وصفت موسكو مصطلح "محور الشر" بأنه من "مخلفات الحرب الباردة"، وأكدت استمرار التعاون مع طهران بما فيها الميادين العسكرية والنووية. وأنهى وزير الخارجية الايراني كمال خرازي امس زيارة لموسكو التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية ايغور ايفانوف. وحظي خرازي باستقبال حافل ما اعتبر محاولة لطي خلافات منعت زيارته التي ارجئت قبل ستة أسابيع بسبب وجود نائب وزير الخارجية الاميركي جون بولتون في موسكو لعرض الافكار الاميركية في شأن مكافحة الارهاب الدولي والعلاقات مع الدول التي أدرجها الرئيس جورج بوش ضمن محور الشر. كما ذكر في حينه ان موسكو ألغت مقابلة بين بوتين وخرازي ما أثار استياء الايرانيين. واستقبل الرئيس الروسي الوزير الايراني وأشاد ب"العلاقات القديمة" بين البلدين. وذكر ان ايران "تلعب دوراً مهماً" في آسيا، ولذا فإن روسيا حريصة على ان تناقش مع الايرانيين الكثير من القضايا الدولية. وأشار خصوصاً الى الشرق الاوسط وأفغانستان. وأكدت الخارجية الروسية ان محادثات خرازي تناولت التعاون بين البلدين وملفات آسيا الوسطى وافغانستان والقوقاز والشرق الاوسط وبحر قزوين. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع الوزير الايراني انتقد ايفانوف ابتداع الولاياتالمتحدة مصطلح "محور الشر"، واصفاً إياه بأنه "من مخلفات الحرب الباردة". ودعا واشنطن الى "التخلي عن التصورات التي عفا عليها الزمن". ويعتبر هذا أشد انتقاد روسي يوجّه الى الرئيس الأميركي الذي ينتظر ان يزور موسكو منتصف الشهر المقبل. وانتقد ايفانوف استخدام القوة في العلاقات الدولية من دون موافقة مجلس الأمن. وقال انه "لا يحق لأي دولة الالتفاف على قرارات المجلس". وفي ما يتعلق بالتعاون العسكري مع ايران قال الوزير الروسي ان العلاقات بين موسكووطهران "شفافة وقانونية وتراعي كل المواثيق الدولية". واضاف ان الولاياتالمتحدة أعربت عن قلقها من تصدير معدات يمكن استخدامها في برامج نووية أو صاروخية. واضاف ان روسيا مستعدة للنظر في المخاوف الاميركية "اذا كانت قائمة على حقائق وليس على كلمات، ونحن لم نحصل على حقائق". يذكر ان موسكو جمدت عام 1995 صادراتها العسكرية الى طهران بناء على طلب أميركي، لكنها قررت استئناف الصادرات لاحقاً. وتحصل ايران على طائرات "ميغ 29" و"سوخوي 4" ودبابات "ت72" وناقلات جند. الا انها لم تلب حتى الآن طلبات ايرانية في شأن تصدير صواريخ مضادة للجو من طراز "سي 300" و"بوك" و"كور ام1" و"ايغلا المحمولة" أو صواريخ "ياخونت" المضادة للسفن والتي ذكر ان حصول طهران عليها قد يعطيها مواقع متميزة على الخليج. ولم توقع في موسكو أية عقود لصادرات عسكرية. إلا ان مؤسسة "اتوم متردي" المتخصصة في بناء المشاريع النووية السلمية أكدت حصول "تقدم" في مفاوضات تتعلق بتزويد ايران مفاعلاً نووياً ثانياً لمحطة بوشهر الكهربائية. وأسفرت زيارة خرازي عن اتفاق روسي - ايراني على "تنسيق وثيق" بينهما اثناء الاعداد لقمة الدول الخمس المطلة على بحر قزوين التي ستعقد في العاصمة التركمانية أشخباد الشهر الجاري.