عقد الرئيس الايراني حسن روحاني لقاءً مغلقًا مع السلطان قابوس بن سعيد اقتصر عليهما فقط، في مستهل زيارته لسلطنة عمان، التي بدأت امس، وتستمر يومين، وشملت محادثات اللقاء الثنائي ملفات سياسية واقتصادية بما في ذلك في قطاع الغاز. وروحاني هو ثاني رئيس للجمهورية الاسلامية يزور عمان بعد زيارة محمود أحمدي نجاد في 2007، وقد وصل الى المطار السلطاني الخاص حيث استقبله نائب رئيس مجلس الوزراء فهد بن محمود ال سعيد، ووزير الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بحسبما افادت وكالة الانباء العمانية. وذكرت وكالة الانباء العمانية ان هذه الزيارة «تأتي حرصًا من قيادتي البلدين على الارتقاء بمستوى التعاون الثنائي بينهما إلى ما يحقق المزيد من تطلعات الشعبين العمانيوالإيراني الصديقين، ويعود عليهما بالخير والنفع في كافة المجالات». وفي مقابلة مع صحيفة عمان، قال وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي: إنه «لا شك ان السلطنة تقدر هذه الزيارة التي تدلل على عمق وقوة الثقة التي تربط البلدين الجارين اللذين بينهما قناعات مشتركة بأن الأولوية الكبرى هي العمل من أجل تحقيق الاستقرار السلمي في المنطقة الذي يشعر الجميع بأنه استقرار حقيقي». وفي سياق آخر وقعت روسيا اتفاقًا تمهيديًا لبناء محطتين نوويتين جديدتين على الاقل في ايران، بحسب المتحدث باسم المنظمة الايرانية للطاقة الذرية بهروز كمال وندي الذي اضاف إن المحطتين ستشيدان في بوشهر على الخليج بالقرب من المحطة الاولى بقوة الف ميغاواط التي بنت موسكو قسمًا منها وسلمت رسميًا الى السلطات الايرانية في سبتمبر 2013. وأضاف كمال وندي إن «إيرانوروسيا وقعتا اتفاقًا تمهيديًا لبناء محطتين نوويتين على الاقل»، موضحًا ان الاتفاق تم التوصل اليه إثر محادثات الثلاثاء في طهران مع نيكولاي سباسكي، نائب مدير شركة روساتوم الروسية. وتابع كمال وندي إن هذا الاتفاق التمهيدي سيوقعه رسميًا علي اكبر صالحي رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية ورئيس روساتوم سيرغي كيرينكو. وأضاف إن الجانبين سيضعان اللمسات الاخيرة «على الجوانب التقنية والمالية» للاتفاق. وتأمل إيران بناء 20 محطة نووية بقوة الف ميغاواط اربع منها في بوشهر لتنويع مصارها من الطاقة لتكون اقل اعتمادًا على النفط والغاز في استهلاكها الداخلي. وتملك ايران رابع اكبر احتياطي من النفط وثاني اكبر احتياطي من الغاز في العالم. ولا تثير محطة بوشهر قلق الدول الغربية التي تشتبه مع اسرائيل في أن إيران تسعى لحيازة السلاح النووي تحت غطاء برنامجها المدني الذي استؤنف في 2005، وهو ما تنفيه طهران باستمرار. ووقعت ايران والدول الست الكبرى في اواخر نوفمبر اتفاقًا لمدة ستة أشهر اعتبارًا من 20 يناير، يحد من النشاطات النووية الحساسة لقاء رفع قسم من العقوبات التي يفرضها الغرب. ويفترض ان تستأنف المفاوضات في 17 مارس في فيينا للتوصل الى اتفاق شامل يضمن الطبيعة السلمية لبرنامج طهران النووي. وأعلن سفير ايران في موسكو في منتصف فبراير ان ايران تفاوض روسيا لبناء مفاعل نووي جديد مقابل النفط في اطار اتفاق تجاري واسع. وقال السفير: إنه اتفاق لتبادل «مئات آلاف البراميل من النفط يوميًا» لقاء عقود وبضائع روسية قد يوقع «بحلول اغسطس» 2014. وأكد الرئيس الايراني حسن روحاني في اتصال هاتفي في يناير مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين ان ايران ترغب في اقامة «علاقات استراتيجية طويلة الأجل» مع روسيا. وتحدثت وسائل الاعلام الايرانية عن زيارة محتملة لروحاني لروسيا في خريف 2014 للمشاركة في قمة رؤساء الدول المطلة على بحر قزوين. وأعربت دول الخليج عن قلقها مرارًا حول محطة بوشهر ومخاطر التلوث الاشعاعي في حال وقوع حادث او زلزال قوي، بسبب موقع البلاد الجغرافي في منطقة تكثر فيها الهزات الارضية. إلا ان ايرانوروسيا أكدتا على ان المحطة تحترم المعايير الدولية وأنها تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.