"فرانس برس"معلقا على الاحداث في غزة ان"حماس فقدت صوابها وانقلبت على الشعب الفلسطيني". واضاف ان"عصابات حماس اثبتت اليوم باطلاقها النار على المحتشدين في مهرجان الراحل ياسر عرفات انها لا تواجه السلطة الفلسطينية وفتح، بل هي في مواجهة مع الشعب الفلسطيني كله الذي يدفع الثمن باهظا". وتابع:"هذا الحشد الكبير في المهرجان هو تعبير عن الالتفاف حول فتح والراحل عرفات ورسالة برفض ممارسات ميليشيات وعصابات حماس بطريقة سلمية". وقال ان حماس"تيار دموي اقصائي... ونقول من يعتمد القتل كهذه العصابات في حكم الشعب فمصيره الى زوال". واوضح ان الشرطة التابعة لحماس"اعتقلت مئات من كوادر واعضاء فتح وصادرت صور عرفات".