نجحت طهران في انتزاع "اعلان قوي" من قمة الدول المطلة على بحر قزوين بمشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تركز على عدم السماح باستخدام اراضيها لشن هجوم على احدى تلك الدول، وذلك في رد على تكهنات بلجوء الولاياتالمتحدة الى استخدام القوة في مواجهتها النووية مع ايران. كذلك نجحت طهران في انتزاع اعتراف من القمة ب"حق كل الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي في العمل على تطوير الأبحاث والإنتاج والاستخدام المتعلق بالطاقة النووية للأغراض السلمية، تحت آلية الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، ما يؤكد عملياً حق طهران في مواصلة تخصيب اليورانيوم ولو لأهداف البحث العلمي. وعلى هامش القمة التي شاركت فيها ايضاً اذربيجان وكازاخستان وتركمانستان، اجرى بوتين محادثات"مهمة"مع نظيره الايراني محمود احمدي نجاد ومرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي. وتناولت المحادثات مستقبل أمن المنطقة في ظل الاوضاع الصعبة وغير المستقرة التي تمر بها، كما تناولت عملية السلام في الشرق الاوسط والاجتماع المرتقب في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، اضافة الى قضايا الطاقة. وقالت مصادر في طهران ان اللقاء بين بوتين ونجاد ركز على سبع نقاط تضع اطراً للعلاقات المستقبلية بين البلدين وأسس التعاون في الملفات ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك المساهمة الروسية في بناء وتشغيل مفاعل بوشهر النووي لإنتاج الطاقة الكهربائية وآلية تسليم الوقود النووي للمفاعل. وترافقت زيارة بوتين لطهران مع توقعات بالاتفاق على صفقة بيع اسلحة روسية لايران، تشمل منظومة دفاعية استراتيجية من رادارات وصواريخ وطائرات وقطع غيار لمقاتلات"ميغ 29"، وسادت تكهنات بأن تصل قيمة الصفقة الى نحو خمسة بلايين دولار. وكشفت المصادر الايرانية ان المحادثات بين الجانبين تطرقت الى موضوع مواجهة التمدد الاميركي في المنطقة والمجال الحيوي لموسكو في دول آسيا الوسطى وسبل التعاطي مع هذا الامر. وشدد الجانب الايراني خلال المحادثات، على اهمية بناء حلف استراتيجي بين البلدين وإقناع موسكو بأن المرحلة المقبلة تتطلب تعاوناً اوسع بين الطرفين من اجل الإبقاء على المنفذ الوحيد لروسيا الى المياه الدافئة في الخليج ومصادر الطاقة فيه في مواجهة السيطرة الاميركية. وفي الشأن النووي، اشارت تقارير الى ان البحث بين نجاد وبوتين وصل الى نقاط متقدمة وحساسة، ما استدعى الطلب من رئيس منظمة الطاقة النووية الايرانية غلام رضا آغازاده الانضمام الى الاجتماع الى جانب نظيره الروسي سيرغي كيرينكو المرافق للرئيس الروسي. ولوحظ ان بعض الصحف الايرانية الاصلاحية والمحافظة انتقدت زيارة بوتين، معتبرة ان موسكو عاجزة عن تقديم أي مغريات لإيران في موضوع حصتها في بحر قزوين والنظام الحقوقي لهذا البحر المغلق. وقالت هذه الصحف ان روسيا هي واحدة من خمس دول مطلة على هذا البحر، وأن كل الدول الاخرى تدور في الفلك الاميركي وأن على ايران التباحث مع الجانب الاميركي للحصول على ما تريده في هذا الاطار. وحذرت هذه الصحف من إمكان ان تكون موسكو تعد لصفقة مع الدول الغربية على حساب ايران في المستقبل، داعية الى عدم وضع كل الاوراق الايرانية في السلة الروسية. يذكر ان زيارة بوتين لإيران هي الاولى من نوعها للرئيس الروسي والثانية بعد زيارة الزعيم السوفياتي جوزف ستالين عام 1943 للمشاركة في مؤتمر سعد آباد الى جانب الرئيس الاميركي في حينه فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل والذي مهد لمؤتمر يالطا وتقسيم مناطق النفوذ بين المعسكرين الشرقي والغربي. تلت ذلك زيارة خاصة غير رسمية قام بها ليونيد بريجنيف قبل قيام الثورة الاسلامية بسبع سنوات.