بلغت الأممالمتحدة عروض بالإسهام في قوة السلام بدارفور، وهي قوة حددت الهيئة الدولية عديدها ب26 ألفاً. وينبغي الفحص عما إذا كانت الوحدات الوطنية المقترحة مجهزة بالعتاد الذي تحتاج اليه. ولعل في صدارة المسائل الباعثة على القلق النقص في عتاد النقل التكتيكي من شاحنات وطوافات. وهذه المسألة حيوية في الميدان، حين تدعو الحاجة الى نقل الجنود، أو الى التدخل حين تبرز مشكلة. والحق أن تضامن الأفريقيين مع دارفور صادق وحار. ولكن ينبغي الإقرار بأن المهمة تحدٍ استراتيجي. وعلى هذا، فالتثبت من مناسبة القوات للمهمة، ومن قدرتها على القيام بها، معيار ضروري. ولن يكون جمع ال6 آلاف من عناصر قوة الشرطة أمراً يسيراً. والى اليوم، لم يتدافع الغربيون على باب قوة حفظ السلام بدارفور. فبعضهم يفكر في الموضوع. والشماليون جاهزون للمشاركة. ولم يقترح أحد علينا بعد وحدات هندسة من مستوى عال تتولى حفر الآبار، على سبيل المثال، أو تتعهد النقل. وليس هذا فأل خير للقوة. ويسع القبعات الزرق استعمال القوة في سبيل حماية المدنيين. فالتكليف الأممي يولي حمايتهم المكانة الأولى. ولكن نجاح المهمة رهن قدرة القوة على الحركة بسرعة، وإرادة المشاركين العمل على التزام بنود المهمة، والتعاون الاستراتيجي بين الأطراف، ولا سيما حكومة السودان. ونزاع دارفور يصيب أول ما يصيب سمعة السودان. وننتظر من الحكومة تيسير إعفاء تجهيزاتنا ومواردنا من التعرفة الجمركية، وإعطاء سمات الدخول من غير تباطؤ، وإجازة استعمال المطارات. فالرئيس السوداني عمر حسن البشير تعهد هذه المسائل، ويترتب عليه إنفاذها، وبقيت مسألة وضع الأراضي التي تحتاج القوات إليها في متناولنا من غير حل. ولا نغفل عن مسألة أخرى حيوية هي التعاون مع محكمة الجزاء الدولية وتوقيف مجرمي الحرب. فالإفلات من العدالة غير جائز. وفي الوقت نفسه، تكليف قوات حفظ السلام بدارفور لا يلحظ بنداً عدلياً أو قضائياً. ولعل مهمة قوة حفظ السلام بدارفور من أصعب مهمات الأممالمتحدة، والنزاع شديد التعقيد. ولا يستوفي تعقيده اختصاره في خلاف بين قبائل أفريقية وقبائل عربية. ووقف النار ليس ناجزاً بعد. ومسرح النزاع بعيد من طرق المواصلات، والموارد شحيحة، والبنى التحتية نادرة. وهذه شروط ثقيلة الوطأة. ويقلقنا أشد القلق احتمال تجدد العنف وتشرذم الحركات المتمردة المحلية. فينبغي ألا نفرِّط في فرصة السلام والمفاوضة السياسية. ويقتضي ذلك نشر قوة سلام متماسكة وفاعلة. والمسألة المركزية هي تثبيت اتفاق السلام بدارفور. عن ميشال غيهينو الأمين العام المساعد للأمم المتحدة المشرف على عمليات حفظ السلام، "لوموند" الفرنسية، 20/9/2007