بدأ آلاف الفلسطينيين اليوم التجمع قرب ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لإحياء ذكرى وفاته السادسة، في حين قال مسؤول في حركة فتح أن حماس منعت إحياء ذكرى عرفات في غزة. وتوقفت الدروس في المدارس والعمل في المؤسسات الحكومية اليوم للمشاركة في إحياء هذه الذكرى. وأفاد مراسل وكالة فرانس برس أن الساحة الرئيسية المحاذية لضريح عرفات في رام الله غصت بآلاف الشبان والشابات والنساء والرجال، وهم يحملون الأعلام الفلسطينية ورايات حركة فتح. وأغلقت قوات الأمن الفلسطيني الطرق المؤدية إلى المقاطعة أمام المركبات، وسمحت فقط للمشاركين في الاحتفال بالسير على الأقدام ودخول المقاطعة بعد الخضوع لتفتيش امني. وسيلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمة خلال الاحتفال، قال مقربون بانها ستتناول كل التطورات السياسية التي تمر فيها القضية الفلسطينية. واعلن احمد عساف الناطق باسم حركة فتح ان حركة حماس منعت تنظيم احتفال مماثل في قطاع غزة. وقال "هذا تصرف مخجل، لا يعاقب حركة فتح في غزة فقط بل يعاقب كل أبناء الشعب الفلسطيني". وعلقت على مبنى مجاور لمكان الاحتفال صورة عملاقة للرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس عرفات كتب عليها "حملنا الأمانة ولن نحيد عن الدرب". من جهتها، أكدت هيئة العمل الوطني الفلسطيني في قطاع غزة ان الشرطة الفلسطينية التابعة لحماس منعت إقامة المهرجان المركزي لإحياء الذكرى السنوية السادسة لوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بحسب بيان رسمي. وقالت الهيئة التى تمثل كل التنظيمات الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير "ان هيئة العمل الوطني قد تصرفت بمسؤولية عالية وحرص وطني كبير وتقدمت بحسب الأصول للجهات المعنية في قطاع غزة، كما اجريت الاتصالات اللازمة، لضمان إقامة المهرجان المركزي في ساحة الكتيبة بجوار جامعة الأزهر". وأصاف البيان "إلا أن هيئة العمل الوطني فوجئت برفض طلبها هذا من دون ذكر الأسباب إلى جانب شن حملة اعتقالات واستدعاءات واسعة، الأمر الذي يحول دون إقامة مهرجان الوفاء للقائد الشهيد". وعبّرت الهيئة عن "استغرابها واسفها الشديدين لهذا الرفض غير المبرر وغير المقبول بكل المعاير الوطنية والأخلاقية" بالقول "إنه لا يخدم مطلقا الأجواء الإيجابية الساعية لتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية". وأكدت "ان هذا الإجراء لا يمكن أن يحول دون الوفاء لذكرى الرئيس أبو عمار رمزاّ للنضال الوطني وقائدا لمسيرة شعبنا، ولا يمكن لأية قوة مهما بلغت أن تنزعه من عقول وقلوب شعبنا الفلسطيني في كل مكان". من جهته دان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان "قرار الشرطة في غزة بمنع إقامة مهرجان، أو أي فعاليات، بمناسبة إحياء ذكرى وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات". وبحسب المركز فان الشرطة الفلسطينية "قد منعت إقامة المهرجان في ذكرى وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات لدواعي أمنية، وخوفا من تكرار الأحداث التي رافقت مهرجان مماثل لحركة فتح في العام 2007، راح ضحيته عدد من المواطنين". من جانب آخر أفاد بيان لحركة فتح في رفح جنوب قطاع غزة ان "أجهزة امن حماس اقتحمت مكتب النائب اشرف جمعة بمحافظة رفح أتناء إحياء فعالية ذكرى استشهاد القائد ياسر عرفات واعتقلت العشرات من أبناء حركة فتح". يذكر ان الرئيس الراحل ياسر عرفات توفي في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2004 عن عمر 75 عاما في مستشفى كلامار العسكري قرب باريس، إثر إصابته بمرض غامض، بعد أن حاصره الجيش الإسرائيلي في مكتبه في رام الله على مدى اكثر من عامين. ويقول اكثر من مسؤول فلسطيني ان عرفات توفي مسموما.