حل موسم الحرائق في لبنان امس فاجتاح جباله في اكثر من 50 موقعاً مخلفاً عشرات الإصابات باختناق وحروق طفيفة، وطاولت الحرائق منازل وسيارات وأملاكاً والتهمت اجزاء واسعة من المساحات الخضراء. وعلى رغم ان اندلاع الحرائق في هذا الفصل من السنة بات امراً معتاداً إلا ان مدير الدفاع المدني اللبناني درويش حبيقة رأى ان الحرائق مفتعلة. وقال: إن هناك احتمالاً بنسبة 95 في المئة ان الحرائق حدثت عمداً بفعل أناس يحاولون الحصول على الفحم كبديل أرخص للوقود. وشغلت الحرائق الدولة اللبنانية وأجهزتها وكذلك القوى الأهلية والاجتماعية، التي تضافرت جهودها للسيطرة على الحرائق التي أخمد بعضها واستمر بعضها الآخر مشتعلاً نظراً الى وعورة الأرض واشتداد سرعة الرياح. وطلب وزير الداخلية والبلديات اللبناني حسن السبع مساعدة إيطاليا لإخماد الحرائق. واتصل بالسفير الإيطالي في لبنان غبريال كيكيا، وبالسفير اللبناني في روما ملحم مستو لهذه الغاية، وطلب إرسال طائرات متخصصة في إخماد الحرائق، بعدما تبين ان طائرات الإطفاء اللبنانية والقبرصية غير مجهزة للعمل في الظروف المناخية الحالية التي تشهد اشتداداً في سرعة الرياح. واستجابت ايطاليا للطلب اللبناني وقررت إرسال 5 طائرات للمساهمة في مكافحة النيران. ولم توفر الحرائق منطقة لبنانية، من بلدة ضهور الشوير في المتن حيث لامست ألسنة النار بعض المنازل بينها مأوى"بيتنا"للمسنين، وصولاً الى بلدة عندقت في عكار شمال لبنان، مروراً بعمشيت ودير القمر وعين تراز والرملية والصفا وقبيع. كما وصلت الحرائق الى عيناب وكيفون وضهور العبادية والعربانية وبيصور والقماطية وسوق الغرب وجبل بيصور وعيناب وعين الجديدة، وفي رشميا، ولم تسلم أحراج بلدة حاصبيا في أقصى الجنوب من هذه الحرائق. وواجه الدفاع المدني والجيش اللبناني صعوبة كبيرة بسبب النقص في سيارات الإطفاء في بعض المناطق وبسبب اشتداد الريح، إضافة الى عدم وجود طرق داخل الغابات. وسجل الحريق الأبرز في دير القمر الشوف حيث طوقت النيران البلدة الأثرية المشهورة بأنها كانت مركزاً لإمارة الجبل كما انشئ فيها أول مجلس بلدي في الشرق الأوسط، وقضت الحرائق على نحو 70 في المئة من الأراضي المزروعة الممتدة في وادي بيت الدين ? دير القمر وطاولت عدداً من المنازل. وأجبرت ألسنة اللهب الأهالي على إخلاء منازلهم كما أخليت الجامعات والمدارس، فيما قطعت الطرقات ووصل الحريق الى مسافة امتار من المعلم الأثري"قصر موسى"وإلى مشارف بلدتي كفرقطرة والمعاصر. وخلف الحريق في دير القمر 37 اصابة بحروق مختلفة وأكثر من 50 حالة إغماء وخسائر في نحو 30 منزلاً. أما الحريق الثاني من حيث ضخامته فنشب في أحراج عندقت ? القبيات عكار/ شمال لبنان واتسع ابتداء من ليل أول من امس الى ما بعد ظهر امس، وواجهت فرق الإطفاء صعوبات في الوصول إليه بسبب انعدام الطرقات، الأمر الذي منع انقاذ غابات بأكملها قضى عليها الحريق. وساد اعتقاد في عكار كما في المناطق الأخرى بوجود ايد افتعلت الحرائق في اوقات متقاربة في كل المناطق وعلى ارتفاعات مختلفة. وفي عمشيت جبيل أخمد حريق اندلع صباحاً بعد ان قضى على مساحة 5 آلاف متر مربع من أشجار السنديان والنباتات الحرجية، وفيما كانت حرائق تندلع في قضاء عاليه سارع الدفاع المدني والجيش والأهالي الى السيطرة عليها. وفي التوقيت عينه اشتعلت حرائق في منطقة حاصبيا على الأطراف اللبنانية الجنوبية الشرقية، قضت على مساحات واسعة من المزروعات. وتمكنت قوى الجيش والأمن والدفاع المدني في ساعات بعد ظهر امس من القضاء على حرائق الجبل بنسبة 80 في المئة، وأعلن وزير الداخلية ان الدفاع المدني أخمد 128 حريقاً قبل ان يندلع أكثر من 23 حريقاً إضافياً من الشمال الى الجنوب. وكشف الجيش اللبناني ان الحرائق اتت على مساحة 224 دونماً من الأشجار الحرجية والمثمرة. ودعا الدفاع المدني الى تعاون اصحاب الصهاريج، وحض المواطنين على الاتصال به على رقمه 125 للإبلاغ عن أي تطورات.