أعلن مسؤول أميركي في نجامينا ان تشاد تواجه"تهديدات خطيرة جداً"من جانب السودان المجاور، وفيما هوّن ديبلوماسيون في الأممالمتحدة من شأن دعوة زعيم تنظيم"القاعدة"أسامة بن لادن المسلمين للانتفاض في مواجهة الغرب في السودان وتعهدوا المضي قدماً في خطط إرسال قوات لحفظ السلام إلى إقليم دارفور، وجّه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اتهاماً الى بن لادن بالمسؤولية عن تعقيد الوضع في السودان. وأفاد الناطق باسم الجيش السوداني ان الجيش أحبط هجوماً على مدينة برام في جنوب دارفور الاثنين شنته"حركة تحرير السودان". وقال العميد عثمان الاغبش إن الجيش تحرك عقب إخطار الاتحاد الإفريقي رسمياً لتأمين مدينة برام والطريق الرابط بينها ومنطقة جوغانة، وتصدى لهجوم قوات"حركة تحرير السودان"وكبدها"خسائر فادحة في الأرواح والمعدات يجري حصرها الآن"، موضحاً ان الجيش استخدم طائرات"هيل"في تصديه للهجوم، مشيراً الى أن هذا الطراز من الطائرات مسموح باستخدامه في دارفور. وجاء هذا التطور الميداني في دارفور في وقت أعلنت الوساطة الافريقية في مفاوضات أبوجا انها ستعرض على أطراف النزاع في دارفور مسودة اتفاق سلام شامل. وقال الناطق باسم الوساطة نور الدين مازني ان وسيط الاتحاد الافريقي سالم أحمد سالم دعا الى جلسة مساء أمس"سيتم خلالها رسمياً عرض اتفاقات حول تقاسم السلطة والثروات وحول الاجراءات الأمنية التي تشكل اتفاق السلام الشامل". وبعد شهور من المفاوضات الصعبة في أبوجا التي لم تؤد الى نتيجة، قرر الاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي إمهال حكومة الخرطوم وحركتي التمرد في دارفور حتى 30 نيسان ابريل للتوصل الى اتفاق. وقدم الاتحاد الافريقي للأطراف المعنيين في نهاية الأسبوع مسودة اتفاق حول الترتيبات الأمنية. وكان يفترض بحكومة الخرطوم وحركتي التمرد البت بهذه المسائل مساء الاثنين على أبعد تقدير. وبعث الاتحاد الافريقي الى دارفور بقوة سلام قوامها سبعة الاف رجل. في غضون ذلك، قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الافريقية دونالد ياماموتو للصحافيين بعد محادثات استمرت ساعة مع الرئيس التشادي إدريس ديبي ان"التهديدات التي تواجهونها ومصدرها السودان خطيرة جداً". وأضاف ان"الشعب التشادي يحظى بدعمنا العميق جداً"، داعياً"جميع الاطراف التشادية"الى العمل"من أجل السلام والاستقرار". وكان ياماموتو وصل الى نجامينا في زيارة لمدة يومين سيحاول في خلالها خصوصاً ايجاد تسوية في الأزمة الناشبة بين تشاد والبنك الدولي حول مسألة استعمال عائدات النفط التشادي. واوضح ان"المحادثات بين البنك الدولي والحكومة التشادية تتواصل". وهوّن ديبلوماسيون في الأممالمتحدة من شأن دعوة زعيم تنظيم"القاعدة"المسلمين الى الانتفاض في مواجهة الغرب في السودان. ووصف السفير الصيني لدى المنظمة الدولية وانغ جوانغيا الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن التصريحات بأنها سلبية، داعياً إلى عدم التأثر بها. من جانبه قال السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة جون بولتون إن تصريحات بن لادن"لن تؤثر بالتأكيد على تخطيطنا". بدوره، قال كبير المتحدثين باسم الأممالمتحدة ستيفان دوياريتش إن المنظمة لا ترى ما يدعو للرد على تصريحات بن لادن، لكنها ستفعل كل ما يلزم لضمان سلامة موظفيها في السودان. وأضاف إن الناس في دارفور يحتاجون إلى الحماية والمساعدة الإنسانية، معتبرا أن هذا ما تهدف إليه جهود المجتمع الدولي. وكان زعيم"القاعدة"قال في شريط صوتي بثته"الجزيرة"إن مساعي الولاياتالمتحدة وبريطانيا لإرسال قوة تابعة للأمم المتحدة إلى دارفور تهدف إلى تقسيم السودان، ودعا أتباعه إلى الوقوف في وجه تلك المساعي. كما جدد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، أمس، تأكيد ثوابت بلاده حيال الملفات الساخنة في العالم وخصوصاً ما يتعلق بملف ايران النووي والموقف من حكومة حركة"حماس"الفلسطينية. كذلك وجه بلير في مؤتمره الصحافي الشهري الذي عقده في مقر رئاسة الوزراء 10 داونينغ ستريت اتهاماً الى زعيم"القاعدة"بالمسؤولية عن تعقيد الوضع في السودان والمشاكل الطارئة هناك. واتهم بخلق الصعوبات امام مسيرة السلام في السودان. فى غضون ذلك، أعلن حلف"الناتو"انه قرر تمديد بعثته لدعم قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي في دارفور حتى أيلول سبتمبر المقبل إلا انه ينتظر فحوى رد الاتحاد على ذلك. ونقلت تقارير عن جيمس اباثوراي، الناطق باسم الحلف، ان هذا القرار الذى اتخذه مجلس حلف شمال الاطلسي سينفذ في حال طلب الاتحاد الافريقي ذلك. من جهته قال الجنرال الاميركي جيمس جونز القائد الأعلى لقوات الحلف الاطلسي في أوروبا ان هناك محادثات جارية على المستوى السياسي بين العواصم لمعرفة ما يمكن القيام به وضمن أي شكل في هذا المجال. وسيتطرق وزراء خارجية الدول الأعضاء في الحلف الاطلسي الى هذه المسألة خلال اجتماع غير رسمي يومي الخميس والجمعة في صوفيا. ويقدم الحلف الاطلسي دعمه اللوجستي للاتحاد الافريقي عبر نقل قواته جواً الى دارفور وتدريب القوات الافريقية. وتنتهي هذه المهمة في نهاية ايار مايو المقبل. انفجار في أمدرمان انفجرت عبوة ناسفة ظهر أمس عند مدخل بنك"البركة"السوداني فرع سوق أمدرمان ثاني مدن العاصمة الخرطوم. وقال المدير العام للشرطة الفريق محجوب حسن سعد في مؤتمر صحافي إن الانفجار أدى الى إصابة أربعة من الموظفين في البنك إصابات طفيفة ونُقل اثنان منهم الى المستشفى. كما أدى الحادث الى تهشيم بعض زجاج أبواب المصرف ومنافذه. وبدأت الشرطة التحريات لمعرفة الأسباب. وأضاف أن شخصاً مجهول الهوية ترك قنبلة"قرنيت"عند مصعد البنك، ويبدو انه حاول تفجيرها وعندما ارتفعت درجة حرارتها تركها وهرب. وأوضح ان فوضى السلاح لدى الفصائل الجنوبية المسلحة أدت الى انتشار الأسلحة والقنابل في أيدى المواطنين. وتعهد تجريد تلك الميليشيات من اسلحتها وفرض الأمن في الخرطوم.