بالأمس، انتخب رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا في لبنان، القاضي الشيخ عبداللطيف دريان، مفتياً جديداً للجمهورية اللبنانية، خلفاً للشيخ محمد رشيد قباني، في ظل توافق تام وهدوء ساد العملية الانتخابية، حيث نال دريان في نهايتها أكثرية الأصوات، في وقت ينتظر أن يضع المفتي الجديد حداً لما سمي أزمة "دار الفتوى" والتي بقيت على مدى أكثر من ثلاث سنوات، وكادت تحدث انشقاقاً كبيراً داخل الطائفة السنية في لبنان. عملية الانتخاب وتمّت عملية الانتخاب في دار الإفتاء في بيروت بحضور 93 عضواً من أعضاء مجلس الانتخاب الإسلامي المكوّن من 103 أعضاء، والذي يضم رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، والرئيسين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، وأعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، ومفتي المناطق وقضاة المحاكم الشرعية، والنواب والوزراء السنة. وفي تفاصيل عملية الانتخاب التي انطلقت في تمام الساعة الحادية عشرة ظهراً، واستهلت بكلمة للرئيس سلام، طرح اسم مرشحين للمنصب، القاضي دريان الذي سمّاه مفتي البقاع الشيخ خليل الميس وزكّى التسمية كل من مفتي حاصبيا الشيخ حسن دلة، وعضوا المجلس الشرعي، النائب عماد الحوت والشيخ رئيف عبدالله. أما المرشح الثاني فهو القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي الذي سمّاه عضو المجلس الشرعي الدكتور سامر منيمنة، وزكّى التسمية كل من عضو المجلس النائب الحوت ومنذر ضناوي، وأسفرت في ختامها إلى نيل دريان 74 صوتاً لدريان مقابل 9 أصوات للكردي وصوتين لاغيين و8 أوراق بيضاء، بحسب ما أعلن سلام. مسيرة تثبيت من جهته، أشار سلام إلى "أننا نمضي إلى الامام في مسيرة تثبيت مرجعيتنا الدينية ودار الإفتاء، التي مضى عليها عقود وهي تقوم بمسؤوليات على مستوى القيادة الدينية لطائفتنا، طائفة الاعتدال"، وقال: "نمضي في هذا السبيل في خطى ثابتة، لانتخاب مفتٍ بهدف ترسيخ وتوطيد دار الفتوى ببعدها المؤسسي الجامع". من هو المفتي الجديد؟ القاضي الشيخ عبداللطيف دريان من مواليد بيروت 1953. تلقى دراسته الثانوية الشرعية في أزهر لبنان في بيروت، وحصل على شهادتي الليسانس في أصول الدين والشريعة الإسلامية من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وتابع دراساته العليا في الأزهر الشريف في مصر ودراساته التربوية العليا في جامعة عين شمس بالقاهرة، وحصل على إجازات متعددة في العلوم الإسلامية المتنوعة من علماء أفاضل. تقلّد سماحته مناصب عدة، منها: أمانة سرّ سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشهيد الشيخ حسن خالد، مدير مكتب سماحة المفتي الشيخ محمد رشيد قباني، مديراً لمؤسسة الخدمات الاجتماعية التابعة لمؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية في بيروت، مديراً عاماً للأوقاف بالوكالة، قاضياً شرعياً لمحكمة بيروت الشرعية السنية، مستشاراً في المحكمة الشرعية السنية العليا ورئيساً للمحكمة الشرعية السنية العليا ومديراً عاماً للمحاكم الشرعية السنية. وقام بمهام تدريس الشريعة الإسلامية (أصول الفقه الأحوال الشخصية المواريث الوصايا الوقف) في كلية الحقوق التابعة للجامعة العربية ومعهد الدراسات الإسلامية التابع لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية وكلية الشريعة التابعة لدار الفتوى في بيروت. وشارك ويشارك في عضوية العديد من الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية والإسلامية، كما شارك في العديد من المؤتمرات الإسلامية. ولسماحته عدة مؤلفات مطبوعة هي: (التبيين في أحكام تلاوة الكتاب المبين) و(فقه المواريث في المذاهب الإسلامية والقوانين العربية) و(فقه الوصية في المذاهب الإسلامية والقوانين العربية) و(قضايا وآراء إسلامية) و(في رحاب شهر رمضان المبارك). ومن مؤلفاته قيد الطبع: (فقه الأحوال الشخصية في المذاهب الإسلامية والقوانين العربية)، ولسماحته العديد من المقالات في الصحف والمجلات اللبنانية والعربية.