قال الرئيس عمر حسن البشير أمس الجمعة إن السودان لن يقبل قوات حفظ سلام من الأممالمتحدة في إقليم دارفور لأنه ينطوي على مخاطر تحويل البلاد الى عراق ثان. وقدم البشير الذي يزور العاصمة الصينية للمشاركة في قمة تضم 48 زعيماً أفريقياً، الشكر للصين على تأييدها بلاده في مواجهة ضغوط غربية في شأن الأزمة الإنسانية التي وصفتها الولاياتالمتحدة بالابادة الجماعية. ورفض السودان قطعياً قبول قوة حفظ سلام من الاممالمتحدة قوامها 22500 جندي في دارفور تهدف الى تعزيز قوات أفريقية قوامها نحو سبعة آلاف جندي يعانون نقصاً في التمويل والعتاد، قائلاً إن هذا الأمر يرقى الى حد الاستعمار. وقال البشير في مؤتمر صحافي:"في ما يتعلق بقوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة قررنا انه مع تحرك مثل هذا الجيش الى بلادنا فإن التأثير سيكون نفس ما يحدث في العراق". ولم تتضح المقارنة على الفور لأنه لا توجد قوات حفظ سلام للأمم المتحدة في العراق، كما أن الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في آذار مارس عام 2003 لم يحصل على موافقة صريحة من مجلس الأمن. وقال البشير إن عشرة آلاف شخص فقط ماتوا في دارفور مقارنة مع نحو 655 ألفاً في العراق بعد الغزو، وهو رقم ورد في دراسة أجرتها فرق أميركية وعراقية من مسؤولي الصحة العامة. وتشير معظم التقديرات الدولية الى ان عدد القتلى في الحرب الأهلية في السودان بين ذوي الأصول غير العربية من جانب والحكومة السودانية وميليشيا الجنجاويد من جانب آخر يبلغ عشرات الآلاف. وعلى رغم القلق الدولي المتزايد في شأن دارفور، فقد استوردت الصين أكثر من 14 مليون برميل نفط من السودان هذا العام ولها تجارة مزدهرة هناك وكانت مؤيدا قويا للخرطوم. وقال الرئيس الصيني هو جين تاو الخميس انه يجب ان توافق الخرطوم أولاً قبل ان تدخل أي قوة حفظ سلام تابعة للامم المتحدة دارفور. ونقل التلفزيون الحكومي الصيني عن هو قوله:"قضية دارفور مرة أخرى تمر بمنعطف خطير"وان"الصين تتفهم تماماً قلق السودان في شأن هذه القضية وتأمل في ان يعزز السودان الحوار مع جميع الاطراف". وقال البشير:"نحن نقدّر التأييد الذي قدمته الصين لنا في مجلس الأمن... والاصرار على ضرورة السعي إلى موافقة السودان على أي قرار يمكن أن يصدر".