ودَّعت الرياض أمس الشيخ عبدالعزيز المسند 75 عاماً الذي ارتبط اسمه في ذاكرة السعوديين بالبرامج الدينية والاجتماعية التي كان يطل من خلالها عبر الإذاعة والتلفزيون لأكثر من خمسة وعشرين عاماً، فضلاً عن تقلّده الكثير من المناصب الحكومية والاستشارية. وجاءت وفاة الشيخ المسند في منزله إثر"سكتة قلبية"، بحسب ما ابلغ ابنه الدكتور عثمان المسند"الحياة"، مضيفاً:"كان يعاني من مرضي السكري والضغط، وزرعت له كلية العام 2000 تبرع له بها ابنه الأكبر عمر". وربطت المسند علاقة استثنائية مع مختلف فئات المجتمع، إذ كان نشاطه لافتاً عبر الجمعيات الخيرية التي تقلد مناصب فيها، مثل"جمعية البر"، أو رؤيته الخاصة للقضايا الاجتماعية من خلال الحلول التي يطرحها إجابة عن أسئلة المشاهدين في برنامجه الشهير"منكم وإليكم"، أو إجابته عن الفتاوى الشرعية عبر البرنامج الديني"نور على الدرب". ولم يكتف الشيخ المسند بخلفيته العلمية في المسائل الفقهية، بل تعمق في القضايا الاجتماعية، والتربوية، عن طريق ربطها بالأصول الشرعية، إذ كان يركّز في طرحه على"المشكلات الزوجية، وعقوق الوالدين، وكيفية التعاطي مع المراهقين"، وغيرها من العناوين. وكان المشاهدون يراسلون برنامج"منكم وإليكم"عبر البريد، وربما كان آخر برنامج يعتمد على البريد قبل أن يتمكن المشاهدون من التواصل على الهواء مباشرة مع ضيف البرنامج ومقدمه. ولد الشيخ المسند في مدينة بريدة منطقة القصيم، وأخذ من علمائها العلوم الدينية، وكان من الدفعة الأولى التي تخرجت في مدرسة دار التوحيد في الطائف، التي حصل منها على الشهادة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، كما حصل على الشهادة العليا من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في مكةالمكرمة. تقلّد وظائف حكومية عدة، إذ عمل مديراً للمعهد العلمي في محافظة شقراء، ومديراً لكليتي الشريعة واللغة العربية في الرياض، كما عمل مستشاراً لجامعة محمد بن سعود الإسلامية، ومستشاراً لوزارة التعليم العالي، مع توليه الإشراف على الإدارة العامة لتطوير التعليم العالي، إضافة إلى مشاركته في عدد من المؤتمرات الدولية، والندوات العلمية. ومن أبرز مؤلفاته: الزواج والمهور، الأندلس تاريخ وعبرة، غذاء الروح، العلم المفقود في المواريث، النهج المحمدي، متى ينتصر المسلمون؟ إمام الصابرين أحمد بن حنبل، وسفينة الصحراء: رحلة فريدة على الإبل في القرن الخامس عشر.