أعربت الخرطوم أمس عن ارتياحها ازاء تمديد الاتحاد الافريقي مهمات قواته في دارفور ستة أشهر تبدأ من كانون الثاني يناير المقبل، واعتماده"عملية مختلطة في دارفور، لا قوات مختلطة". ورحبت بالدعم الأممي اللوجستي والفني والاستشاري للقوة الافريقية، وانتقدت قبول الرئيس التشادي إدريس دبي نشر قوات دولية على حدود بلاده مع السودان. وأبلغ الزعماء الأفارقة الذين شاركوا في قمة مجلس الأمن والسلم الافريقي في أبوجا، عقب سماعهم ردود الرئيس السوداني عمر البشير حول تساؤلات القادة الافارقة وممثلي بعض المنظمات الدولية والإقليمية، القيادة السودانية أنهم وافقوا أيضاً على أن يكون قائد القوات الافريقية في دارفور افريقياً مثلما اقترح السودان. وقال ممثل السودان لدى المنظمة الدولية السفير عبدالمحمود عبدالحليم إن المجلس الأفريقي وافق أيضاً على اقتراح السودان أن يكون مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان ودارفور أيضاً أفريقياً، موضحاً ان الاجتماع أقر كذلك أن يكون دعم الأممالمتحدة الى قوات الاتحاد الأفريقي في دارفور لوجستياً وفنياً ومالياً. وقرر المجلس تعيين مبعوث خاص لدارفور يتم تعيينه بالتشاور مع الحكومة السودانية على ان يكون افريقياً بجانب قائد افريقي للقوات يعينه رئيس المفوضية بالتشاور مع الأمين العام للأمم المتحدة وبموافقة الخرطوم. وأشارت الخرطوم إلى أن حجم القوات وزمنها وانتشارها يُترك للجنة الثلاثية من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي والسودان. واقترح السودان في المسائل الخلافية أن يتم تعيين المبعوث الخاص بمشاركة الاتحاد الأفريقي وأن يكون افريقياً مقبولاً لحكومة السودان، ووافقت القمة على هذا الاقتراح. واقترح السودان أيضاً في ما يتعلق بقيادة هذه القوة والسيطرة عليها أن تكون القيادة والسيطرة بيد الاتحاد الافريقي، وأقر بأنه يمكن تطبيق نُظم وأجهزة الأممالمتحدة للقيادة والسيطرة وبمستشارين منها بشرط أن يكون رئيس هؤلاء المستشارين دون رتبة القيادات الأفريقية. كذلك قالت الحكومة السودانية انه ينبغي أن يكون أي دعم لعناصر أجنبية بموافقة من الحكومة السودانية، وهو اقتراح قبلته القمة في جلستها الختامية. ووافق المجلس المؤلف من خمسة رؤساء أفارقة على اقتراح تشكيل قوة مختلطة من الاتحاد الافريقي والأممالمتحدة لتحل محل قوات الاتحاد الأفريقي، ولكنه قرر تلبية لطلب الخرطوم أن الأممالمتحدة لن يكون لها سوى دور داعم. وقال مفوض الأمن والسلم في الاتحاد الأفريقي سعيد جينيت:"نعني بتعبير مختلطة... ان البعثة يجب ان تكون في جوهرها قوات أفريقية ولكن قد يكون هناك مجال لعناصر دعم من الأممالمتحدة في مجالات لا يكون فيها الاتحاد الأفريقي مؤهلاً لتقديم تلك العناصر". وأضاف ان هذا الدعم سيضمن أن يكون لتلك القوة القدرة على تحقيق الأمن في دارفور وتوصيل المساعدات الانسانية وحماية المدنيين. وقال جينيت إن الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي تبنيا في وقت سابق من الشهر الماضي اقتراحا يدعو الى نشر قوة مختلطة من 17 ألف جندي وثلاثة آلاف شرطي في دارفور، لكن الخرطوم عبّرت عن تحفظات عن أعداد هذه القوة. ووافق المجلس على أن الأعداد يجب أن يحددها الاتحاد الافريقي والأممالمتحدة على أساس الاحتياجات على الأرض. إلى ذلك، انتقدت وزارة الخارجية السودانية أمس موافقة الرئيس التشادي إدريس دبي على نشر قوات حفظ سلام دولية على حدود بلاده الشرقية مع السودان، ورأت انها خطوة غير مبررة ولن توقف أعمال العنف في المنطقة. وقال الناطق باسم الخارجية السفير علي الصادق للصحافيين أمس ان السودان وتشاد اتفقا في شباط فبراير الماضي في طرابلس على نشر قوات مشتركة على حدودهما لمنع تسلل المتمردين عبر حدودهما، لكن ذلك لم يتحقق. ورأى ان نشر قوات دولية لن يحقق ما يسعى إليه دبي ولن يساعد كثيراً في وقف العنف، لافتاً إلى أن المطلوب هو قوة مشتركة وليس قوات دولية لا تعرف طبيعة المنطقة.